شفق نيوز/ رأت صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية، أن خطة الرئيس جو بايدن، للانسحاب العسكري من العراق، هي فخ لرئيس الولايات المتحدة القادم، وقد تمهد الطريق لأزمة متفاقمة في الشرق الأوسط، فيما أشارت إلى أن الانسحاب سيعني تخلي واشنطن عن المنطقة تماماً وتسليمها لإيران.
وذكر تقرير للصحيفة الأمريكية، ترجمته وكالة شفق نيوز، أن "في عام 2021، أعلن الرئيس جو بايدن نهاية المهمة القتالية في العراق، لكنه ترك 2500 جندي أمريكي هناك و900 جندي في سوريا لقيادة التحالف الدولي ضد داعش، لكن الآن، ومع بقاء خمسة أشهر فقط في منصبه، تعمل إدارته مع حكومة محمد شياع السوداني، على خطة لإعلان نهاية تلك المهمة أيضاً، والإعلان عن جدول زمني لإعادة تلك القوات إلى الوطن0.
وبحسب التقرير، ثمة مشكلة في رغبة بايدن، فعلى الرغم من سعيه لإعلان "إنجاز المهمة"، إلا أنها ليست كذلك، وخطة المتابعة ليست على وشك الاكتمال، فإذا وافق بايدن رسميا على إنهاء المهمة، فقد يمهد الطريق لأزمة الشرق الأوسط المتفاقمة التي ستترك عند أقدام خليفته(الرئيس الأمريكي القادم).
وأشار تقرير واشنطن بوست، إلى أن "الإعلان عن انسحاب القوات الأمريكية، حتى مع جدول زمني مدته عامان، من شأنه أن يشير إلى تخلي الولايات المتحدة عن المنطقة تماما في وقت يتطلع الحلفاء إلى واشنطن لزيادة الردع ضد إيران".
والأسوأ من ذلك، وفق الصحيفة الأمريكية، أن الاتفاق سيضعف قدرة دول التحالف الدولي على تنسيق العمل لمكافحة تنظيم داعش، كما من شأن رحيل تلك القوات أن يخلق فراغا سيملأه داعش ووكلاء إيران.
وعلى الرغم من أن القيادة العراقية، برئاسة رئيس الوزراء محمد شيع السوداني، تدعو علنا إلى انسحاب القوات الأمريكية، إلا أن العديد من المسؤولين العراقيين يخشون بشكل خاص من أن تتنازل هذه الخطوة عن العراق للسيطرة الإيرانية، بحسب واشنطن بوست.
وشدد التقرير الأمريكي، على ضرورة أن يتفاوض الرئيس الأمريكي القادم على اتفاق لمتابعة الملف مع الجانب العراقي، وإذا فشلت هذه المفاوضات، فسيتعين على القوات الأمريكية الانسحاب بالكامل، كما حدث في عام 2008 بعد جورج بوش، الذي وقع اتفاقا لسحب جميع القوات الأمريكية من العراق، ثم حاول باراك أوباما العدول لكنه فشل في التفاوض على اتفاق يبقي بعض القوات هناك، وبعد ثلاث سنوات، انتهى الأمر بأوباما بإعادة الآلاف من القوات الأمريكية إلى العراق عندما استولى تنظيم داعش على مساحة من الأراضي بحجم فرجينيا".
ووفق التقرير، ينظر بايدن إلى هذا الاجراء كجزء من إرثه، ليكون قادرا على القول: "أنا من أنهى هذه الحروب التي لا نهاية لها".
وخلص التقرير إلى القول: "لا أحد يريد أن يرى القوات الأمريكية تبقى في العراق وسوريا إلى الأبد، لكن الإعلان عن انتهاء المهمة لا يجعلها كذلك.
وختم التقرير، بالإشارة إلى أن إنهاء "الحروب إلى الأبد" أسهل من القيام به، إذا تخلت الولايات المتحدة عن التزامها بأمن الشرق الأوسط الآن، فقد تضطر إلى تعلم هذا الدرس بالطريقة الصعبة مرة أخرى".