شفق نيوز / أفاد تقرير أمريكي، يوم الخميس، بأن قادة فصائل مسلحة عراقية ومسؤولين عراقيين، يستبعدون حتى الآن انخراط الفصائل بشكل مباشر في الحرب الجارية بين إسرائيل وحركة حماس، وذلك في ظل انقسامات بينها حول قرار استهداف المواقع العسكرية الأمريكية في العراق وسوريا، لكن ذلك لا يعني أبواب الجحيم لن تفتح في حال قررت إسرائيل المضي قدماً في هجومها البري على قطاع غزة.

 

غرفة عمليات

وبداية، أشار التقرير الأمريكي الذي نشره موقع "المونيتور" الأمريكي، وترجمته وكالة شفق نيوز، إلى إعلان كتائب حزب الله العراقية الأربعاء الماضي، عن تشكيل ما تسميه (حماس) غرفة دعم عمليات (طوفان الأقصى) من أجل (الإشراف) على دعم الفصائل العراقية لحركة حماس، ونقل التقرير، عن أحد قادة الكتائب قوله إن 3 فصائل عراقية فقط انضمت إلى غرفة العمليات هذه، بما في ذلك عصائب أهل الحق، التي تعتبر ثاني أقوى الفصائل، ومنظمة بدر، التي تعتبر أقدم الفصائل المسلحة المدعومة من إيران.

وبحسب هذا القيادي في الكتائب، فإن "تطبيق العمليات العسكرية المباشرة او غير المباشرة ما يزال محل خلاف بين قيادات الفصائل الثلاثة حتى هذه اللحظة".

ومع ذلك، أشار التقرير، إلى إن القواعد العسكرية التي تضم قوات امريكية في شمال وغرب العراق وشمال شرق سوريا تتعرض لهجمات شبه يومية بطائرات مسيرة وصواريخ منذ ذلك الوقت، وذكر كذلك بتصريح تلفزيوني للمتحدث باسم كتائب حزب الله جعفر الحسيني، قال فيه إن "المقاومة في العراق حققت أولى هجماتها... وستتواصل بوتيرة أعلى"، معتبرا أن "الأمريكيين شركاء أساسيون في قتل سكان غزة، وبالتالي عليهم أن يتحملوا العواقب".

وفي حين لفت تقرير المونيتور، إلى إعلان البنتاغون الثلاثاء الماضي عن اصابة ما لا يقل عن 24 من عناصر التحالف نتيجة لهذه الهجمات، التي بدأت في 17 أكتوبر/تشرين الأول، بالاضافة الى وفاة مقاول أمريكي بسبب "أزمة قلبية" بعد انطلاق صافرات الإنذار في قاعدة عين الأسد، ذكر ايضا بإعلان البنتاغون أن الحوثيين في اليمن أطلقوا وابلا من المسيرات والصواريخ شمالا، ربما بمحاولة لاستهداف اسرائيل، ومع ذلك، فان البنتاغون يقول حتى الآن أنه يعتبر أن الصراع بين اسرائيل وحماس قد تم احتواؤه، لكن كبار المسؤولين الأمريكيين يقولون إنهم لن يترددوا في استخدام القوة للدفاع عن العسكريين الأمريكيين في المنطقة.

 

بانتظار حزب الله

ونقل التقرير عن قادة عدد من الفصائل العراقية المدعومة من ايران قولها أن المشاركة العسكرية في عملية حماس لا تتمتع حاليا بدعم غالبية القوى العراقية المنضوية في (محور المقاومة)، مضيفين أن هناك كثيرين يشعرون بالغضب من قيام حماس بتنفيذ عمليات من دون التنسيق مع الاخرين.

وبحسب قيادي في فصيل عراقي مسلح مشارك في التنسيق، فان "الانخراط العسكري المباشر في هذه العملية (ضد اسرائيل) هو خط أحمر"، مضيفا ان "حماس سعت الى جر كافة فصائل محور المقاومة الى المعركة واحراجها، لكن الجميع يدركون ذلك وليسوا مستعدين لذلك. لن نتدخل إلا إذا نفذت إسرائيل تهديدها بغزو غزة برا وعندها سنكون تحت قيادة حزب الله (اللبناني)، وليس حماس".

هذا ونقل التقرير عن قيادي كبير في الحشد الشعبي قوله إن "الايرانيين ايضا لا يريدون من اي فصيل مسلح مرتبط بهم، أن يشارك في العملية"، مشيرا في الوقت نفسه إلى أن المرشد الإيراني علي خامنئي التقى قبل اسبوعين مع قادة الحرس الثوري لبحث الخيارات المتاحة".

وبحسب القيادي نفسه، كما نقل "المونيتور"، فإن قادة الحرس الثوري، ومن بينهم الجنرال إسماعيل قاآني، المسؤول عن الملف العراقي، يعتبرون ان "الاضرار الناجمة عن مشاركة أي من الفصائل عسكريا ستكون أكبر بكثير من نفعها"، وان المنطقة "سوف تنجر الى حرب مفتوحة لا يمكن السيطرة عليها."

ونقل التقرير عن القيادي الحشدي قوله ان الايرانيين سمحوا للفصائل المسلحة في العراق ولبنان وسوريا واليمن بتنفيذ بعض العمليات التي تستهدف القوات الأمريكية والإسرائيلية، "على أن تكون العمليات ذات أضرار محدودة، وألا يتجاوز أي من الفصائل هذا المستوى إلا في حال صعد الإسرائيليون".

