شفق نيوز/ في غضون لحظات، تحولت هذه البقعة التي كانت تعج بالحياة، إلى مدينة أشباح، أو انتهينا للتو من كارثة نووية، أو حرب عالمية. هذا هو الحال اليوم في مدينة اللاذقية بعد أكثر من أسبوع على ليلة الفزع الكبرى التي ضربها، وغيرها من مدن الساحل والشمال السوري، الزلزال التركي المدمر، وما زال أهلها كأنهم لم يستفيقوا من هول الصدمة.
ربما انقشع غبار انهيار الابنية والمنازل، بعد 9 ايام على الزلزال الذي بلغت قوته 7.8 على مقياس ريختر، لكن المأساة في سوريا ما زالت تتكشف فصولا، سواء في اللاذقية تحديداً حيث تجولت شفق نيوز، أو غيرها من مدن وبلدات الساحل، او شمال البلاد حيث عرقلت الصراعات العسكرية المتعددة الأطراف المحلية والإقليمية والدولية، جهود الاغاثة وعمليات انقاذ الاف المدنيين، وسببت تأخير مساعدة الناجين والمتضررين المقدر أعدادهم بمئات الاف الاشخاص.
ووفق تقديرات محافظة اللاذقية حتى الان، فان هناك اكثر من 800 ضحية في اللاذقية وحدها، بينما بلغ عدد الجرحى 1131 بينما تسبب الزلزال في تدمير 103 مبنى، وتحولت 247 مبنى الى وضع الآيل للسقوط، في حين فتحت عشرات المراكز لإيواء من شردتهم الكارثة التي لم تكتمل صورتها حتى الان.
بالاجمال، تؤكد وزارة الصحة السورية حصيلة تشمل 1414 قتيلا و2349 جريحا حتى أمس الاثنين، مضاف لها 3553 وفاة و14749 إصابة في محافظة ادلب الخارجة عن سيطرة الدولة السورية، وهي بقبضة الفصائل الاسلامية المسلحة، بينها جبهة النصرة، المصنفة إرهابية، والتي أصبح اسمها هيئة تحرير الشام.
ومن المعتقد ان عدد الضحايا، من قتلى وجرحى، بالاضافة الى المتضررين، في محافظة ادلب، اكبر من هذه الأرقام بكثير، والتي تصلها مساعدات مباشرة عبر الحدود من الأراضي التركية.
وما زالت عمليات الانقاذ وانتشال الضحايا من تحت الركام، مستمرة في اللاذقية، لكن الامال تتلاشى كل دقيقة في العثور على ناجين من الكارثة التي قضت فيها في العديد من الحالات، عائلات بكامل افرادها، بينما تظهر الإحصاءات التركية والسورية ان العدد الاجمالي لقتلى الزلزال الذي وقع فجر يوم الاثنين الماضي، تخطى ال37 الف شخص، بينما يعتقد انه شرد مئات الآلاف الاخرين.
وحتى الان، وصلت الى المطارات التابعة للدولة السورية، طائرات اغاثة من العراق ولبنان والسعودية وايران وروسيا والجزائر والامارات وارمينيا وباكستان والصين وجمهورية الشيشان وليبيا وسلطنة عمان والسودان وبيلاروس والاردن واندونيسيا والهند وبنغلادش وكازخستان وفنزويلا وتونس وصربيا. كما جاءت مساعدات من رومانيا وايطاليا عبر مطار بيروت.
الا ان كارثة الزلزال كشفت عن تفاوت الاهتمام الإنساني، ما بين المناطق المنكوبة في سوريا، وتلك التي ضربها الزلزال في تركيا نفسها، التي وصلتها مئات رحلات الاغاثة الجوية من عشرات الدول منذ الساعات الاولى من الكارثة.