شفق نيوز/ أنهى الهجوم الصاروخي الذي استهدف قاعدة "عين الأسد"، غربي محافظة الانبار الأربعاء الماضي، حالة الهدوء الذي كانت تنعم به مدن المحافظة عموما ومناطق أعالي الفرات الممتدة من هيت ولغاية الحدود الدولية للعراق مع سوريا والأردن.
ويؤكد مسؤولون أمنيون ومحليون في المحافظة، بأن الهجوم الصاروخي أعاد حالة التوتر العام على مستوى الأمن خاصة بعد إعادة انتشار الفصائل المسلحة في مناطق غرب الانبار.
وتنفذ القوات العراقية سلسلة من عمليات الإغلاق والتشديد الأمني على مداخل ومخارج المدن وفرض طوق أمني يمتد لأكثر من 15 كم حول قاعدة عين الأسد، الأمر الذي أثار مخاوف الأهالي من صفحة تراجع أمني جديدة قد تشهدها المحافظة بسبب التصعيد الأمني من قبل الفصائل المسلحة ضد الوجود الأميركي في الانبار.
عجلات عصية على التفتيش
ويقول مدير ناحية البغدادي، شرحبيل العبيدي، إن الهجوم الذي تعرضت له قاعدة عين الأسد، هو الهجوم الثاني من نوعه، بعد هجوم نفذ مطلع العام الماضي، وفي كلا المرتين لم يتم التعرف على الجناة او حتى كيفية دخولهم إلى المناطق الغربية من الانبار.
ويضيف مدير ناحية البغدادي، الملاصقة لقاعدة عين الأسد في حديثه مع وكالة شفق نيوز؛ أن "العجلات التي تم استخدامها في كلا الهجومين، مصنعة محليا، ولم تتوفق أجهزة الكشف عن المتفجرات وأجهزة السونار في الكشف عنها داخل نقاط التفتيش.
واستطرد قائلا، إن القوات الأمريكية محصنة ضد أي هجوم يتعرضون له داخل القاعدة، وليس لديهم مشكلة اذا كان الهجوم من صاروخ حتى 10 صواريخ، ولكن الخوف هو من أن تسقط هذه الصواريخ على المناطق المأهولة بالسكان والمجاورة للقاعدة، الأمر الذي قد يتسبب بسقوط ضحايا مدنيين، كما أن الهجمات تمثل خطرا على قواتنا الموجودة داخل القاعدة والبالغ عددهم 15 ألف جندي عراقي.
واعرب عن أمله بألا تكون مناطقنا ساحة صراع بين القوات المتواجدة داخل المحافظة، وأن أي قوة تحاول تحريف المسار الذي جاءت على أساسه، وهو المساعدة بالقضاء على الإرهاب، فليس مرحب بها بالمحافظة، ونطلب من البرلمان التصويت على إخراجها قبل حدوث ما لا يحمد عقباه.
بالمقابل يقول المتحدث باسم العمليات المشتركة، اللواء تحسين الخفاجي، بأن "العراق ذو سيادة ويمتلك أجهزة أمنية باسلة، ولا أعتقد بأن الهجمات التي تشنها قوات التحالف او بعض الفصائل المسلحة، ستجعل من الانبار ساحة للصراعات بين كلا القوتين"
لا ساحة للصراع في العراق!
وقال الخفاجي، في اتصال هاتفي مع وكالة شفق نيوز: "لن نسمح بأن تكون أي منطقة من العراق ساحة للصراعات بين أي قوى داخل البلاد، وهناك اهتمام كبير من قبل رؤساء الأجهزة الأمنية وعلى رأسهم القائد العام للقوات المسلحة العراقية، رئيس الوزراء مصطفى الكاظمي، لتجنب الفوضى التي حدثت مؤخرا"
وبين الخفاجي، أن قوات التحالف المتواجدة في البلاد، لا يمكنها تنفيذ أي عملية داخل الأراضي العراقية إلا بعد موافقة العمليات المشتركة، وأما السلاح الخارج عن سيطرة الدولة، فيتم ملاحقته والقضاء عليه، وذلك بإشراف القائد العام للقوات المسلحة.
وأشار الخفاجي، إلى أن "زيارة البابا إلى العراق، تأتي ضمن رسل السلام ومبدأ نشر الأمن والأمان، وهناك الكثير من التطورات التي ستشهدها البلاد في الأيام القليلة القادمة، خصوصا وأن العراق هو محط أنظار العالم الآن، بعد هذه الزيارة.
الخطوط المرسومة
ومن جهته، قال القيادي في قوات الحشد الشعبي، علي المظفر، لوكالة شفق نيوز: "طالما قوات التحالف محافظة على دورها في الانبار فلن يحدث أي تماس مع أي من القوى الموجودة في الأنبار، إلا إذا حاولت تجاوز الخطوط المرسومة إليها، حينها سيتم الرد من باب الدفاع عن النفس.
وأضاف المظفر؛ أن استهداف القوات الأمريكية لقطعات الحشد الشعبي ليس أمرا حديث، فمنذ تشكيل قوات الحشد وهي تحاول محاربتها، وأكبر دليل على هذا، هو قتلهم لقادة النصر ورموز الحشد الشعبي، وهم الجنرال قاسم سليماني وأبو مهدي المهندس، أثناء استهدفتهم بتنفيذ ضربات جوية على مطار بغداد قبل أكثر من عام.
واختتم المظفر حديثه بالقول، إن القوات الأمريكية بكل بقاع الأرض معروفة بأنها تسعى إلى الشر وسفك الدماء واضطهاد الشعوب، فكيف لا يهون عليهم قتل جنود بسطاء جاءوا من أقصى الجنوب للوقوف مع أبناء بلدهم في الغربية.
امريكا وإيران
فيما يرى الخبير في الشأن الأمني العراقي العميد الركن أعياد الطوفان، أن أصبح العراق بالكامل، ساحة قتال بين أمريكا وإيران، ودليل ذلك هو الهجوم الذي استهدف مطار اربيل قبل مدة وخصوصا الجزء الشمالي الغربي منه، والذي تتخذه القوات الأمريكية قاعدة لها، والعام الماضي الذي شهد قصف قاعدة حرير ومن ثم عين الأسد، وذلك بعد اغتيال سليماني والمهندس.
وأردف الطوفان في حديثه لوكالة شفق نيوز، أن أربيل ليست بمتناول الميليشيات، لا المطار ولا قاعدة حرير، ولكن قاعدة عين الأسد في متناول أيديهم، وهي من أهم القواعد العسكرية في العراق، كونها تضم جناحا مهما جدا للطائرات المروحية، ومدرج طائرات مقاتلة، وكذلك وجود الفريق الهندسي الأمريكي ووحدات قتالية متقدمة ضمن مهام قوات التحالف الدولي بقيادة واشنطن.