شفق نيوز/ يؤكد خبراء في الاقتصاد والنفط والغاز، على أهمية تأسيس شركة "غاز الوسط" في محافظة واسط، لما لها من أثر إيجابي على المزيد من التوسع في حقول الغاز وتحديث القطاع، كما سيكون لدى الشركة فرصة الإشراف والسيطرة على المنطقة الجغرافية الوسطى للعراق، مما يعني أن هذه المنطقة سيكون لديها المزيد من الاستثمار، وخلق فرص العمل، والأنشطة التجارية.

وأعلن رئيس لجنة النفط والغاز والثروات الطبيعية في مجلس النواب العراقي، هيبت الحلبوسي، اليوم الأربعاء، موافقة رئيس مجلس الوزراء الاتحادي، محمد شياع السوداني، على تأسيس شركة "غاز الوسط" لتعزيز استثمار الثروات الغازية في المحافظات الوسطى.

وذكر مكتب النائب في بيان ورد لوكالة شفق نيوز، أن "الحلبوسي، حصل على موافقة رسمية من رئيس مجلس الوزراء، إلى جانب موافقة نائب رئيس الوزراء لشؤون الطاقة وزير النفط، وكذلك وكيل وزارة النفط للشؤون الغاز، لتأسيس شركة (غاز الوسط)".

واسط وديالى والأنبار

وأضاف، أن "هذا القرار يأتي استجابة للنمو المتزايد في النشاطات الغازية والرقع الجغرافية الغنية بالغاز في محافظات الأنبار، وديالى، وواسط".

وأكد، أن "الشركة الجديدة تسعى إلى تطوير استثمار الثروات الغازية وتلبية احتياجات المحافظات الوسطى من موارد الطاقة، مما يعزز دور العراق في إنتاج الغاز الطبيعي، ويدعم جهود الحكومة في تنمية الاقتصاد الوطني من خلال تحسين إدارة وتطوير الموارد المحلية".

الأحدب وبدرة

ومن اللجنة نفسها، يوضح النائب باسم الغريباوي، أن "تأسيس شركة نفط الوسط كان له أولوية في عمل لجنة النفط والغاز والثروات الطبيعية، لكن لافتتاح شركة مستقلة عن شركة نفط الوسط، يجب أن يصل إنتاج حقلي الأحدب وبدرة إلى 100 ألف برميل يومياً، وتم القبول على المضي بها حتى لو كان الإنتاج 90 ألف برميل يومياً".

ويؤكد الغريباوي لوكالة شفق نيوز، أن "تأسيس شركة نفط الوسط سوف ينعكس على محافظة واسط باستثمار مواردها النفطية وحقولها وتراكيبها الموجودة، حيث هناك 14 حقلاً وتركيباً وهناك حقلان تمت إضافتهما (الظفرية وزرباطية)، بالتالي سوف تنعكس على تنمية المحافظة وعلى تشغيل أكبر عدد ممكن من أبنائها".

"له أثر إيجابي"

بدوره، يبين الخبير في إدارة النفط والغاز، کۆژین أحمد، أن "إنشاء شركة غاز الوسط تحت إشراف الدولة العراقية ووزارة النفط سيكون له الأثر الإيجابي على المزيد من التوسع في حقول الغاز وتحديث القطاع، ويحط الضوء على قطاع الغاز العراقي الذي له مستقبل باهر إذا ما تمت إدارته بشكل جيد".

ويتابع أحمد حديثه لوكالة شفق نيوز "كما سيكون لدى شركة غاز الوسط الإشراف والسيطرة على المنطقة الجغرافية الوسطى للعراق، مما يعني أن هذه المنطقة سيكون لديها المزيد من الاستثمار، والمزيد من خلق فرص العمل، والمزيد من الأنشطة التجارية في تلك المنطقة".

ويعرب أحمد عن أمله بأن "تتبع وزارة النفط هذه المرة المعايير العالمية الحديثة لإنشاء الهيكل التنظيمي والفريق الإداري لشركة غاز الوسط حتى تتمكن من الالتزام والاستجابة للتقدم والحداثة في العالم".

ويشير إلى أن "الشركة قد تواجه بعض التحديات وهي تقليل الشعلات حرق (flare) واستخدام التقنيات الجديدة في حقول إنتاج الغاز لتقليل التأثير السلبي للشعلة على البيئة وصحة القرى والمدن المحيطة".

فرصة اقتصادية كبيرة

من جانبه، يقول الخبير الاقتصادي، مصطفى فرج، إن "إنشاء شركة غاز الوسط لها أهمية اقتصادية كبيرة بتحقيق الاكتفاء الذاتي من خلال تطوير موارد الغاز المحلية وتقليل الاعتماد على الاستيراد، وقد توفر فرصاً لتصدير الغاز".

ويضيف فرج لوكالة شفق نيوز "كما أن إنشاء شركة غاز الوسط سوف تساهم بخلق فرص عمل للشباب على مستويات مختلفة من التخصصات، ابتداءً من الاستخراج والتكرير وصولاً إلى التوزيع، فضلاً عن دعم الصناعة".

ويؤكد، أن "إنشاء شركة غاز الوسط تمثل فرصة اقتصادية كبيرة لكنها تتطلب تخطيطاً إستراتيجياً وإدارة جيدة لتقليل المخاطر المحتملة وضمان استدامة المشروع اقتصادياً، حيث إن نجاح المشروع يكون بوضع دراسة جدوى له وإنشائه بالمواصفات العالمية العالية والمطلوبة".

الوقت غير مناسب

لكن في المقابل، يرى الباحث والكاتب في الاقتصاد والطاقة، بلال الخليفة، أن "القطاعات النفطية المهمة في العراق هي الاستخراجية المتمثلة بشركة نفط البصرة والشمال والوسط وميسان وذي قار، وكان الاهمام الأكبر لها خلال السنوات الماضية بعد العام 2003، وتمثل هذا الاهتمام من خلال إبرام جولات التراخيص النفطية في العام 2009، والتي تضمنتها إحالة العديد من الحقول في عقود خدمة فنية".

ويضيف الخليفة لوكالة شفق نيوز، أن "قطاع الغاز في العراق متكون من شركتين هما شركة غاز شمال وشركة غاز الجنوب، ولا توجد شركة لغاز الوسط سابقاً، لعدم وجود حقول نفطية وغازية سابقاً".

وينوّه إلى أن "النقطة المهمة هي أن الغاز العراقي في معظمه غاز مصاحب وليس حراً، ويشكل ما نسبته 70% من الحر، وأن في الوسط توجد عدة حقول نفطية مثل حقل شرقي بغداد والأحدب وغيرها، أما الغازية مثل حقل عكاز والذي من الممكن أن ينتج أكثر من 300-350 مليون قدم مكعب قياسي".

ويرى الخليفة، أن "إنشاء شركة غاز الوسط الآن ليس بالوقت المناسب لأن الإنتاج لازال بسيطاً، وأن حقل عكاز ما زال في مراحله الأولى نتيجة تعثره سابقاً، كون الحقل في مناطق ساخنة أمنياً وأدى ذلك لانسحاب المشغل آنذاك، وأن تقدم العمل والبدء في الإنتاج التجاري سيكون البدء في تشكيل شركة غاز الوسط، وبالتالي تسهل عملية إدارة وإدامة المشروع وتقلل البيروقراطية الإدارية".