شفق نيوز/ لم يكن في بال مصطفى من مدينة كوباني ونواف من محافظة صلاح الدين أن تكون أمسيتهما المعتادة على مشارف مدينة أربيل هي الأخيرة، بعد أن أُمطرت عاصمة إقليم كوردستان في 15 من شباط الجاري بوابل من الصواريخ، راح ضحيتها في حصيلة أولية متعاقد اجنبي، وأصيب سبعة أشخاص بينهم جندي امريكي، والصديقان مصطفى ونواف.
وهذا هو ثاني هجوم من نوعه منذ سبتمبر/ أيلول الماضي، حين استهدف مجهولون المطار بستة صواريخ دون خسائر بشرية، واتهمت أربيل آنذاك فصائل تابعة للحشد الشعبي بشن الهجوم، لأن الصواريخ أُطلقت من سهل نينوى، حيث تنتشر تلك الفصائل.
وفي هذا الهجوم، اتهم مسؤولون كورد جهات قالت إنها تحت مظلة الحشد الشعبي بتنفيذ القصف.
إلا أن الحشد ينفي مسؤوليته عن القصفين.
وفاة نواف
وخلال إعداد التقرير، أبلغت صحة أربيل فوراً بوفاة أحد المصابين بالقصف الصاروخي الذي استهدف عاصمة الإقليم، متأثراً بجراحه.
واستفسرت وكالة شفق نيوز عن المتوفى، اتضح أنه نواف راشد وله من العمر 31 عاماً، نزح إلى أربيل من محافظته صلاح الدين، حيث أصيب خلال سقوط صاروخ قرب سوق للماشية.
وقالت إن نواف راشد أصيب بنزيف في رأسه وتمزق بالأنسجة وكسر في أجزاء من جسده تعرض على إثرها لغيبوبة، توفي على إثرها يوم الإثنين 22 شباط 2021.
ولاذ نواف وأسرته إلى أربيل بعد اجتياح داعش صيف 2014 عدة مناطق في العراق وتفجير منزله في محافظة صلاح الدين.
وتعرضت اربيل الاثنين (15 شباط 2021) لقصف بعدة صواريخ، اثنان منهما سقطا في مطارها الدولي، والبقية في أحياء سكنية وقرب بعثات دبلوماسية.
وقالت صحة أربيل إن مصاباً واحداً متبقياً في المستشفى ويدعى مصطفى قادر من أهالي كوباني شمال شرقي سوريا.
وقدم مصطفى قادر 17 سنة، إلى أربيل برفقة اثنين من اشقائه للعمل في الإقليم، ليستقر بهم الحال رفقة نواف راشد وآخرين للعمل في سوق المواشي، والذي تعرض للقصف هو الأخر.
المساء الأخير
ورصد مراسل وكالة شفق نيوز، موقع القصف القريب من سوق المواشي وتحدث إلى عدد من العاملين الذين كانوا يقضون أمسياتهم داخل منزل رفقة مصطفى ونواف وأكثر من عشرين شخصاً اخر بشكل يومي بعد الانتهاء من عملهم.
لكن شاءت الصدفة أن ينشغل العاملون في ليلة القصف بتفريغ حمولة من علف الحيوانات ومواشي وصلت من سوريا، ولم يكن في ذلك المنزل حينها سوى مصطفى ونواف الذين تعرضا للإصابة نتيجة سقوط صاروخ على مقربة منهما.
وتقول صحة أربيل لوكالة شفق نيوز، إن الحالة الصحية لمصطفى آخذه بالاستقرار بعد إخضاعه لتدخل جراحي بعد تعرضه لكسر بالقدم نتيجة القصف.
وينتظر أن تعلن لجنة مشتركة من بغداد وأربيل نتائج تحقيق خاصة بالقصف.