شفق نيوز/ يعمل الباحثون الأمريكيون على تطوير أنظمة المركبات الجوية المسيرة، لكي تلعب دورا أكبر في المعارك العسكرية من خلال تأمين إمدادات الدم أو حتى الرصاص للجنود، والوصول الى مرحلة نقل الجندي المصاب وإسعافه، وهو برنامج ما زالت أمامه العديد من التحديات والمصاعب.
وذكر موقع "هيلث ميل" التابع للمؤسسة الصحية العسكرية الأمريكية، في تقرير ترجمته وكالة شفق نيوز؛ ان خبراء الصحة العسكرية يقولون إن النزيف هو السبب الرئيسي للوفاة التي يمكن الوقاية منها في ساحات المعارك، ولهذا فانه يستهل تقريره بالقول "كيف ستحول الطائرات المسيرة طبابة ساحات القتال، وتنقذ الأرواح".
واوضح ان من بين أفضل الطرق لانقاذ الارواح خلال العمليات القتالية يتمثل في تأمين الدم للمسعفين المنتشرين في الميادين باسرع وقت ممكن.
واشار التقرير الى ان خلال حربي الولايات المتحدة في العراق وأفغانستان، لم يكن إيصال مشتقات الدم اللازمة الى الجنود الجرحى تشكل تحديا كبيرا لأن الجيش الأمريكي كان هو المسيطر على السماء ويمتلك شبكة مرافق طبية متقاربة.
ونقل التقرير عن العقيد بالقوات الجوية الدكتور ستايسي شاكلفورد قوله إنه خلال النزاعات المستقبلية ضد خصم شديد القرب، فإن نقل الدم والاسعافات قد يكون أكثر صعوبة إذ قد يجبر الجنود المصابون على البقاء في الخطوط الامامية لعدة أيام فيما هم بحاجة الى عمليات نقل الدم أو غيرها من الرعاية الطبية الاساسية.
ولهذا، اعتبر التقرير ان الطائرات المسيرة قد تصبح أمرا حيويا في للطب الحربي.
وأوضح شاكلفورد؛ أن الفكرة هي في إيصال الدم بواسطة نوع من المركبات غير المأهولة الطائرة التي بمقدورها إسقاط المزيد من إمدادات الدم أو المزيد من الرصاص.. كل ما هو مطلوب".
ونقل التقرير عن الدكتور آدم ميليديو، وهو عالم أبحاث التخثر والدم في معهد الجيش الأمريكي للبحوث الجراحية في قاعدة فورت سام هيوستن في تكساس، قوله إن هناك "العديد من الحلول الجاهزة التي يتم النظر فيها" ويجري تمويل عدد من الابتكارات الاخرى بهدف تطوير القدرة على توفير طائرات مسيرة في ساحة المعركة.
وبرغم ذلك، لفت التقرير الى الصعوبات التي تواجه فكرة استخدام الطائرات المسيرة لإعادة إمداد الدم والإمدادات الطبية الأخرى.
وأشار ميليديو الى انه يجب العمل على ضمان أن نمتلك مركبة مسيرة سريعة وخفيفة إلى حد ما، ولديها بطارية كبيرة يمكنها إبقاء المركبة في الجو لفترة أطول من الوقت اذا كان الامر يتطلب التحليق لفترة في الموقع ما تحسبا لوجود مشكلة.
وتحدث ميليديو عن جهود تبذل من اجل اعداد طائرات مسيرة لعمليات النقل المختلفة كالدم والإمدادات الطبية و"أي شيء تقريبا" كالذخيرة والماء، للمسعفين المتواجدين على الخطوط الامامية او عناصر الخدمة الطبية الذين يعتنون بالجنود الجرحى.
ولفت ميليديو إلى أن "المشكلة الأساسية" المتعلقة بإمدادات الدم تتمثل في أنه يجب المحافظة عليها بدرجات حرارة معينة، مثلما هو الحال مع عدد من الادوية بما في ذلك بعض الأدوية المضادة للالم والمضادات الحيوية، وذلك في ظل اجواء نشاط عسكري في مناطق بدرجات حرارة مختلفة وظروف محيطة متباينة وبقدرات زمنية أطول من دون خسارة الكثير من موارد الطاقة المزودة بها المركبة الجوية غير المأهولة.
وبرغم ذلك، قال ميليديو ان الطائرات المسيرة استخدمت ايضا في رواندا وأوغندا لنقل إمدادات طبية الى المناطق النائية عبر سلاسل الجبال وفي الاحوال الجوية السيئة. واضاف "اعتقد اننا سنصل الى هناك باسرع كثيرا مما توقعنا بداية"، مشيرا إلى أن خيار استخدام الطائرات المسيرة في الصراعات المستقبلية القريبة، بدأ يترسخ كخيار في القوات العملياتية كحل محتمل.
كما اشار الى ان العمل جار أيضا على تطوير قدرة المركبات المسيرة غير المأهولة على إخلاء الجنود المرضى، من دون المجازفة بأرواح جنود اخرين في المجال الجوي في بيئة متنازع عليها.
ترجمة: وكالة شفق نيوز