شفق نيوز/ يوم بعد آخر تنحسر غابات الموصل، ويتراجع عدد أشجارها وتختنق رئة المدينة الوحيدة التي تتوسط المدينة بمساحة تصل إلى 700 دونم.
وغابات الموصل، أحد أبرز المتنفسات السياحية الجميلة لسكان مدينة الموصل، والتي أنشئت في الساحل الأيسر للمدينة وسميت في حينها (غابة الحدباء النموذجية) عام 1954.
وتضم هذه الغابات أنواع عديدة ومختلفة من الأشجار مثل (اليوكاليبتوس والاسبندر والجنار والدردار والصنوبر) وغيرها من الأنواع والأصناف التي تلائم الظروف البيئية للمدينة.
بؤس وعطش
خلال شهر واحد فقط، اندلعت ثلاثة حرائق فيها، وثارت مواقع التواصل الاجتماعي بكتابات المدونين حول هذا الموضوع، مطالبين الجهات المعنية بالحفاظ على ماتبقى من هذه المساحة الخضراء.
مواطنون أبلغوا وكالة شفق نيوز، أن "غابات الموصل، وبمجرد الوقوف عند مداخلها تجد مشاهد البؤس والعطش واضحة عليها، وتبدو متهالكة لما تعرضت له إبان الحرب على داعش، بالإضافة إلى قلة الدعم لها".
نقص كوادر
وعن هذا الأمر، قال المهندس زيد أحمد (مسؤول شعبة الغابات) لوكالة شفق نيوز، إن "الشعبة تعاني نقصاً مرعباً في الكوادر، حيث كانت تمتلك 400 عامل داخل الغابات، وبعد 2017 لا يوجد لديها سوى 12 عاملاً فقط".
وأضاف أحمد، أن "بالإضافة إلى نقص الكوادر، فإن الشعبة فقدت كل الآليات الزراعية ولم يتبق لديها سوى جرار زراعي وشفل صغير، وتحاول جهد الإمكان الحفاظ على الغابات، بهذه الإمكانات".
وأشار إلى أن "الغابات ما تزال ممتلئة بالمخلفات الحربية وتعمل المنظمات على تطهيرها، وقد أكملت مساحة 50 دونم حتى الآن". لافتا إلى أن "الشعبة قامت بزراعتها بالأشجار بعد رفع المخلفات الحربية، وهذا الأمر هو ما يمنعهم من زراعة المزيد من الأشجار".
وتابع أحمد، أن "السنوات الماضية التي أعقبت تحرير الموصل، شهدت زراعة 21 ألف شجرة، ولكن الغابات بحاجة إلى المزيد"، مبينا أن "الغابات ليست بأكملها تابعة للبلدية، فقد خسرت 80 منها بعد ان تنازعت مديرية التربية مع البلدية قانونياً، وأثبتت أن عائدية الارض لها، وقد شجرت من قبل الغابات سابقاً وبهذا فإن ما تبقى من مساحة الغابات بيد البلدية هي 275 دونما فقط أي ما لا يتجاوز 20%".
استحداث غابات
بدوره، ذكر مدير بلدية الموصل لوكالة شفق نيوز، أن "أسباب الحرائق هو عدم وجود منظومة متكاملة للري، وقد تم إعداد كشوفات لتجهيز شعبة الغابات بمنظومة للري حديثة".
وأوضح أن "البلدية تسعى الى استحداث غابات جديدة في الموصل وتطويقها بحزام أخضر للحد من الرياح الترابية التي تجتاح المدينة بين الحين والأخر".
وخلص إلى القول "لكن البلدية تعمل وفق التخصيصات المالية وبما هو متوفر، رغم أن هذه الأمور ضمن أولوياتها القادمة".
15 حريقاً خلال 2021
من جهته، أشار مدير عام الدفاع المدني في نينوى حسام خليل، إلى أن "هذا العام شهد قرابة 15 حريقاً في منطقة الغابات ونجح الدفاع المدني في السيطرة عليها، ومن بينها الحرائق الثلاثة الأخيرة".
وأضاف خليل، خلال حديثه لوكالة شفق نيوز، أن "فرق الدفاع المدني نجحت في الحد من انتشار النيران داخل الغابة في جميع الحرائق".
وعن أسبابها، قال مدير الدفاع المدني في نينوى، إن "الإهمال هو السبب الرئيسي، إذ لم تسجل المديرية أي مؤشرات حول وجود حرائق متعمدة كما أثيرت بعض الشكوك خلال الفترة الماضية".
وختم حديثه، بالتنويه إلى أن "الادغال والاعشاب الكثيفة هي التي تتسبب في اندلاع هذه الحرائق، وأعقاب السجائر أو ما شابهها أحد الأسباب أيضاً".