شفق نيوز/ يمكن ملاحظة الارتفاع المخيف في عمالة الأطفال دون السن القانوني في الأسواق الشعبية بمدينة أربيل، عاصمة إقليم كوردستان، خاصة خلال السنوات القليلة الماضية.
كاميرا وكالة شفق نيوز، تواجدت في سوق "شيخ الله" الشعبي وسط المدينة، والذي يُعد الأكثر انتشارا للأطفال العاملين فيه.
أحمد طفل يبلغ من العمر 11 عاماً من اهالي نينوى، تحدث لوكالة شفق نيوز عن أسباب عمله بهذا العمر قائلا: "الظروف الصعبة والفقر في منطقة تلعفر دفعتناً للقدوم الى أربيل وعملت بداية في بيع (الاكياس) وبعد ذلك بدأت العمل في حمل اغراض المتسوقين بالعربة".
واضاف ان "الحمل على العربة ثقيل علي لكنني مجبر والناس لا يرحمون حيث يأتي اشخاص و يضع في العربة ما يصل الى 50 او 70 كيلوغرام واذا لم استطع رفع و حمل العربة سيستأجر غيري".
وتابع احمد: "أنا واثنين من أخوتي الصغار في العائلة وأمي وأبي ووالدي مقعد ولا يستطيع العمل وانت المعيل الوحيد للعائلة مع مساعدات نأخذها شهريا من ابن عمي "مشيرا الى انه " يجمع في اليوم الواحد 15 الى 16 الف دينار عراقي ".
وحول الدراسة، قال احمد: "انا مازلت ادرس و اتمنى ان اصبح طبيبا في المستقبل".
حسن، طفل آخر يبلغ من العمر 13 عاما وهو ايضا من نينوى تحدث للوكالة، قائلا: "اريد ان اعَيّش اهلي وهذا ما يدفعني للعمل هنا واحصل يوميا على 10 الى 13 الف دينار واعيل عائلتي بهذه المبالغ".
وعلمت وكالة شفق نيوز، أن النسبة الأكبر من الاطفال الذين يعملون في سوق شيخ الله هم من أهالي نينوى ممن اجبرتهم الظروف المعيشية الصعبة على الانتقال الى اربيل.
وتحدث بعض الأطفال، عن تعرضهم لحالات "تسليب " أثناء العمل تحت تهديد السلاح، ويكثر عدد هؤلاء الأطفال في فصل الصيف كونهم يدرسون والصيف (عطلة رسمية) لهم، مع وجود عدد كبير منهم ترك المدرسة في الابتدائية.
في هذا الصدد، ذكر رئيس منظمة كوردستان لحقوق الانسان هوشيار مالو، لوكالة شفق نيوز، أن "الطفل يجب ان يحظى بالرعاية وعناية الوالدين والتعليم وقانون العمل العراقي يمنع بشكل قاطع عمل الاطفال اقل من عمر 15 سنة وبين 15 و18 سنة هناك حالات سمح لها القانون بالعمل وهي ان يكون ضمن عمل عائلي مثل محل لوالده او عمه كجزء من تحضير هذا الطفل لسوق العمل، لكن الاعمال في الليل وجر العربات والأعمال الشاقة كلها ممنوعة".
لكن ومن جانب آخر هل من المعقول ان تبعث العوائل اطفالها للعمل بهذا العمر دون اسباب؟ حيث ان هناك حاجة اقتصادية ملحة لهذه العوائل لفعل ذلك وجزء منها بسبب وجود عادات تقول إن الطفل يجب أن يعمل ليصبح رجلا في المستقبل، بحسب مالو.
وخلص مالو، إلى القول: "عندما نمنع شيئا يجب ان نصنع بدائل حيث انه عندما يكون هناك ثلاثة أطفال من عائلة واحدة يعملون في السوق، فهذا مصدر إيراد لهم وفي حال منع هؤلاء من العمل يجب صنع بدائل لهذه العائلة بشكل موازٍ مع قرار المنع".