شفق نيوز/ حذر تقرير أسترالي، من "طوق نار" فرضته إيران من فرضه حول إسرائيل، من خلال الميليشيات المدعومة منها، في لبنان والعراق وغيرهما، لكون تأثيراته قد تتحول ضدها مع اضطرارها للتدخل مباشرة ضد تل أبيب بإطلاق وابل من الصواريخ الباليستية عليها، ما سيجعل طهران عرضة للانتقام الإسرائيلي. 

وأشار تقرير لصحيفة "ذا إيج" الأسترالية، إلى أن استراتيجية النظام الايراني كانت منذ البداية تتمثل باشعال "طوق من النار" حول اسرائيل لاحراقها، مذكرا بهجوم حركة حماس في 7 تشرين الاول/اكتوبر الماضي، في حين قال العقيد الاسترالي المتقاعد مايك كيلي انه في اليوم التالي، كان اليوم الذي قررت فيه ايران اشعال "حلقة النار" حول اسرائيل. 

وبحسب التقرير، الذي ترجمته وكالة شفق نيوز، فإن هذه الحلقة من النار تضم في صفوفها جماعات مسلحة وممولة وموجهة من ايران، من بينها حركتي حماس والجهاد الاسلامي وجماعة الحوثي في اليمن وحزب الله اللبناني، بالاضافة الى فصائل من العراق بينها كتائب حزب الله. 

 وذكر التقرير بما قاله الأمين العام السابق لحزب الله اللبناني حسن نصرالله في احدى المرات بان "ميزانية الحزب، كل ما ياكله ويشربه، واسلحته وصواريخه، تاتي من الجمهورية الايرانية".

كما ذكر التقرير الأسترالي، بما قاله زعيم حركة حماس يحيى السنوار في العام 2017، بأن "العلاقات مع إيران ممتازة وايران هي الداعم الأكبر لكتائب عز الدين القسام بالمال والسلاح". 

 ورأى التقرير ان "استراتيجية ايران ذكية"، موضحا "لماذا تعرض ايران نفسها للهجوم الاسرائيلي، بينما جيوش اتباعها سعداء بالاستشهاد من اجل القضية؟". 

ونقل التقرير عن رئيس الموساد السابق تامير باردو، قوله انه "تم خلق وضع، حيث صار لإيران حدودا مع اسرائيل، ولكن لم يكن لاسرائيل حدود مع إيران". 

 وقال التقرير ان هذه الاستراتيجية تفشل حاليا حيث ان اسرائيل الحقت ضررا كبيرا بـ"وكلاء ايران"، لدرجة ان طهران بدأت تشعر بانها مضطرة الى الاشتباك مع العدو بنفسها.

ونقل التقرير عن استاذ دراسات الشرق الاوسط في الجامعة الوطنية الاسترالية امين سايكال قوله "لا اعتقد ان ايران ارادت حقا الحرب مع اسرائيل"، مضيفا ان ايران في الوقت نفسه ارادت الحفاظ على مصداقيتها وشبكة فصائلها. 

وأوضح التقرير، أن النتيجة كانت أن إيران قامت بقصف اسرائيل بنحو 180 صاروخا باليستياً ليل الثلاثاء، وذلك بعد الهجوم بالصواريخ والطائرات المسيرة علي اسرائيل في نيسان/ابريل الماضي، وبذلك تكون المرة الثانية فقط التي تضرب فيها إيران إسرائيل بشكل مباشر.

وبعدما لفت التقرير الى ان الصواريخ الايرانية واجهت عمليات اعتراض مشتركة من جانب اسرائيل والولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا والاردن، قال ان ايران بدلا من تكثيف هجومها، تراجعت واعلنت سريعا ان عمليتها اكتملت، على الرغم من امتلاكها آلاف الصواريخ الأخرى التي بامكانها إطلاقها وربما التغلب على أنظمة الدفاعات الجوية الاسرائيلية، ما يشير الى انها لا تلمح الى رغبتها بالتصعيد.

ورأى التقرير ان نظام خامنئي لا يتمتع بشعبية في الداخل، واقتصاده تلحق به اضرار بسبب العقوبات التي يفرضها الغرب، إذ نقل عن اللواء الاسترالي المتقاعد ميك رايان قوله ان "ايران لا تريد حربا اقليمية شاملة بسبب الضرر الذي قد تلحقه بايران، وايضا الضرر الذي قد تلحقه بالنظام".

وذكر التقرير، أن اسرائيل، وفي ظل تصاعد اشتعال حلقة النار، فانها تواجه الطرف الحقيقي الذي يشعل النار في موطنه، في حين أن إيران منحت الفرصة لاسرائيل الان، للقيام بانتقام عقابي. 

ونقل التقرير الأسترالي، كذلك عن العقيد رايان قوله إن "نتنياهو هو أيضاً في وضعية الحفاظ على النظام (الاسرائيلي)"، مذكراً بانه تعهد بالانتقام، وانه بخلاف ما جرى في أبريل/نيسان الماضي، فإن البيت الأبيض هذه المرة لا يدعو إلى ضبط النفس.

وبحسب العقيد رايان فإن إسرائيل "ترغب بمهاجمة" منشآت البرنامج النووي الإيراني، مضيفا أن ذلك سيكون بمثابة إنجاز عسكري وسياسي يتوق إليه نتنياهو، لكنه أضاف أن القدرة على تحقيق ذلك من عدمه، مسالة أخرى. 

وختم تقرير صحيفة "ذا إيج" الأسترالية، بالقول انه مع انكشاف الطرف الذي يقوم باشعال الحرائق، فإن "طهران أصبحت في وضع هش للغاية، بينما تنتظر الخطوة التالية من جانب إسرائيل".