شفق نيوز/ تناول كتاب "ملكنا: تشارلز الثالث.. كشف الرجل والملك"، للمؤلف البريطاني روبرت جوبسون العلاقات التي تربط الملك البريطاني الجديد تشارلز بدول الخليج، ومواقفه المفترضة من حرب العراق العام 2003، حيث كان تشارلز يرى أن فرض الديمقراطية على المنطقة وفق المفهوم الغربي، ليست عملاً سليماً، وأن المدخل السليم لمعالجة الوضع العراقي، كان من خلال التعامل مع القضية الفلسطينية.
ونقل موقع "ذا ويك" جزءاً من كتاب المؤلف البريطاني حول الملك تشارلز الذي توج السبت ملكا لبريطانيا في كنيسة ويستمنستر في العاصمة لندن، ضمن أكبر احتفال رسمي تشهده البلاد منذ 70 عاماً. وقد صدر الكتاب في نيسان/ أبريل 2023.
حرب العراق
ولفت الموقع في تقرير له، ترجمته وكالة شفق نيوز، إلى أن البريطانيين لا يعرفون ما هو الموقف الذي اتخذته الملكة الراحلة اليزابيث إزاء رئيس الوزراء الأسبق توني بلير حول حرب العراق، وما قاله لها".
وذكر التقرير البريطاني، أن "الأمير تشارلز كان يتحتم عليه وقتها، مثلما فعلت الملكة الراحلة، أن يرضخ لسياسة بلير حتى يحافظ على الصورة المحايدة سياسياً للعائلة الملكية".
وأوضح المؤلف البريطاني، روبرت جوبسون، في كتابه أن "تشارلز الذي كان وليا للعهد وقتها، كان يتمتع بمعرفة عميقة واتصالات واسعة ورفيعة المستوى في دول الخليج، وانه بالنظر إلى الاحترام الذي يحظى به في العالم العربي، فانه كان من الصعب تصور ان تشارلز كان سيبقى صامتاً، وأن بلير كان سيحظى برحلة سهلة في موقفه".
وكتب جوبسون، أيضاً، أن "تشارلز لم يكن وحده في تحفظاته ازاء إرسال القوات البريطانية للانخراط في ما كان يسمى (حربا غير شرعية)، حيث أن الهجوم على العراق لم يكن مدعوماً من الأمم المتحدة".
ونقل الكتاب، عن مصادر مقربة من تشارلز، قولها: "بينما لم يكن أمامه خيار لو كان ملكاً وقتها سوى أن يسمح لبلير بمتابعة أجندته، إلا انه كان من دون شك، سيعبر عن أقوى اعتراضاته الممكنة على الحرب".
كما نقل الكتاب عن مصدر مطلع قوله إن تشارلز كان بالتأكيد سينصح رئيس الوزراء (بلير) بالتفكير مرة أخرى ويحذر من التدخل العسكري البريطاني".
وبحسب مصادر رفيعة أيضاً، تحدث إليها مؤلف الكتاب، فإن "نصيحة تشارلز لبلير كانت ستتمثل بدعوته له لكي يستجيب لتحذيرات الزعماء العرب الذين يتمتعون بالخبرة في المنطقة، وهم حكام أقام تشارلز معهم علاقات جيدة وعلاقات عمل طوال سنوات عديدة".
وبحسب الكتاب، فإن مستشاري تشارلز كانوا يشعرون بالقلق لان ولي العهد، وبصفته أميراً لويلز، كانت لديه رغبة في أن ينظر إليه على أنه رائد بأفكاره وصانع لها، وأن يتمتع بنفوذ سياسي متزايد، فيما قال كثيرون إن تشارلز انخرط بنشاط كبير في الجدل حول قضايا خلافية.
العرب والديمقراطية
واليوم، نوه الكتاب، إلى أن تشارلز وبصفته ملكا، يعتبر شخصية تحظى بالاحترام في دول الخليج والشرق الاوسط، لاسباب ليس اقلها خطاباته المتعاطفة مع الاسلام عندما كان اميرا لويلز.
وتابع أن تشارلز، على غرار بلير، درس القرآن بعمق، وبدأ بتعلم اللغة العربية في العام 2012، رغم انه اعترف بانه كافح لتعلمها لكنه استسلم في نهاية المطاف، مشيراً إلى أنه "عندما يتبادل الرسائل مع القادة العرب، فانه دائما يوقع باسمه باللغة العربية، وهو تعبير يكن عن الاحترام ولفتة صغيرة تشير الى احترام الثقافات الأخرى.
ولفت الكتاب إلى أن تشارلز كلما كانت أمامه فرصة، كان يشير إلى أهمية فهم الاختلافات الدقيقة في الثقافة في المنطقة، منوهاً إلى أنها منطقة تهيمن عليها الولاءات القبلية، وبالتالي فإن رفع لافتة للديمقراطية وفق النمط الغربي، كان عملا بلا جدوى من وجهة نظره.
وينقل الكتاب عن أحد أصدقاء تشارلز، من المطلعين بشكل كامل على آرائه، قوله إن "الامير كان من الحكمة بما يكفي لتوقع ذلك"، متسائلاً: "لماذا لم يكن سياسيو اليوم هكذا؟ ربما لم تتناسب مع أجندتهم أو أجندة صقور الحكومة في ذلك الوقت".
السم الحقيقي
وتستند وجهة نظر تشارلز، بحسب الكتاب على فكرة أن "الوسيلة الوحيدة من أجل تحقيق أي شيء يتعلق بالديمقراطية الصحيحة في العراق، وأن يكون للغرب فرصة للفوز بـ(الحرب على الإرهاب)، هي من خلال التعامل مع (السم الحقيقي) الذي يصيب العالم بأسره: القضية الإسرائيلية-الفلسطينية".
وخلص الكتاب، إلى أن "تشارلز ما يزال حتى هذا اليوم، يؤكد في أحاديثه الخاصة، أن الغرب يجب أن يركز على التعليم ومقاومة (التشويه الرهيب) لل‘سلام وكيف يتم النظر إليه في الغرب، وعندها فقط، وبعد اعتناق الإسلام الحقيقي إلى جانب التعاون الجاد لايجاد حل عملي للقضية الإسرائيلية -الفلسطينية، سيبدأ تلاشي الغضب الذي يثير الحرب على الإرهاب".
وختم الموقع البريطاني، التقرير نقلاً عن تشارلز قوله مرارا وتكرارا: "أزل السم فتزيل سبب الكثير من الإرهاب، وهذا هو جوهر إيمانه بشأن هذه القضية"، وفقاً للكتاب.