شفق نيوز/ اعاد فنان امريكي من اصول عراقية يهودية، من خلال لوحاته، تشكيل وصناعة قطع اثرية خسرها العراق لصالح "ارهابيي داعش" والمتاحف الغربية، وذلك من خلال استخدام نفايات مدورة واغلفة المواد الغذائية واوراق الصحف.
وذكر تقرير لصحيفة "لوكسمبورغ تايمز"، نشر باللغة الانكليزية، وترجمته وكالة شفق نيوز، أنه من دون رموز الحضارات فأن الذاكرة الجماعية للاجيال القادمة تضيع، وان معرض الفنان الامريكي العراقي الاصل "مايكل راكوفيتز" في مدينة ميتز الفرنسية، يعيد تشكيل القطع الاثرية التي جرى نهبها من المتحف الوطني في بغداد او تعرضت للتدمير خلال فترة العنف التي اعقبت الغزو الامريكي في العام 2003.
ويقدم "راكوفيتز" اعماله الفنية من اللوحات بمساعدة اكثر من 30 فنانا، والتي اعاد من خلالها رسم هذه القطع الاثرية المفقودة مستخدما مواد من النفايات، وهي تثير دهشة المشاهد الغربي من خلال الحروف العربية المستخدمة فيها.
ويقام المعرض في مركز فراك لورين للفن المعاصر في مدينة ميتز، حيث يعرض لوحاته الكبيرة والتي تظهر مثلا القصر الاشوري المدمر لنمرود في مدينة الموصل الحالية، وتضم اللوحة التي تشبه سجاد الحائط، منحوتات بارزة فيها عبارة عن طبقات متعددة من عبوات المواد الغذائية مثل شوربة الدجاج ماجي، وعلب مشروب التمر العراقي، وحلوى جيلي التوت والعلكة والشاي.
واعتبر التقرير ان مثل هذه الاعمال الفنية تعيد وضع الشخص الغربي في موقف شخص عراقي يتواجد داخل متحف عراقي قبل يوم من تدمير داعش له، مشيراً أيضاً إلى أن معظم القطع الاثرية التي اعيدت اليها الحياة في هذه اللوحات، هي بالاساس صارت معروضة خارج العراق، في متاحف غربية.
وذكر التقرير، أن القطع الاثرية الموجودة حاليا في معارض غربية، تظهر تناقضاً بين فكرة المهاجرين الذين يتم تصنيفهم على انهم "غرباء" حتى لو تم استقبالهم بشكل قانوني في دولة غربية ما، وبين فكرة المواد الاثرية التي حصلت على الفور على حق اقامة دائمة في هذه الدولة الغربية، ولا يتم منحها الحق بالعودة الى وطنها الاصلي مجددا.
ويحمل اسم المعرض اسم شارع تاريخي يعود الى العام 574 قبل الميلاد، وكان يمر عبر بوابة عشتار في بابل القديمة، وترجمته "عسى الا يسود المتكبر".
ويقول راكوفيتز، ان معرضه يشكل تظهيراً لـ"الاشباح التي تطارد المتاحف الغربية"، لكنه يقر باستحالة اصلاح الماضي.
ومن خلال اعماله يكرم راكوفيتز من خلال عبوات الطعام، حياة الاشخاص الذين كانوا ضحايا الحرب، وايضا الذين فروا من وطنهم، وذكرى النازحين العراقيين والذين ماتوا، كما يتضمن العرض قطعا دمرها تنظيم داعش في المواقع الاشورية في نينوى وفي نمرود.
ولفت التقرير الى ان الفنان الامريكي ومن اجل ان يتمكن من تحديد القطع المفقودة، فانه يعتمد على استخدام بيانات من مصادر مثل الانتربول، ومجلس الدولة العراقية، والمتحف الوطني العراقي وغيرها.