شفق نيوز- بغداد
تتجدد كل موسم صيفي في العراق حوادث الغرق في الأنهار بسبب سباحة المراهقين والشباب في أماكن خطيرة.
وللسباحة في الأنهار أسباب كثيرة، أبرزها ارتفاع درجات الحرارة وعدم توفر مسابح نظامية في المناطق التي تتواجد فيها الأنهار، وخاصة مناطق أطراف المدن.
وتسجل غالبية حوادث الغرق في نهري دجلة والفرات، وعدد من روافدهما الفرعية كنهر العظيم، وسد الموصل، وسدة الكوت، وبحيرة الحبانية، وهي أماكن تقصدها بعض العائلات هرباً من حر الصيف.
وتوضح زمن علي (سيدة من بغداد)، أن "ولدها تعرض لخطر الغرق في بحيرة الحبانية العام الماضي"، منوهة إلى أن "ابنها صبي يبلغ من العمر 16 عاماً، وكان مع العائلة خلال زيارتها إلى البحيرة".
وتقول خلال حديثها لوكالة شفق نيوز: "لم اتوقع أن يقدم ابني على رمي نفسه داخل البحيرة فجأة ظنًّا أنها غير عميقة.. لحسن الحظ تمكن والده من إنقاذه فور ملاحظته له وأخرجه بسلام".
وتؤكد زمن، أن حادثة ابنها لم تكن الوحيدة، إذ "سُجلت العديد من حوادث الغرق في هذه البحيرة، لكن يتم إنقاذ بعضها، حسب المسموعات هناك".
وفي أيار/مايو الماضي، اختفى الفتى حسين علي راشد البالغ من العمر 14 عاماً أثناء سباحته مع أصدقائه في نهر الكوت مركز محافظة واسط، وتم العثور على جثمانه بعد عدة أيام في نهر الدجيلي خلال رحلة بحث تضمنت غواصين وصيادين.
وفي الشهر ذاته أيضاً، تعرض أحد الآباء مع ولده للغرق، خلال محاولة الأب إنقاذ ولده من الغرق رغم عدم إجادته للسباحة.
ويذكر مصدر في الشرطة النهرية بمحافظة نينوى، الخميس، انتشال جثة صبي يبلغ من العمر 12 عاماً بعد غرقه في نهر دجلة قرب منطقة الرشيدية شمالي مدينة الموصل مركز المحافظة.
ويبين مصدر في الشرطة النهرية لوكالة شفق نيوز، أن "حوادث الغرق مستمرة في عموم المحافظات، وتم تسجيل 23 حالة غرق لأطفال تتراوح أعمارهم بين 10 إلى 15 عاماً حتى منتصف تموز/ يوليو الجاري".
ويضيف أن "مخاطر الغرق تتكرر بشكل شبه يومي في نهر أبو غريب ببغداد، فيما يساهم الأهالي بالإنقاذ في أغلب الحوادث".
ويؤكد عثمان كريم شاهد عيان بمنطقة أبي غريب للوكالة، أن "مشهد غرق الأطفال والصبيان يتكرر كل صيف"، مشيراً الى أنه "شاهد عمليات إنقاذ بعض الصبية والشباب الذين تعرضوا لخطر الغرق في النهر من قبل المارة".
وينبه إلى أن "معظم الصبية والأطفال يأتون للسباحة في الجداول المائية دون علم ذويهم، ولا يكاد ينتهي فصل الصيف في هذه المنطقة دون ضحايا".
وثمة أسباب أخرى للغرق لا تتعلق بإجادة السباحة، بحسب عثمان، إذ تحصل بعض الحوادث بسبب الأسلاك الكهربائية والأسلاك الشائكة التي يقوم أصحاب بحيرات الأسماك بنصبها في الأنهار، وبالتالي يتعرض السابحون من الفتية والصبيان إلى صعقة كهربائية.
وعلى الرغم من القواعد والمحددات التي تضعها الشرطة النهرية للسباحة في الأنهار، لكن يتم تجاهل هذه القواعد في الغالب من قبل الصبية والمراهقين.
ويؤكد مصدر في الشرطة النهرية رفض الكشف عن اسمه، أن "هناك قواعد مهمة وضعتها الشرطة النهرية ويتم فرضها على المواطنين من أجل سلامتهم، ومنها عدم السباحة في المياه العميقة وذات التيارات العالية".
ويشدد المصدر في حديثه لوكالة شفق نيوز، على أن "من أهم القواعد هي ارتداء سترة النجاة التي تسمى (النجادة) عند السباحة في الأنهار، وأن تكون السباحة في أماكن آمنة لا توجد فيها بحيرات أسماك أو أسلاك شائكة أو مضخة مجاري".
ويلفت إلى أن "أغلب الفتيان يأتون إلى النهر من أجل السباحة والاستمتاع دون الالتزام بشروط السلامة، وبالتالي يعرضون أنفسهم لخطر الغرق".
ويحذر المصدر من أن "السباحة في مياه الأنهار لا تخلو من الأخطار، إذ تضم الأنهار أحياناً مخلفات مختلفة قد تسبب أمراضاً جلدية، وقد تتضمن وجود حيوانات مؤذية، ومنها سلطعون النهر وسمك (أبو زميرة)، فضلاً عن الزجاج المتكسر في النهر".
ويعزو المصدر دوافع الصبيان للسباحة في الأنهار إلى "عدم توفر مسابح قريبة من البيوت، وعدم وجود مرافق سياحية للشباب في مناطق أطراف بغداد، إضافة إلى ارتفاع أجور دخول المسابح النظامية والتي تتراوح بين 5 إلى 10 آلاف دينار، ويتضاعف هذا المبلغ في أوقات الزحام والمناسبات والأعياد".