شفق نيوز/ ذكرت مجلة "فوربس" الأمريكية، أن خلاصات جديدة لعلماء آثار حول هياكل عظمية لإنسان النياندرتال القديم في كهف شانيدار بالقرب من مدينة اربيل في اقليم كوردستان، تُظهر وجود بقايا حبوب اللقاح الأزهار في قبر أحد الهياكل العظمية.
وأوضح التقرير الأمريكي، بترجمة وكالة شفق نيوز، أنه عندما تم التنقيب في العام 1957 عن مجموعة من الهياكل العظمية لانسان النياندرتال في كهف شانيدار، نشر عالم الآثار الفرنسي رالف سوليكي وعالمة النباتات جوزيت ليروي جورهان كتابا ثوريا في العام 1971 يستند على هذا الاكتشاف وذلك تحت عنوان "شاندار: شعب الزهرة الاول". ويلفت العالمان في كتابهما الى ان بعض حبوب اللقاح التي عثر عليها مصدرها نباتات تتمتع بخصائص طبية.
كما يشير العالمان وقتها إلى انه تم وضع هذه الزهور على جسد المتوفي في محاولة يائسة لانقاذ حياة شخص مريض، او ربما كانت هدية اخيرة لشخص عزيز يحتضر.
وذكر التقرير انه في ذلك الوقت، كان من المعتقد ان انسان النياندرتال هو سلالة بدائية وهمجية، ولهذا، فإن علامة التعاطف المفترضة هذه بوضع الزهور على جسد مريض يحتضر، غيرت وقتها بشكل كبير الطريقة التي يفكر بها الناس في أجدادنا الأقربين من النياندرتال.
وتابع التقرير أن هذه النتائج تم التشكيك فيها في وقت لاحق بشكل واسع، إلا أن مراحل الاضطرابات السياسية والحروب في العراق، حالت دون إجراء المزيد من الأبحاث طوال أكثر من 50 عاما.
أما الآن، فإن التقرير يقول إن دراسة نشرها فريق من علماء الاثار والاحياء البريطانيين تطرح تفسيرا آخر لفكرة استخدام انسان نياندرتال للزهور في الجنائز، حيث يعتبرون أن تراكم حبوب اللقاح الموجودة في الكهف من المحتمل أنها ناجمة عن نشاط من جانب حيوانات.
وبحسب التقرير، فإن الدراسة الجديدة تحت عنوان "تأملات في علم الحفريات في فرضية دفن الزهرة للنياندرتال" والتي نشرتها مجلة العلوم الأثرية، أعادت فحص حبوب اللقاح المحفوظة في الرواسب، وتبين أن حجم حبوب اللقاح وشكلها وملمس سطحها يختلف من نوع نباتي الى اخر، وان حبوب اللقاح الموجودة في موقع الدفن في الكهف، تأتي من مجموعة واسعة من الزهور، التي لم يكن من الممكن أن تتفتح وتنتج حبوب اللقاح في الوقت نفسه.
ومعنى ذلك، بحسب الدراسة أن هذه الزهور لم يتم تجميعها كلها في وقت محدد، مثل الدفن، لكن تم جمعها على مدى فترة طويلة.
وترجح الدراسة أن تفسير تجمع حبوب اللقاح جرى بواسطة الحيوانات التي تعيش في الكهوف، مشيرة إلى أن القوارض تخزن أجزاء من النباتات والزهور في وسطها، كما أن النحل يقوم بجمع وتخزين حبوب اللقاح في قفير النحل، مشيرا الى ان النحل البري لا يزال يحفر أعشاشه في الطبقة الرملية التي تغطي ارضية كهف شانيدار، مضيفا ان هناك أعشاشاً أحفورية موجودة يعود تاريخها إلى أكثر من 60 ألف سنة عندما زار إنسان نياندرتال الكهف.
وبرغم ذلك، يقول التقرير أنه حتى في حال لم تكن الزهور جزءا من طقوس الدفن، فإن مؤلفي الدراسة الجديدة، لا يشككون في إمكانية امتلاك انسان النياندرتال نظرة دينية للعالم، مشيرا إلى دفن أشخاص في كهف شانيدار بالقرب من عمود حجري كبير، مما يشير إلى أنهم نسبوا بعض الاهمية الروحية الى هذا الموقع.
وختم التقرير بالإشارة إلى أن إنسان النياندرتال استخدم المصنوعات اليدوية من العظام والحجر كزخارف شخصية، كما ابتكر الرسوم في الكهوف، وربما حتى اول الة موسيقية منذ أكثر من 60 ألف عام.
ترجمة : وكالة شفق نيوز