شفق نيوز/ اعتاد العراقيون على الاحتفاء برأس السنة الجديدة كل على طريقته الخاصة إلا أن تزيين شجرة عيد الميلاد بالإكسسوارات والبالونات الملونة ودمية "بابا نويل- سانتا كلوز" أو ملابسه التي يرتديها أحد أفراد العائلة لتمثيل دور هذه الشخصيات سمة مشتركة بين أغلبهم، بالإضافة إلى الهدايا هي ما يميز "الكريسماس".
عدسة ومراسل وكالة شفق نيوز، تجولت في الأسواق والشوارع واستطلعت آراء بعض المواطنين حول هذه المناسبة.
أحد أصحاب محال بيع هدايا رأس السنة، يقول إن إقبال المواطنين على شراء بابا نويل وشجرة عيد الميلاد يشهد إقبالا متباينا هذا العام بسبب الأوضاع الاقتصادية.
يقول أحمد، صاحب المحل، أن أسعار شجرة "الكريسماس" وزينة عيد الميلاد المجيد في الأسواق تتراوح بين 35 ألف دينار الى 500 ألف دينار، وفقاً لحجم الشجرة، فيما تتراوح أسعار بابا نويل بين 55 الف للحجم المتوسط إلى 200 الف دينار للحجم الكبير.
واشار الى ان أسعار الأزياء التنكرية للأطفال هي الاخرى تتراوح ما بين 25 الف دينار وحتى 100 الف دينار، سواء كان ذات أكمام أو بدونها، كذلك نتراوح أسعار إكسسوارات تزيين شجرة "الكريسماس" بين 20 الف الى 40 الف دينار.
بابا نويل وطقوس "الكريسماس"
شخصية بابا نويل هي تجسيد لأحد كهنة آسيا الصغرى (تركيا) المسمى القديس نيكولاس، الذي عاش في القرن الرابع بعد الميلاد وكان معروفًا بمعاملة الأطفال اللطيفة وتقديم الهدايا للفقراء.
وقد عُرف لاحقًا باسم القديس نيكولاس الذي صور في لوحات العصور الوسطى وعصر النهضة على أنه رجل طويل القامة ذو وجه جاد ونبيل.
ويقول احد الباحثين في الديانة المسيحية دلشاد عمر، انه في القرن التاسع عشر، قررت العائلات المسيحية الجمع بين أسطورة بابا نويل وعيد الميلاد واستخدامها لتهدئة أطفالهم وتأديبهم، فأصبحت قبعة الأسقف وصليب القديس نيكولاس ثوباً أحمراً وقبعة.
واضاف ان "بابا نويل يحمل كيساً على كتفيه فيه هدايا للأطفال الطيبين والمهذبين، لكنه لم يعد يعيش في الجنة كما هو متوقع بل في القطب الشمالي ويمتلك مصنعًا للألعاب والهدايا، وفي عام 1931 اختار مصنع (كوكاكولا) سانتا كلوز كرمز إعلاني له وقدم سانتا كلوز أو بابا نويل الحديث للعالم".
ولفت دلشاد الى أنه "في العديد من البلدان يترك الأطفال أحذيتهم أو جواربهم في مكان ما حتي بابا نويل يملأها بالهدايا".
شجرة "الكريسماس"
يعتقد معظم الناس أن هناك علاقة بين شجرة "الكريسماس" وعبادة الأصنام في الماضي، ولكن هذا ليس هو الحال لذا يروي لنا هاوري شكر ثلاثة قصص تبين سبب وجود شجرة عيد الميلاد.
ويقول ان "القصة الأولى تعود الى النظرية الأولى إلى القديس بونيفاس، وهو قديس مسيحي ذهب يومًا ما إلى بلدة صغيرة وأدرك أن سكان تلك البلدة يعبدون شجرة البلوط كإلههم ويؤمنون أن الله موجود في تلك الشجرة، وعلم القديس أنه إذا أراد أن يخبر سكان المنطقة أن إلههم باطل، فعليه أن يقاتل كل أهل المدينة لذلك قرر قطع الشجرة حتى يروا أنه لا إله داخل الشجرة، في البداية، عارضه الناس ولكن خلال عدة حوادث تم قطع شجرة البلوط أخيرًا، ورأى الناس أن شجرة البلوط قد قُطعت ولم يحدث شيء سيء، وللحفاظ على هذه الرمزية جعل القديس الشجرة رمزًا للمسيحية".
واشار الى ان "القصة الثانية تتمحور حول مسرحية تسمى (الجنة في ألمانيا)، حيث تم تصوير قصة آدم وهو يأكل تفاحة ويتم طرده من الجنة، وفي تلك المسرحية تم تزيين الأشجار بالتفاح، وتعتبر قصة آدم وأكل التفاح مهمة جدًا في المسيحية، لذلك قام المسيحيون بتزيين الأشجار بالتفاح واعتبروها رمزًا لعيد الميلاد".
وبين شكر ان "القصة الثالثة هي انه في يوم من الأيام ان مارتن لوثر، أحد أكثر الشخصيات المؤثرة في الديانة المسيحية والشخصية الرئيسية في الحركة البروتستانتية، كان يتمشى في الغابة ذات ليلة وهو منبهر بجمال النجوم التي مرت عبر نباتات وأشجار الصنوبر دائمة الخضرة، فقطع أحد أغصان الصنوبر وأحضره إلى المنزل وزينه بالشموع لإعادة المشهد لعائلته، وانتشرت الفكرة، واصبحت الشجرة من طقوس عيد الميلاد خاصة وان شجرة الصنوبر دائمة الخضرة على مدار السنة وتلهم الأمل والشغف بالحياة، ومن وجهة نظر أخرى، تشير هذه الشجرة الجميلة إلى السماء لتذكرنا أن الله يحرس عباده".
أجراس "الكريسماس"
لطالما ارتبطت الأجراس ارتباطًا وثيقًا بالكنائس في الديانة المسيحية، وما تزال الأجراس تقرع كل يوم أحد في معظم الكنائس حول العالم.
وفي الأساطير المسيحية، تُقرع الأجراس لتوجيه الخراف الضالة إلى القطيع، واصبح الجرس رمزاً لعيد الميلاد، كما انه يوقظ الناس ويساعدهم على الوصول إلى طريق الإرشاد.
أضواء الزينة
يقام عيد الميلاد في معظم أنحاء العالم ليلاً، لذلك من المنطقي أن تزين شجرة "الكريسماس" بالأضواء وليس بالضرورة ان هناك رمزية لهذه الاضواء، لكنها بالنسبة للمسيحيين ترمز الى "يسوع" كنور العالم لإنقاذ الناس من الظلام.
جوارب عيد الميلاد
أصبحت الجوارب أحد رموز "الكريسماس" في القرن التاسع عشر، في هذا الوقت علق الناس جواربهم بعناية على المدخنة، ولا أحد يعرف على وجه اليقين كيف بدأ هذا الطقس.
وأشهر قصة حول رمزية هذه الجوارب، أن شيخًا فقيرًا كان قلقًا على مستقبل بناته الثلاث لأنه لم يكن لديه ما يكفي من المال لدفع مهورهن وإقامة حفل زفاف لهن.
فيبدو أن رجلاً مثل القديس نيكولاس كان على علم بوضعهم وأراد مساعدتهم، لكنه كان يعلم أن هذا الرجل لن يقبل الصدقة، لذلك قام نيكولاس بوضع الذهب في جوارب الفتيات التي تم تعليقها على المدخنة لتجفيفها بعد غسلها.