 

قواعد اشتباك جديدة

كما نقل التقرير الأمريكي، عن قياديين عراقيين ومسؤولين مقربين من ايران قولهم إن عملية "طوفان الاقصى" استغرقت نحو عام ونصف من الإعداد والتدريب في إيران ولبنان، بالاضافة الى انشاء 16 غرفة عمليات وهمية في أنحاء مختلفة من العالم، وذلك من أجل "تجنب لفت انتباه الموساد".

وبرغم النفي الايراني حول الانخراط المباشر فيما جرى وتقديرات الاستخبارات العسكرية الامريكية بان الايرانيين فوجئوا بالعملية، نقل التقرير عن القيادي الحشدي قوله إن "ايران قدمت المشورة والتدريب والدعم الفني والاستخباراتي، لكن التنفيذ اقتصر حصرا على مقاتلي حماس".

وبحسب القيادي نفسه فإنه "لسبب ما، ليس واضحا، فإن محمد الضيف (القائد العسكري لحماس) وعدد من قادة حماس اتخذوا القرار بمفردهم من دون إبلاغ البقية، وقد كانت مفاجأة للجميع"، مردفاً بالقول: "لسنا على علم حتى ما هي الخطوة التالية أو ما هي الخطة البديلة لمواجهة ردود الفعل الإسرائيلية، لقد أحرج محمد الضيف الجميع ووضعهم أمام الأمر الواقع".

وفي حين ذكر التقرير، أن كثيرين يؤيدون فكرة أن العملية شجعت حماس وهزت صورة الجيش الاسرائيلي، نُقلَ عن دبلوماسي عراقي قوله إن عملية حماس "هدمت الجدار الوهمي او المادي الذي كان قائما في أذهان الفلسطينيين وكافة العرب والمسلمين حول قوة إسرائيل وقدراتها"، مضيفا ان هذا الهجوم منح "جرعات تعزيز" لكل فصائل محور المقاومة المدعوم من إيران في المنطقة.

وبعدما ذكر التقرير، أن الولايات المتحدة عززت قواتها المنتشرة في المنطقة لدعم اسرائيل ضد حلفاء إيران في المنطقة، خاصة بعد التهديدات الاسرائيلية بغزو غزة بريا، نقل عن مسؤولين عراقيين قولهم إن "الفصائل المسلحة العراقية ليس لديها أي تأثير في هذه المنطقة، كون العراق بعيد جغرافياً عن إسرائيل، ولا تربطه بها أي علاقات أو مصالح مشتركة".

ونقل التقرير أيضاً، عن أحد مستشاري رئيس الوزراء العراقي، قوله إن المسؤولين الأمريكيين أبلغوا العراقيين "بصراحة" بانهم سيتدخلون عسكريا نيابة عن إسرائيل في حال تدخلت إيران أو حزب الله، وأنهم سيستهدفون رأس النظام في سوريا وقادة الفصائل المسلحة في العراق ولبنان والأهداف الحيوية في إيران".

ومقابل تهديدات مسؤولين أمريكيين، وفيما قال قادة حزب الله والإيرانيون بأنهم "لن يتدخلوا" ما لم تنفذ إسرائيل تهديدها بغزو غزة، يقول مستشار رئيس الحكومة العراقية أنه في هذه الحالة، اي شن اسرائيل غزوها البري، فإنه بالإضافة الى فتح الجبهة الشمالية ضد إسرائيل، فإنهم قد يفتحون عدة جبهات في مناطق اخرى بما في ذلك سوريا.

وبحسب مستشار السوداني، فقد "طلبنا من الاميركيين عدم استفزاز حزب الله، والسيطرة على الاسرائيليين لمنع الغزو البري، مقابل ان نضغط على حلفائنا في لبنان وإيران وجماعاتنا (الفصائل) في العراق"، مضيفا ان "هذه التهديدات المتبادلة خلقت معادلة جديدة ضمن معادلة الصراع الحالية، ونعتقد ان ذلك ادى إلى تأخير الاجتياح البري حتى الان، الا انه لا توجد ضمانات لخفض التصعيد، خصوصا أن إسرائيل تعاني من انقسامات داخلية ورئيس وزرائها يسعى لتحقيق النصر بأي ثمن (..) وأن العملية أكبر بكثير من العراق وفصائله المسلحة".

 

الانتقام الأمريكي

وبعدما لفت التقرير الى اجتماع قادة الإطار التنسيقي السبت الماضي بحضور السوداني وقادة القوى السياسية والفصائل، بحث الأزمة وخيارات دعم الفلسطينيين وتداعيات انخراط أي فصيل عراقي في العملية سواء بشكل مباشر أو غير مباشر، 

نقل عن مستشار السوداني قوله إنه "كان على السوداني أن يكون صادقا معهم (الحاضرين) حول حقيقة الوضع، بأنه في حال تم استهداف أي من القادة بطائرات مسيرة، فإنهم سوف يلومون الحكومة لعدم حمايتهم، مستدركا: "قلنا لهم إن خطورة الوضع حاليا تكمن في أن قواعد الاشتباك تغيرت وبأن أي انخراط عسكري لاي من الفصائل سيعطي مبررا للاميركيين والاسرائيليين لكي تهاجمهم والضغط على الحكومة بشكل أو بآخر".

وختم التقرير الأمريكي، عن مستشار السوداني قوله: "لكننا نعلم أن المفتاح حالياً في أيدي اسرائيل وليس أي شخص آخر، وإذا اجتاحت إسرائيل غزة، سيتدخل حزب الله والإيرانيون والفصائل المسلحة العراقية، وستفتح أبواب الجحيم أمام الجميع".

ترجمة: وكالة شفق نيوز