شفق نيوز/ نشرت مجلة "نيوزويك" الامريكية تقريراً حول معاناة المهاجرين العالقين على الحدود قرب بولندا، من خلال مناشدة مثيرة للجدل اطلقها طبيب متحدر من اربيل ومقيم في العاصمة البوندية "وارسو"، دعا فيها المهاجرين للامتناع عن المجازفة بأرواحهم وعائلاتهم، بطريقة غير شرعية، وحث السلطات العراقية والكوردية على ايلاء الاهتمام لمعاناة هؤلاء الناس المعرضين للموت.
وذكر تقرير المجلة الامريكية المنشور باللغة الانكليزية، وترجمته وكالة شفق نيوز، أن الطبيب ارسلان عزالدين، الذي يعالج مهاجرين مصابين من العراق وسوريا في مستشفى بولندي، ظهر على شاشة قناة تلفزيونية ليوجه تحذيراً للمهاجرين المحتملين من العراق، من محاولة الهجرة غير الشرعية والمحفوفة بالمخاطر، إلى الاتحاد الاوروبي عبر الحدود البيلاروسية - البولندية.
ونقلت وكالة "اسوشيتد برس" الامريكية عن الدكتور ارسلان عزالدين ، وهو عراقي متحدر من مدينة اربيل في اقليم كوردستان، قوله إنه "كان يعالج المهاجرين من وطنه ومن سوريا بشكل يومي"، وأن "العديد منهم يعانون من انخفاض حرارة الجسم والتهابات رئوية وكسور في العظام وجفاف شديد".
وقال عزالدين للوكالة الامريكية، إن "ما اريده منهم ألا يأتوا. من الممكن ان يموتوا".
ولفتت "نيوزويك" إلى تعرض الدكتور عز الدين للإنتقادات من بعض المشاهدين لأنه بدى وكأنه يقوم بدور الانابة عن الحكومة البولندية لابعاد المهاجرين.
إلا أنه ، ظهر مجدداً على قناة تلفزيونية كوردية سامحاً لمرضاه من المهاجرين بالتحدث بشكل مباشر عن معاناتهم، وقال خلال المقابلة التلفزيونية متوجهاً خطابه إلى المسؤولين العراقيين "انقذوا هؤلاء الناس.. الكورد لا يستحقون شيئا كهذا".
وكان عز الدين يعالج ما بين اثنين إلى خمسة مهاجرين في المتوسط يحتاجون لعلاج عاجل يومياً، ومن بينهم كان هناك امرأة سورية عمرها 38 سنة، تعرضت للاجهاض بعد أن ظلت في الغابة لمدة 22 يوماً، ثم اصيبت بفيروس كورونا بعدما نقلت الى المستشفى، ثم نقلها ضباط حرس الحدود من المستشفى ولم يسمحوا لصحفيي "اسوشيتبدرس" بالتحدث معها.
وأشارت "نيوزويك" إلى أنه بعد مرور ايام على ظهور عز الدين على التلفزيون، بدأت الحكومة العراقية بأتخاذ خطوات لوقف هجرة العراقيين وأوقفت الرحلات الجوية الى بيلاروسيا، واغلقت المكاتب التي اصدرت تأشيرات السفر إلى هناك كما ارسلت طائرات لاعادة العراقيين العالقين الى ديارهم.
وفي حين صعّد مسؤولو الاتحاد الاوروبي ضغوطهم على العراق لوقف الهجرة، فأن عزالدين بحسب "نيوزويك" بات مقتنعاً بأن النداءات التي وجهها عبر التلفزيون ووصلت الى 2.5 مليون مشاهد، هي التي لعبت دوراً مهماً في وقف الهجرة.
وفيما توقفت الرحلات الجوية الى بيلاروسيا من الشرق الاوسط، اعرب عزالدين عن اعتقاده بأنه لم يعد هناك المزيد من المهاجرين في غابات بولندا، ولكن ما يزال هناك الفي شخص على الجانب البيلاروسي من الحدود.
ولفت التقرير إلى أن عزالدين، المقيم في بولندا منذ 40 عاماً، تحدث عن صرامة الاسلوب البولندي ازاء قضية للهجرة، موضحا انه اذا سمحت حكومة وارسو لجميع الاشخاص القادمين من بيلاروسيا الى عتبة الاتحاد الاوروبي، فأن الاعداد ستزداد فقط، وسيحقق الرئيس البيلاروسي لوكاشينكو انتصاره في مواجهته الجيوسياسية مع الغرب.
لكن عز الدين اعتبر أن المشكلة بحاجة للمعالجة من جذورها، منتقداً السلطات العراقية لفشلها في تهيئة الظروف التي يمكن للمواطنين فيها أن يعيشوا حياة كريمة. وقال إن "عليك ان تسال لماذا يأتي الناس.. يجب على قادة العديد من البلدان، من الولايات المتحدة والاتحاد الاوروبي، أن يسألوا السلطات العراقية عن سبب هروب الناس. انهم اناس متعلمون، وليس لديهم وظيفة، ولا ما يعيشون عليه.
وذكر التقرير أن عزالدين يؤيد الهجرة، لكنه يريد أن يرى أن ذلك يجب أن يحدث بطريقة قانونية وخاضعة للرقابة. وقال "يجب أن نعلم الشباب بأن الوسيلة غير القانونية ليست طريقة جيدة، واذا كنت متعلما فابحث عن وظيفة، وقم بذلك بشكل قانوني".
وأضاف أن "المجيء إلى هنا مخاطرة بوفاة عائلتك واطفالك ليس طريقة جيدة."
يذكر أن الاتحاد الاوروبي يتهم رئيس بيلاروسيا لوكاشينكو، يتنظيم الهجرة كرد انتقامي على العقوبات المفروضة على بيلاروسيا بسبب الانتخابات الرئاسية في العام 2020 والتي وصفت على نطاق واسع بانها مزورة.
وذكر التقرير أن غالبية المهاجرين يحاولون الوصول إلى المانيا او أي مكان آخر في اوروبا الغربية، ولكن بعد وصول مليون لاجئ إلى الاتحاد الاوروبي في العام 2015، سعى الاوروبيون لابعاد اي مجموعات كبيرة جديدة من طالبي اللجوء.
وكلف الاوروبيون الاتراك والليبيين أيضاً بالتصدي لموجات اللاجئين وقد دفعت الطريقة التي تم بها ذلك، الجماعات الحقوقية لاتهام الاتحاد الاوروبي بالتحريض على انتهاكات حقوق الانسان.