شفق نيوز/ تعد كربلاء من أهم مدن السياحة الدينية على مستوى العالم كونها تستقبل سنوياً ما يقارب 80 مليون زائر من داخل العراق وخارجه، بحسب بيانات حكومية، وهو ما يستدعي اهتماماً خاصاً بهذه المدينة لما قد تشكله من مورد اقتصادي وثقافي مهم للدولة.

ويقول مدير الإعلام والاتصال الحكومي في محافظة كربلاء، توفيق الحبالي، لوكالة شفق نيوز، إنه "في العام الماضي 2023 دخل إلى المحافظة 23 مليون زائر خلال زيارة الأربعين فقط".

وتقام مساء اليوم الثلاثاء مراسم عزاء الإمام الحسين والتي تصادف ليلة العاشر من شهر محرم (عاشوراء) في التقويم الهجري الإسلامي، حيث يتوافد ملايين الزائرين على مرقد الإمامين الحسين وأخيه العباس، وسط استنفار خدمي وصحي وأمني لضمان انسيابية الزيارة في ظل الحشود الكبيرة القادمة من داخل العراق وخارجه.

ومن بين الوافدين إلى العراق كانت أم محمد (45 عاماً) القادمة من دولة البحرين والتقت بها مراسلة وكالة شفق نيوز وأجرت معها حواراً سريعاً عن الزيارة وأجوائها.

تقول أم محمد "عادة ما نزور العراق في شهر محرم لأداء زيارتي عاشوراء والأربعين، ووصلت إلى كربلاء قبل ثلاثة أيام برحلة جوية إلى مطار النجف، وحالياً نقيم في فندق بكربلاء لمدة عشرة أيام وبعدها نعود، لكن أحياناً نبقى لحين موعد زيارة الأربعين، ونلاحظ أن هناك تطور عمراني والفنادق متوفرة بأسعار مناسبة".

وتضيف "نزور العراق لأجل الزيارة الدينية في كربلاء والنجف فقط ونعود بعدها إلى بلدنا، ولا نذهب إلى المواقع السياحية سواء الطبيعية أو الأثرية أو غيرها".

يشار إلى أن وجود الملايين من الزائرين الذين يأمون المدينة لإحياء الطقوس والممارسات الدينية خلال أيام محدودة، في وضع يفوق قدرة أي دولة، لكن في كربلاء تجري العملية بـ"الطريقة الأمثل" رغم أن البنية التحتية غير قادرة على استيعاب هذه الأعداد، ما يؤكد الحاجة إلى تطوير البنية التحتية وإنشاء طرق سريعة ومطارات وفنادق ذات جودة عالية وخدمات إلكترونية وغيرها، بحسب مختصين.

وفي هذا السياق، يقول نائب رئيس رابطة الفنادق والمطاعم السياحية في كربلاء، أزهر الكلش، إن "كربلاء تعد أكثر مدينة عراقية من ناحية الفنادق بواقع 900 فندق بمختلف المستويات، وهو ما يعادل ثلث عدد الفنادق في عموم العراق، لكن البعض منها عليها ملاحظات من قبل الدفاع المدني بخصوص شروط الأمان والسلامة، أما غالبية الفنادق فهي مطبقة للشروط والتعليمات".

وعن أسعار الفنادق، يشير الكلش خلال حديثه لوكالة شفق نيوز، إلى أن "السياحة في كل دول العالم تتأثر بالعرض والطلب، لذلك ترتفع أسعار الفنادق والمواصلات عند الزخم، أما في كربلاء فإن الحد الأدنى لليلة في الفندق هو بحدود 10 دولارات، أما الحد الأعلى فقد يصل إلى 50 دولاراً في زيارة عاشوراء، لكن المبلغ يرتفع إلى الضعف في الزيارة الأربعينية نتيجة الزخم، كما أنها تعد الزيارة الوحيدة والأهم التي يعول عليها أصحاب الفنادق خلال العام".

ويؤكد أن "السياحة لها دور مهم في تنشيط الكثير من القطاعات سواء الفنادق أو الزراعة أو التجارة أو غيرها، فهي تساهم بتشغيل كل فئات المجتمع الاقتصادية".

من جهته، يوضح نقيب السياحيين العراقيين، محمد عودة العبيدي، أن "من ميزات السياحة في العراق هي السياحة الدينية وهي لا تشمل السياحة الإسلامية فقط، وحالياً تمر علينا زيارات محرم، ويلاحظ أن هذا النوع من السياحة ورغم ضخامة أعداد الزوار إلا أن بالبنية التحتية لا تتناسب مع هذا الزخم".

ويضيف العبيدي لوكالة شفق نيوز "لذلك هناك الملايين من الزائرين يقدمون لممارسة هذه الطقوس والعقائد في أيام محدودة ويعودون لمدنهم وبلدانهم، ولا تستطيع أي دولة في العالم استقبال هكذا أعداد، ورأينا ما حصل في موسم الحج الذي رافقه الكثير من الوفيات بسب الزخم والظروف الجوية، لكن في كربلاء لم تسجل هكذا حالات نتيجة التطور والانسجام والتخطيط الأفضل والانسابية، رغم أن البنية التحتية غير قابلة على استيعاب هذه الأعداد، ما يعطي صورة للعالم الخارجي بأن العراق آمن وقادر على استقبال شتى أنوع الضيوف من مختلف بلدان العالم".

ويؤكد أن "واحدة من السياحات الناجحة والمتطورة اليوم في العراق هي السياحة الدينية وهذه مدعاة فخر للعراق، لكن ما نحتاجه هو تطوير البنية التحتية من خلال فتح الاستثمارات ودعم القطاع الخاص وتذليل العقبات كافة التي من شأنها أن تحد من عملية الاستثمار وتحجم القطاع الخاص، وحينها سيشهد العراق نهضة في هذا المجال".

ويتابع العبيدي "كما أن هناك حاجة إلى إنشاء طرق سريعة ومطارات أكثر وفنادق ذات جودة عالية وخدمات إلكترونية وتطبيقات تعرض الخدمات كافة التي يحتاجها الزائر في البلاد من أجل مقارنة الأسعار وحجز واستخدام ما يناسبه وفق مستواه الاقتصادي".