شفق نيوز/ يأتي فوز عبداللطيف رشيد بمنصب رئيس جمهورية العراق بعد عجز عن اختيار رئيس جديد منذ ما بعد انتخابات أكتوبر/تشرين الأول الماضي، ومرحلة معقدة في تاريخ العراق الحديث.
عبداللطيف رشيد المولود في 10 آب/أغسطس 1944، برز اسمه بقوة من بين ال40 مرشحاً، بعد مبادرة تقدم بها الزعيم الكوردي مسعود بارزاني، بسحب ترشيح ريبر أحمد مقابل دعم ترشيح رشيد لفك حالة لا سابق لها من الانسداد السياسي، خاصة ان انتخابه فتح الطريق الشائكة منذ نحو عام، لتكليف رئيس جديد للحكومة.
وحصل رشيد على الأغلبية 162 صوتاً، بينما حصل منافسه برهم صالح على 99 صوتاً، وسجلت 8 اوراق باطلة. وقام على الفور رئيس الجمهورية الجديد بتكليف محمد شياع السوداني مرشح الكتلة النيابية الأكبر عددا لمنصب رئيس مجلس الوزراء بتشكيل الحكومة المقبلة خلال مدة أقصاها 30 يوما على الترشيح.
وبرغم ان السيرة الذاتية لرشيد لا تحمل شهرة ولمعان غيره من الشخصيات العراقية الحاضرة بقوة اعلاميا، كما انه ليس من أقطاب العمل السياسي، الا ان مسيرته في النشاط السياسي منذ ستينيات القرن الماضي، وانخراطه في الحزب الديمقراطي الكوردستاني، وعضويته الفعالة في الحزب والتي فتحت له ابواب اوروبا ليكون احد قادة جمعية الطلبة الكورد في أوروبا، أدخلته في صميم النشاط السياسي وجذوره منذ اكثر من 50 سنة.
صحيح ان منصب رئيس الجمهورية هو توافقي الى حد كبير، ومخصص للمكون للكوردي وفقا لتفاهمات ما بعد دستور العام 2005، الا انه ايضا يعكس حيوية الحضور الكوردي في الحياة السياسية في بغداد، وهو أيضا أعلى منصب إداري في الهيكل الحكومي للدولة العراقية، وفق الدستور الذي ينص في مادته 67 على ان "رئيس الدولة ورمز وحدة الوطن، يمثل سيادة البلاد، ويسهر على ضمان الالتزام بالدستور، والمحافظة على استقلال العراق، وسيادته، ووحدته، وسلامة أراضيه".
ولهذا، فإنه بغض النظر عن طبيعة التحالفات والتفاهمات العلنية والسرية التي أتاحت له الحصول على ما يكفي من الأصوات في البرلمان، سواء من جانب النواب الكورد، او نواب الكتل السياسية الاخرى، فان عبداللطيف رشيد سيكون من اليوم رمزا لوحدة الدولة التي لها مع العديد من أركانها علاقات طيبة منذ ما قبل سقوط النظام السابق، خاصة مع قادة المعارضة الذين كانوا في الخارج.
وتشير سيرته الذاتية الى انه شارك في اللقاءات والاجتماعات التي قادت إلى تشكيل حزب الاتحاد الوطني الكوردستاني والتحق به، وكان مندوبا للحزب في بريطانيا وممثلا له في عدد من الدول الاوروبية، ويوصف بانه كان له دور بارز في الاتحاد الوطني الكوردستاني منذ تأسيسه في الأول من حزيران/يونيو العام 1975.
وبالإضافة الى مشاركته في اجتماعات ومؤتمرات المعارضة التي اطاحت بالنظام السابق العام 2003، فقد كان ناشطاً سياسيا في المؤتمرات التي حضرها من خلال موقعه كقيادي في التحالف الكردستاني في أوروبا، ثم انتخب بعد تشكيل المؤتمر الوطني العراقي عضواً في المجلس التنفيذي، وانتخب ايضا لعضوية قيادة المؤتمر الوطني العراقي العام 1992 حتى سقوط نظام صدام حسين.
وبعد عودته الى العراق، حمل رشيد معه خبرته المهنية، واختير في العام 2003 ليكون وزيرا للموارد المائية حتى العام 2010. وتشير سيرته المهنية الى انه انجز الكثير من المشاريع الحيوية التي طورت الواقع المائي بما في ذلك اعادة احياء الاهوار في جنوب العراق، واستثمار الموارد المائية والسطحية والجوفية وتنمية وتطوير استخدامها، حيث عمل على إدخال التقنيات الحديثة ونظم المعلومات الجغرافية وغريها من المشاريع؛ كبناء عدد من السدود في كوردستان وفي المنطقة الغربية.
ومع انتهاء عمله كوزير للموارد المائية، رشحته الحكومة العراقية لكي يشغل منصب أمين عام منظمة الفاو التابعة للأمم المتحدة. وفي كانون الأول/ديسمبر العام 2010، تم تعيينه كمستشار أقدم لرئيس جمهورية العراق.
يتقن رشيد اللغات الكوردية والعربية والانجليزية، وهو كان أنهى دراسته الجامعية الأولى وحصل على شهادة البكالوريوس في الهندسة المدنية من جامعة ليفربول والماجستير والدكتوراه بعلم الهايدرولكس من جامعة مانشستر في بريطانيا، واستهل مسيرته المهنية في جامعة السليمانية حيث كان مدرسا أكاديميا لبعض الفنون المتعلقة بالموارد المائية في العراق. وهو ايضا زميل معهد المهندسين المدنيين البريطانيين، وعضو في الهيئة الدولية للري والبزل.
كما عمل ايضا مع شركات مرتبطة بمشاريع بالموارد المائية منها شركة "سير وليام هالكرو الاستشارية"، وعمل مديرا لمشروع منظمة الغذاء والزراعة الدولية لوادي توبان الذي يقع في جنوب اليمن. وخلال الثمانينيات انتقل الى دول الخليج وشغل منصب مهندس مقيم لمنظمة الغذاء والزراعة الدولية لسد وادي جيزان وشبكة الري في المملكة السعودية.
ورشيد متزوج من شاناز ابراهيم أحمد، وهو بالوقت ذاته عديل (زوج شقيقة) رئيس الجمهورية الراحل جلال طالباني، وقد أنجب رشيد من زوجته ابنان وبنت واحدة.