شفق نيوز/ دعا معهد "جيوبوليتيكال مونيتور" الكندي، يوم الخميس، الى اعادة احياء فكرة "حلف بغداد" في منطقة الشرق الأوسط، للتعامل مع تحديات الحرب الباردة الجديدة القائمة في المنطقة والعالم، وخصوصا مع النفوذ الروسي المتزايد، مشترطاً أن يضم الحلف الجديد كلا من الولايات المتحدة وتركيا وبريطانيا ومصر، بالإضافة إلى اسرائيل.
وذكر التقرير الكندي الذي ترجمته وكالة شفق نيوز، انه فيما يتعلق بتطورات المراحل الاولى من الحرب الباردة، فإن "حلف بغداد" كان احد اكثر الهياكل فعالية في التعاون الاستخباراتي والعسكري منذ تشكيله في العام 1955، وهو تشكل بسبب الحاجة الى مواجهة مخططات الاتحاد السوفيتي الذي انتج هيئات مثل حركة عدم الانحياز بقيادة الزعيم المصري جمال عبد ناصر.
مواجهة "الكومنترن"
واشار التقرير الى انه كرد على ذلك، قامت الدول الغربية بجمع دول في إطار تحالف مشترك بإمكانه مواجهة توسع الشيوعية الدولية "الكومنترن"، مهمته النهائية جعل منطقة الشرق الأوسط ميالة الى الغرب والى حلف شمال الأطلسي "ناتو".
واوضح التقرير ان الولايات المتحدة من خلال الرئيسين ايزنهاور وجون فوستر دالاس، هي التي قادت تشكيل "حلف بغداد"، وهي جهود دعمها هاورد ماكميلان من بريطانيا، وعدنان مندريس من تركيا، الى جانب حلفاء اخرين مثل النظام الإيراني بقيادة الشاه، ورئيس الوزراء العراقي نوري السعيد، والزعيم الباكستاني اسكندر علي ميرزا، بالاضافة الى رئيسي وزراء اسرائيل موشيه شاريت وديفيد بن غوريون.
وتابع التقرير انه مع سقوط نوري السعيد في بغداد، فإن العراق خرج من الحلف، مضيفا أنه برغم نجاحات "حلف بغداد" في مواجهة الشيوعية، إلا أنه انتهى في العام 1979 في ظل سلسلة من الصراعات الاقليمية الكبيرة التي حدثت، وتراجع نفوذ الاتحاد السوفيتي.
الطائفية في الشرق الأوسط
والآن، يقول التقرير إن الطائفية آخذة في التفاقم في الشرق الأوسط، وهناك عدوان روسيا على اوكرانيا، والمخابرات العسكرية الروسية تجدد حضورها في ليبيا وسوريا، في حين ان هناك حاجة داخل حلف الناتو من أجل تطوير الردع النووي الاستراتيجي والتصدي للتحركات المعادية التي تشكل مساسا بالنظام الدولي القائم.
ولهذا، اعتبر التقرير انه يجب الاستمرار في السعي من اجل اقامة تحالفات مشابهة لحلف بغداد، باعتبار ان خطوة كهذه حتمية في سياق التفكير العسكري المعاصر.
وفي هذا الاطار، لفت التقرير الى "اتفاقات ابراهيم" التي تعكس نجاحا للسياسة الخارجية لإدارة الرئيس السابق دونالد ترامب، والتي روجت لها ايضا ادارة جو بايدن، والتي حققت تقاربا بين دول الخليج واسرائيل في ميادين عدة، من التجارة إلى الامن، بالإضافة إلى مواجهة التهديد المتمثل بإيران.
والى جانب ذلك، يشير التقرير الى "الازدهار" في العلاقات بين تركيا واسرائيل، وصل الى حد نشوء تحالف عسكري يركز على الدفاع عن البحر الأبيض المتوسط الذي هو بمثابة مسرح حيوي للأمن القومي الامريكي فيما يتعلق بحلف الناتو، بالاضافة الى كونه جزءً اساسياً من امن الطاقة حيث تتوفر مخزونات من الغاز الطبيعي، ويؤمنها هذا التحالف التركي - الإسرائيلي بما يساهم في استقرار اسواق الطاقة العالمية ومنع ظهور ازمة طاقة جديدة.
أطراف الحلف الجديد
ودعا التقرير الى نشوء نظير مشابه لـ"حلف بغداد"، يضم الولايات المتحدة وتركيا وبريطانيا واسرائيل ومصر، قائلا انه "سيكون أمراً شديد الاهمية من اجل ضمان استقرار البحر المتوسط وأمنه، كما أنه سيعزز أمن الطاقة في ظل ضغوط الأسعار المستمرة المؤثرة على مستوى العالم".
وبالإضافة إلى ذلك، فإن حلفاً كهذا، سيطور اعتبارات الأمن القومي من خلال حشد الدول بشكل أقرب إلى حلف الناتو في ظل تراجع النفوذ الروسي وصعود الصين.
تحالف "العيون الخمس"
واوضح التقرير ان الحلف المقترح بإمكانه الاعتماد على رأس المال المتوفر في الخليج لتأمين النفوذ الاقتصادي اللازم، مع ربط ذلك بالتفوق العسكري للقوات المسلحة التركية الى جانب القدرات العالمية للولايات المتحدة، في حين أن بريطانيا، سيكون بمقدورها، بعد خروجها من الاتحاد الاوروبي، اعادة تحديد موقعها العالمي.
اما بالنسبة الى اسرائيل، فإنها ستكون قادرة على تعزيز "اتفاقيات ابراهيم" الحالية وتحويلها من اطار تحالف محدود الى اتفاق إقليمي شامل، وهو ما سيسهم في إدخال مصر في هذا الإطار.
ولفت التقرير إلى ان تحالفاً كهذا سيكون شبيهاً ايضاً بتحالف "العيون الخمس" (التحالف الاستخباراتي الذي يضم الولايات المتحدة وكندا وبريطانيا واستراليا ونيوزيلندا)، وهو سيتيح للدول المتحالفة مواجهة التهديدات الداخلية المتبادلة والتركيز على التصدي لجهود روسيا والصين لتعطيل النظام العالمي القائم.
ترجمة: وكالة شفق نيوز