شفق نيوز/ اعتبر موقع "بلومبيرغ" الأميركي في افتتاحيته الرئيسية إن قرار الرئيس الأميركي دونالد ترامب سحب بضعة الاف من الجنود الاميركيين من العراق وافغانستان قبل الانتخابات الاميركية، يستهدف إظهار التزامه بتعهداته لإنهاء انخراط الولايات المتحدة في حروب العالم الإسلامي، لكن الطريقة الأفضل من أجل تقليص فرص الانجرار مجددا في صراعات كهذه، هي من خلال إبقاء بعض القوات في مواقعها وتحديد وعقلنة مهمتها.
وفي الواقع، يقول "بلومبيرغ" ان "الحروب التي لا تنتهي" التي ينتقدها ترامب باستمرار، انتهت بالفعل، والوجود العسكري الاميركي في كل من العراق وافغانستان، تقلص بشكل كبير، من 170 الف جندي خلال فترة الذروة في العراق، الى 5200 حاليا، والى 8600 في افغانستان من 100 الف جندي.
والى جانب قوات تابعة لحلف الأطلسي (الناتو) ودول حليفة أخرى، فإن القوات الاميركية الباقية، تنفذ مهمات حساسة بأقل التكاليف الممكنة. ففي أفغانستان، تقوم بتدريب ومساندة القوات الافغانية الضعيفة، وجمع المعلومات الاستخباراتية وتنفيذ عمليات عسكرية محددة لمكافحة الإرهاب. كما انها توفر غطاء الدعم لحكومة كابول التي بدأت مؤخرا محادثات سلام مع حركة طالبان.
وفي العراق، يقول "بلومبيرغ"، فان القوات الاميركية تعمل عن كثب مع القوات العراقية المحلية، لابقاء خطر احياء تنظيم داعش، تحت المراقبة، مضيفا ان الشراكة التي جرى تطويرها بشكل جيد، تحمي القادة العسكريين العراقيين من الطائفية التي تهيمن على مجمل السياسة في البلد، وتساهم في الحد من النفوذ الايراني ضمن صفوفهم. وتابع ان "وجودا عسكريا اميركيا مستمرا، يوفر دعما ايضا لرئيس الوزراء مصطفى الكاظمي ذي التوجه الاصلاحي الذي يفتقر الى قاعدة سياسية خاصة به".
واعتبر الموقع الاميركي ان "انسحابا جزئيا، يجب الا يمس هذه المهمات بالكامل"، مشيرا الى ان البنتاغون يبحث التخفيض الى نحو 3 الاف جندي في العراق، و4500 جندي في افغانستان. واوضح ان بامكان "المتعاقدين" وغيرها من المصادر، بإمكانها ملء بعض الفراغات، مشيدا بتصريحات وزير الخارجية مايك بومبيو التي اشار فيها الى ان الانسحاب الكامل من افغانستان مشروط بان تقطع طالبان علاقاتها بكل الجماعات الارهابية المسلحة. واشار ايضا الى ان الولايات المتحدة سترسل 100 جندي اميركي اضافي الى سوريا بعد وقوع صدام مع القوات الروسية هناك.
وبعدما اشار الى ان ترامب يفضل وصول مستوى الجنود الاميركيين الى "الرقم صفر"، أكد "بلومبيرغ" ان ذلك هو "الهدف الخطأ"، مضيفا انه ما يزال للولايات المتحدة اهداف مهمة في المنطقة، بما في ذلك منع الهجمات الارهابية، والحفاظ على امدادات النفط متدفقة، وتقليص نفوذ ايران الى داخل حدودها.
وذكر الموقع الاميركي ان "الانسحاب من دون وجود خطة لحماية هذه المصالح، لن يساهم سوى في جعل الولايات المتحدة تعود عندما تسوء الظروف وتعاود المخاطر في الظهور مجددا".
ودعا الموقع الولايات المتحدة الى تحسين استخدامها للأدوات المالية والدبلوماسية، عوضا عن الطلب من البنتاغون حل مشكلات لا يمكن لاي عدد من الجنود ايجاد حلول لها. واقترح على سبيل المثال، جعل ايران تلتزم ببنود الاتفاق النووي الايراني المتفق عليه العام 2015، والتفاوض حول معاهدة اكثر شمولا، لانهاء نشاطاتها المزعزعة للاستقرار، سيكون اقل كلفة من محاولة الحاق الهزيمة بالجماعات المدعومة منها في كل مكان.
وخلص "بلومبيرغ" الى القول ان "ما سيمنع الحروب الدائمة المستقبلية، هو الاستقرار الاكبر في المنطقة، وهناك فرصة أفضل لتحقيق ذلك بوجود قوات اميركية على الارض، لا في عدم وجودهم".