شفق نيوز/ باتت مقبرة أطلق عليها اسم "حماة الديار" في بلدة الضلوعية بمحافظة الانبار مزارا لعشرات العراقيين يوميا يتوافدون عليها لإلقاء التحية على شواهد قبور مقاتلين قارعوا تنظيم داعش في البلدة والمدن المجاورة.

ودفن في المقبرة نحو 125 شخصا غالبيتهم من مقاتلي العشائر السنية الذين قضوا خلال دفاعهم عن البلدة في مسعى لمنع سقوطها بيد داعش صيف العام الماضي.

ويتوافد عراقيون من بغداد ومحافظات جنوب البلاد فضلا عن ذوي الضحايا إلى المقبرة الواقعة في وسط الضلوعية على بعد 100 كلم جنوب تكريت.

وأمام بوابة المقبرة يُقبل الوافدون على شراء الزهور لنثرها على المقابر وإلى جانب شواهدها التي يعلو بعضها صور المقاتلين والضحايا.

وباتت المقبرة رمزا لمقارعة تنظيم داعش في الحرب التي تخوضها القوات العراقية بمساندة فصائل شيعية وسنية ضد المتشددين الذين يسيطرون على مساحات واسعة من أراضي العراق منذ صيف العام الماضي.

وفي بادئ الأمر دفن أبناء بلدة الضلوعية جثامين مقاتليهم الذي دافعوا عنها أمام اجتياح داعش صيف العام الماضي حتى الرمق الأخير في المقبرة قبل أن تحتضن ثراها مقاتلين آخرين من تكريت وبلدة العلم أيضا.

ويغلب على ضحايا المقبرة المقاتلين السنة من أبناء العشائر لكنها لا تخلو من المقاتلين الشيعة وحتى من نساء وأطفال سقطوا بيد داعش.

ويقول زهير الجبوري الذي يقطن على مقربة من المقبرة ويقدم أحيانا العون للزائرين إنه يشاهد يوميا عشرات العراقيين من السنة والشيعة وحتى أجانب من خارج البلاد يتوافدون على المقبرة.

ويشير في حديثه لشفق نيوز إلى ان الزوار يأتون هنا لمشاهدة المقبرة التي تحولت إلى رمز لمحاربة داعش والاستماع الى قصص المقاتلين الذي دفنوا فيها.

ووفق الجبوري فإن أغلب المدفونين في المقبرة من سكان بلدة الضلوعية لكن المقاتلين الذي يقتلون في جبهة تكريت يجري دفنهم هنا أيضا.

ويتحدث عادل حميد وهو احد اهالي الضلوعية لشفق نيوز بالقول إن "المقبرة تعج بالزائرين لانها تحكي قصة نضال كان هو الابرز والاول على صعيد مقاومة السنة لتنظيم داعش".

ويشير إلى ان ما كان سائدا يصور أن السنة يؤيدون تنظيم داعش لكن أبناء الضلوعية غيروا هذا المفهوم وأن المقبرة خير دليل على ذلك.

وبعد سيطرة تنظيم داعش على المنطقة زادت المقابر في صلاح الدين تحتضن جثامين أناس بعضهم معلوم الهوية وآخرون مجهولون خصوصا في تكريت التي كانت مسرحا لإعدام 1700 من طلبة وجنود معسكر سبايكر على يد تنظيم داعش ودفنوا في مقابر جماعية.

وبعد تحرير تكريت بداية الشهر الماضي بدأت المقابر الجماعية تتوضح واحدة تلو الاخرى في وسط المدينة وأطرافها.

وتنوي السلطات إيلاء الاهتمام بمقبرة "حماة الديار" وتحويلها إلى مزار شعبي لاحقا.

ويقول رئيس مجلس بلدية الضلوعية خلف تركي لشفق نيوز "نسعى لإنشار نصب تذكاري في مقبرة ضحايا الضلوعية المعروفة باسم حماة الديار وجعلها شبيه بتلك الموجودة في نصب الشهيد ببغداد العاصمة".

ويتابع "ليس فقط مقابر الضلوعية نحن نتطلع الى تحويل كل مقابر الشهداء في صلاح الدين الى شواهد ونحن ننتظر تخصيص ميزانية لذلك".