شفق نيوز/ تواجه الزراعة العراقية العديد من المشكلات كالتغير المناخي وندرة المياه، ما تسبب بفقدان محاصيل زراعية منها محصول السمسم، رغم كونه مقاوماً لتلك الظروف ويسهل له النمو بها.
ويوصف السمسم بأنه محصول زيتي صيفي حولي يتبع العائلة السمسمية (Pedaliaceae)، اسمه الانكليزي Sesame، والعلمي (Sesamum indicum)، وهو نبات عشبي قائم يتراوح ارتفاعه بين 1-2 متراً.
ويعتقد أن موطنه الأصلي المناطق الحارة، وكان معروفاً في (إفريقيا وشرق آسيا) منذ القِدم، ومنها انتشر إلى بقية أنحاء العالم، وأشهر البلدان التي تنتج السمسم حالياً على نطاق واسع هي الهند، الصين، السودان، تركيا، والمكسيك.
وترجح الدراسات، بأن السمسم تمت زراعته في بلاد ما بين النهرين، دجلة والفرات (العراق قديماً) منذ عام 3000 ق.م.
محصول السمسم
وبلغت المساحة الكلية المزروعة بمحصول السمسم في العالم عام (1974) نحو (6195) ألف هكتار، والإنتاج الكلي السنوي نحو (1944) ألف طن بمعدل 314 كغم/ هكتار للدونم.
كما بلغت المساحة الكلية التي تزرع بهذا المحصول في العراق حسب إحصاءات عام 1974 يزيد قليلاً على (4644) ألف دونماً، والإنتاج الكلي بحوالي (6341) ألف طن، أي بمعدل 137,3 كغم للدونم الواحد.
ويزرع السمسم كمحصول صيفي في معظم محافظات العراق، وأكثر المحافظات زراعة للمحصول الأنبار، واسط، صلاح الدين، الديوانية، ذي قار، ديالى.
وكانت المساحات المقررة لزراعة محصول السمسم في العراق تبلغ 32786 دونماً، بحسب بيان لوزارة الزراعة عام 2019.
وتشمل هذه الخطة أغلب المحافظات، وحسب طرائق الإرواء، منها الأنبار 8730، واسط 7019، صلاح الدين 5200، الديوانية 4080، ذي قار 3560، ديالى 1050، بابل 525، بغداد 520، نينوى 520، ميسان 250، كربلاء 55 دونماً.
وعزت وزارة الزراعة - في حينها - زيادة المساحات المزروعة لمحصول السمسم في المحافظات كافة إلى توفر المياه، مؤكدة أهمية زراعة السمسم كونه يعد من المحاصيل الاقتصادية.
وبسبب الشح المائي، فقد العراق العديد من المحاصيل الزراعية بعد تقليص الخطة الصيفية، منها السمسم، والقطن، وعباد الشمس، والذرة الصفراء، وفق مدير زراعة واسط، أركان مريوش.
وأكد مريوش لوكالة شفق نيوز، أن "واسط من المحافظات التي كانت تشتهر بزراعة السمسم، إضافة إلى محافظات الفرات الأوسط، وكان يتركز في المناطق الشمالية من المحافظة كـ(الشحيمية والصويرة والعزيزية)، بمساحة تمتد من 6 إلى 7 آلاف دونم".
أهمية اقتصادية
وتتميز بذور السمسم بالعديد من الصفات، إذ تحتوي على 50-56% من الزيت ويستعمل الزيت الناتج من البذور في عمل الزيوت النباتية السائلة بصورة رئيسة والتي لا تتزرنخ بسبب وجود مادة الـ Sesamoline والتي تعطي مادة مضادة للتأكسد عند التحلل مما يمنع تزنخ الزيت.
وتستعمل بذور السمسم كغذاء، فهي تنثر فوق الخبز والكعك والمعجنات والمقبلات ومواد غذائية أخرى، منها الحلوى (الحلاوة) والطحينة (الراشي) الذي يعد الضيف الصباحي على المائدة العراقية خاصة في فصل الشتاء لاحتوائه على سعرات حرارية عالية وخالية من الدهون المشبعة.
ويستعمل السمسم أيضاً كعلف للدواجن والماشية، وتتميز كسبته بارتفاع المواد المعدنية والبروتين حيث تحتوي على 10.5% مواد معدنية 27.5% بروتين.
ويدخل زيته في العديد من الصناعات كالأصباغ والصابون والعطور وإنتاج العقاقير الطبية ومبيدات الحشرات، وتزيت المكائن والاضاءة، كما أن سيقانه وأوراقه صالحة للوقود.
لكن رغم ذلك، بدأت الكثير من "المحاصيل الصناعية" تقل زراعتها في أنحاء البلاد كافة، لصعوبة تسويقها ولعدم وجود معامل أو مصانع تحولها إلى مواد غذائية أخرى، بحسب مدير زراعة واسط.
وأوضح أركان مريوش، أن "الاقتصاد العراقي يعتمد في الدرجة الأساس على النفط، ولا يعطي أهمية للمحاصيل الصناعية التي تدخل ضمن الصناعات التحويلية مثل السمسم وعباد الشمس والذرة والقطن وغيرها".
وختم حديثه بالقول: "لذلك قلّت زراعة هذه المحاصيل حتى قبل الشح المائي، وبعضها انقرض لعدم وجود مصدر للتسويق له كالقطن".