شفق نيوز / "على مضض تقبل أحدهما الآخر"، هكذا تبدو الصورة في المنصة الرئاسية في فعاليات مهرجان الربيع في الموصل، بين رئيس مجلس النواب محمد الحلبوسي، ووزير الدفاع الحالي ثابت العباسي، ليعكسا، بحسب مصادر مطلعة، الخلافات السياسية بين الزعماء السنة وأبرزها على منصب محافظ نينوى، فيما فتحت الاحتفالية و"تصرف" المحافظ الحالي نجم الجبوري "بوابة" رحيله المقبل عن منصبه، مع تداول أسماء بديلة أبرزها أحد اقربائه، بحسب هذه المصادر.
الصورة تعكس الخلاف
وكانت مصادر مطلعة قد تحدثت مؤخراً عن نية رئيس الوزراء العراقي تغيير اربعة محافظين من بينهم نينوى الا ان مكتب السوداني عاد ونفى التسريبات وقال إنها "عارية عن الصحة".
وتقول مصادر سياسية مطلعة لوكالة شفق نيوز إن "رئيس البرلمان العراقي محمد الحلبوسي ظهر في منصة الاحتفالات بمهرجان الربيع وإلى يساره رئيس الجمهورية عبد اللطيف جمال رشيد والى يمينه وزير الدفاع ثابت العباسي الذي كان ممثلاً عن رئيس الوزراء"، فيما أشاروا إلى "وجود نفورٍ ما بين الحلبوسي والعباسي وذلك من خلال طريقة جلوسهما التي أدار فيها كل منهما نصف ظهره للآخر".
وتضيف المصادر أن "كتلاً سياسية وزعامات سنية تسعى لتقويض نفوذ الحلبوسي في المناطق السنية ومنها نينوى التي حصل فيها حزب تقدم الذي يتزعمه الحلبوسي على ثمانية مقاعد فضلاً عن منصب المحافظ الذي كان يتبع لتقدم ايضاً ومناصب أخرى".
اتهام الحلبوسي بـ"تخريب" حفل الربيع
وكانت مصادر مقربة قد قالت في وقت سابق إن "العلاقة ساءت مؤخراً بين الحلبوسي ومحافظ نينوى نجم الجبوري بعد أن تخلى الأخير عن حزب تقدم الذي كان المنصب يتبع له إلا أنه انضوى مع رئيس حركة حسم ووزير الدفاع الحالي ثابت العباسي".
واتهم سياسيون الحلبوسي بـ"محاولات تخريب حفل مهرجان الربيع ووجه له البعض أصابع الاتهام لان اغلب حمايته كانت تطوق المنصة الرئيسة وانسحبوا منها مع انسحابه ما أربك الوضع وتدفق الجمهور الى المنصة".
مبيت الحلبوسي ومغادرة المحافظ نينوى
ويقول مصدر مقرب من الساسة لوكالة شفق نيوز إن "الحلبوسي بات ليلته تلك في الموصل اي (ليلة الاحد على الاثنين)، إلا أن محافظ نينوى نجم الجبوري ترك الحلبوسي وغادر الموصل عصر الاحد، وذلك بتوجيه من وزير الدفاع ثابت العباسي للجبوري".
ويضيف المصدر؛ أن "هذا الموقف لم يمر مرور الكرام مع الحلبوسي الذي عاد التقارب بينه وبين النائب عن نينوى فلاح الزيدان الذي سبق وان قدم استقالته من تقدم الى جانب ثلاثة نواب آخرين".
ويتابع المصدر ان "الزيدان قدم للحلبوسي مرشحاً جديداً لمنصب محافظ نينوى من اجل ازاحة نجم الجبوري ألا وهو النائب الثاني لمحافظ نينوى حسن العلاف والذي كان قد رشح في الانتخابات النيابية الاخيرة عن حزب تقدم الا انه لم يفز".
ولفت المصدر؛ الى ان "فلاح الزيدان كان قد اتفق مع الحلبوسي والخنجر بضرورة تولي حسن العلاف ذات الجذور الاسلامية للمنصب حتى وان كان بشكل مؤقت من اجل الاطاحة بالمحافظ الحالي وسحب المنصب من كتلة وزير الدفاع".
مرشح جديد من أقرباء المحافظ والعبيدي حاضر
في هذه الأثناء؛ نشر النائب عن نينوى والمحافظ السابق منصور المرعيد، يوم الأربعاء الماضي، بياناً له قال فيه إن "المرعيد التقى السوداني لبحث عدة ملفات في محافظة نينوى وكان للكهرباء الأولوية، سيما ونحن نستعد لفصل الصيف وارتفاع درجات الحرارة".
لكن مصادر سياسية مطلعة أكدت أن "اللقاء بين السوداني والمرعيد كان معداً له ضمن البحث عن بدلاء نجم الجبوري وأن المرعيد كان من بين الأسماء المطروحة لشغل المنصب الى جانب المهندس المدني محمد علي جاسم وهو أحد أبناء عمومة المحافظ الحالي وكان مقرراً لجاسم أن يلتقي بالسوداني في ذلك اليوم قادماً من الهند إلا أنه جرى تأجيل موعده الى اشعار آخر".
وكانت مصادر مطلعة قد أبلغت في وقت سابق وكالة شفق نيوز، إن "أطرافاً سياسية طرحت اسم المهندس محمد علي جاسم كمرشح تسوية لشغل منصب محافظ نينوى وهو سياسي عراقي مقيم بالهند ورجل أعمال أيضاً".
وتابعت المصادر؛ أن "السوداني قد التقى ايضاً بعدد من النواب وطلب منهم ادراج ذلك ليتسنى اقالة المحافظ الحالي، وان الاتفاقات السياسية مع السوداني تقضي بإقالة المحافظ الحالي ما بعد المصادقة على الموازنة".
وطرحت المصادر اسم "مرشح اخر لشغل المنصب وهو النائب الحالي ووزير الدفاع الأسبق خالد العبيدي بعد أن تخلى عن منصب وزير الدفاع في الحكومة الحالية لصالح ثابت العباسي وكان الاتفاق منذ ذلك الحين على تسلم العبيدي لمنصب محافظ نينوى بعد تنازله عن منصب وزير الدفاع، وأن ترشيح العبيدي لمنصب المحافظ حظي بموافقة الإطار التنسيقي".