شفق نيوز/ بدأت اسرائيل مناورات عسكرية وصفت بأنها الاكبر في تاريخها وتستهدف تدريب قواتها العسكرية على خوض حرب محتملة على جبهتين في الوقت نفسه، مع "حزب الله" في لبنان، ومع قطاع غزة، وذلك فيما تعيش المنطقة أجواء احتقان بسبب المواجهات الدائرة منذ أيام في مدينة القدس، والتململ الاسرائيلي الواضح من احتمال حدوث انفراج في ملف إيران النووي.
وعلى الرغم من ان هذه المناورات مخطط لها منذ فترة، إلا أن انطلاقها في ظل الأجواء الملبدة في المنطقة، أشاع أجواء من الترقب والحذر، خاصة مع اعلان "حزب الله" ان قواته وضعت في حالة "جهوزية" تحسبا لاي تطورات، ومع تلويح حركة حماس في قطاع غزة، بالمساهمة في التصدي، صاروخيا، لعمليات الإخلاء القسرية التي تقوم بها الشرطة الإسرائيلية للعائلات الفلسطينية من حي الشيخ جراح في مدينة القدس.
ومما قد يزيد من المخاوف الاقليمية ان المناورات العسكرية الاسرائيلية ستستمر شهرا كاملا، وهي تتضمن الاستعداد لخوض حرب على أكثر من جبهة، بما في ذلك ما يسمى الجبهة الداخلية الاسرائيلية التي تفترض المناورات انها ستتلقى عددا كبيرا من الصواريخ من جبهات عدة.
وبحسب "القناة 13" الإسرائيلية، فإن المناورة ستحاكي حربا شاملة ضد "حزب الله" وحركة "حماس"، مع إطلاق مكثف للصواريخ من جميع الساحات على الجبهة الداخلية. وأشارت الى أن رئيس أركان الجيش الإسرائيلي أفيف كوخافي قرر عدم إلغاء أو تأجيل هذه المناورة على الرغم من التوترات في القدس والساحة الفلسطينية، مشيرة إلى أن حالة اليقظة والتأهب ستبقى كما هي تجنبا لأي سيناريو.
وسبق لوسائل اعلام اسرائيلية ان اعلنت مرارا خلال الشهور الماضية، ان اسرائيل باتت تخوف من احتمال استهدافها من أكثر من جبهة، وتحديدا من داخل لبنان وسوريا والعراق وصولا الى اليمن، اما بصواريخ بعيدة المدى، او بطائرات "درونز" مفخخة. وكثيرا من نسبت تقارير اعلامية الى ان اسرائيل شنت ضربات جوية على مواقع داخل سوريا، او على الحدود العراقية مع سوريا، لضرب اهداف تابعة لفصائل في الحشد الشعبي العراقي.
وكان الامين العام ل"حزب الله" حسن نصرالله اعلن قبل ايام انه "ابتداء من الأحد صباحا، موعد بدء مناورات العدو، نحن سنقوم بكل الخطوات الهادئة المناسبة وبعيدا عن العيون والأنظار وسنكون على حذر وجهوزية". واضاف نصرالله في خطاب متلفز لمناسبة يوم القدس العالمي، "نحذرهم من أي خطوة خاطئة في اتجاه لبنان وأي خطوة ستكون مغامرة من قبلهم ولم نتسامح أو نتساهل مع أي مسّ لقواعد الاشتباك في ظلّ هذه المناورة".
وهي من المرات النادرة التي يعلن فيها "حزب الله" عن استنفار عسكري بهذا الشكل منذ انسحاب اسرائيل من غالبية الاراضي المحتلة في الجنوب اللبناني في العام 2000، وتحديدا منذ ما بعد ما عرف ب"حرب تموز" في العام 2006.
واكدت وسائل إعلام لبنانية إن "حزب الله" وضع عناصره بحالة استنفار وجهوزية تامة على طول الحدود الجنوبية، تزامنا مع المناورة الإسرائيلية الضخمة.
وفي تحذير مبطن، تساءل نصرالله في خطابه التلفزيوني "في حال اندلاع حرب حقيقية في المنطقة وانطلقت فيها الاف الصواريخ ومن اكثر من جبهة، هل وسائل الدفاع العسكرية الاسرائيلية قادرة على رد هذه الصواريخ؟".
وفي نيسان/ابريل الماضي، ذكرت صحيفة "يديعوت أحرونوت" الإسرائيلية انه بحسب تقرير مراقب الدولة وقيادة الجبهة الداخلية، فإن ثلث السكان في إسرائيل، أي حوالي 3 ملايين شخص، يعيشون دون أدنى حماية من الصواريخ، ومئات الآلاف منهم يسكنون في بنايات قديمة في قلب المدن الكبرى، مثل تل أبيب وريشون لتسيون وحيفا.
وتحدثت الصحيفة وقتها عن المناورات قائلة ان إسرائيل ستجري مناورة كبيرة وضخمة، ربما تعد الأضخم في تاريخها، يتم خلالها الاعتماد على تدريب عملية إخلاء السكان من منازلهم ومستوطناتهم، وهي مناورة ستشمل مواجهة في عدة ساحات وميادين، مع التركيز على قطاع غزة ولبنان.
وتحدثت معلومات اسرائيلية مؤخرا عن ان اسرائيل نشرت انظمة دفاع صاروخية بالقرب من مدينة إيلات الجنوبية، تحسبا لاحتمال اطلاق صواريخ او طائرات مفخخة من اليمن، باتجاهها.
والتوتر قائم بالفعل بين اسرائيل وايران، على خلفية المفاوضات التي بدأتها ادارة الرئيس الاميركي جو بايدن لاستئناف العمل بالاتفاق النووي الذي انسحب منها الرئيس الاميركي السابق دونالد ترامب. وتبادلت اسرائيل وايران هجمات غير معلنة ضد سفن بحرية تابعة لهما في الشهور الماضية، وجرى استهداف مخابراتي لمنشأة ناتنز النووية في ايران، ووق في المقابل انفجار غامض في داخل اسرائيل استهدف منشاة لتصنيع الصواريخ، وهي اكلها أحداث عززت المخاوف من احتمال انزلاق طرف اقليمي الى اشتباك غير محسوب، برغم بعض مؤشرات الانفراج الاخرى كالمفاوضات السعودية-الايرانية، والتحسن التركي-المصري والسعودي-التركي.