شفق نيوز/ ترتفع معدلات حوادث الحريق عادة مع ارتفاع درجات الحرارة التي تتخطى هذه الأيام نصف درجة الغليان في العراق، في وقت تؤكد مديرية الدفاع المدني أن أعداد الحرائق انخفضت بنسبة تجاوزت 44% خلال 5 أشهر الماضية مقارنة بالفترة نفسها من الأعوام السابقة، وبينما أوضحت أسباب هذا الانخفاض، شددت على ضرورة الالتزام بإجراءات السلامة والوقاية لخلق بيئة آمنة في عموم أنحاء البلاد.
ويشهد العراق وخاصة مع حلول فصل الصيف وارتفاع درجات الحرارة حوادث حريق كثيرة، تندلع في أماكن تجارية وصناعية، وفي المباني والمؤسسات الرسمية، وتقدر الأضرار المادية سنوياً بملايين الدولارات إضافة إلى الخسائر البشرية.
وسجلت مدن ومناطق عراقية عدة خلال هذا الأسبوع ضمن المناطق الأعلى في معدل درجات الحرارة على مستوى العالم، حيث تراوحت درجات الحرارة فيها ما بين 48.6 إلى 50 درجة مئوية، منها (العمارة، الناصرية، الرفاعي، البصرة الحسين، مطار البصرة الدولي، الفاو، كربلاء، النجف، السماوة، بدرة)، وفق ما نشرته محطة "بلاسيرفيل" في كاليفورنيا الأمريكية.
بدوره، قال مدير إعلام هيئة الأنواء الجوية العراقية، عامر الجابري، إن "من المتوقع أن تتجاوز درجات الحرارة خلال موسم الصيف 50 درجة مئوية، وقد تصل إلى 52 درجة مئوية كما حصل في العام المنصرم".
وذكر في تصريح سابق لوكالة شفق نيوز، أن "البلاد تشهد مرحلة المنخفضات الجوية الحرارية وفي ظل هذه المنخفضات تختلف درجات الحرارة ما بين ارتفاع وانخفاض".
الحر والحرائق
"مع ارتفاع درجات الحرارة عادة ما ترتفع معها معدلات حوادث الحريق"، بحسب مدير إعلام الدفاع المدني في محافظة النجف، علي تويج، داعياً المواطنين إلى أهمية "الالتزام بإجراءات السلامة والوقاية لخلق بيئة آمنة لهم ولعائلاتهم".
وحول الإجراءات التي تساهم في تقليل والحد من ظاهرة انتشار حوادث الحريق، بين تويج خلال حديثه لوكالة شفق نيوز، أن "على المواطن توفير مطفأة الحريق في البيت والسيارة ومكان العمل، وضرورة تعلم كيفية استخدام هذه المطفأة عند التعامل مع الحوادث".
وتابع: "كذلك ينبغي الالتزام بإجراءات السلامة من خلال الاعتناء بالتأسيسات الكهربائية وقطع التيار الكهربائي عند مغادرة البيت ومكان العمل، وعدم التحميل الإضافي للنقطة الكهربائية الواحدة، بالإضافة إلى تعاون المواطنين مع الدفاع المدني في الاتصال المبكر حال وجود الحريق واعطاء أقرب نقطة دالة لمكان الحادث لضمان وصول فرق الإطفاء في أسرع وقت".
طبيعة وحجم الحرائق
من جهته، أكد مدير شعبة الإعلام في مديرية الدفاع المدني العامة، نؤاس صباح، أن "مديرية الدفاع المدني أحصت أعداد الحرائق خلال 5 أشهر الماضية بـ(5544) حادث حريق، بنسبة انخفاض عن الأعوام السابقة تجاوزت 44% في هذا العام 2024 وللفترة نفسها".
وبشأن أسباب هذا الانخفاض شرح للوكالة، أن "مديرية الدفاع المدني اتخذت جملة من الإجراءات القانونية الرادعة بحق المخالفين لإجراءات السلامة الصادرة من مديرية الدفاع المدني وحسب قانون الدفاع المدني المرقم 44 لسنة 2013، حيث تم تنفيذ ما يقارب من (72144) كشف موقعي على القطاع الحكومي والمختلط والخاص من أجل تطبيق إجراءات السلامة وتوفير مستلزمات الإطفاء ورفع المخالفات ومنها السندويج بنل وتغليف الايكوبوند للحد من مسببات الحوادث مع التنسيق مع دوائر البلدية من أجل غلق المشاريع المخالفة لتعليمات الدفاع المدني لمدة 15 يوم وحسب القانون".
وعن أكثر المحافظات العراقية بأعداد حوادث الحريق، أوضح صباح، أن "أعداد حوادث الحريق ترتبط بمتغير أعداد الأبنية والأسواق وأعداد السكان، فكلما اكتضت المناطق السكنية وتداخلت ازدادت معها المخالفات لشروط السلامة ومتطلبات الدفاع المدني.
لذا فإن العاصمة بغداد بجانبيها (الكرخ والرصافة) هي الأعلى من حيث نسبة السكان والأبنية والمؤسسات الحكومية والقطاع المختلط والقطاع الخاص، لذلك نجدها تتصدر بقية المحافظات بأعداد الحوادث المختلفة".
أما فيما يخص الخسائر الناجمة عن حوادث الحريق، فإن مديرية الدفاع المدني "لا تنظر إلى الحادث من تلك الناحية، بل إلى قيمة ما تم إنقاذه لو لم تتدخل فرق الدفاع المدني".
وفيما يخص التحقيق بأسباب الحرائق، فإن مديرية الدفاع المدني ليست معنية، بل مديرية الأدلة الجنائية هي المعنية بتحديد أسباب اندلاع حوادث الحريق وفق القانون"، بحسب صباح.
يذكر أن رئيس الوزراء العراقي، محمد شياع السوداني، وجه في 16 حزيران الجاري بإجراء التحقيقات اللازمة ببعض الحرائق التي حدثت مؤخراً، كما وجه القوات الأمنية بـ"إكمال التحقيق واتخاذ الإجراءات والتدابير الوقائية كافة لمنع وقوع مثل هذه الحوادث بالتأكيد على إجراءات السلامة العامة"، وفقاً لبيان أصدره مكتبه وورد لوكالة شفق نيوز.