شفق نيوز/ بعين الحسرة ينظر أهالي الموصل إلى حال "قلعة باشطابيا"، ذلك الصرح التاريخي الذي كانت قبل 2003 محط أنظار السياح، قبل أن يتحول إلى مكان مهجور.

تاريخها

و"باش طابيا" تسميةٌ تركية من كلمتين وتعني "القلعة الرئيسية" وتقع على أعلى نقطة في الموصل، بارتفاع 150 قدما عن نهر دجلة.

بنيت هذه القلعة في العهد الأموي عام 126 هجرية، وبقيت شاخصة حتى عام 450 هجرية، عندما تعرضت للهدم على "البساسيري" (أحد أمراء أرسلان الترك).

وأعيد إعمار القلعة، بعد 25 عاماً، في عهد الدولة الاتابيكية. وكانت الحصن الشرقي لتلك الدولة.

وهدمت في حملة هولاكو عام 660 للهجرة، وبعدها حملة تيمورلنك عام 726 هجرية، وأعيد إعمارها في القرن 16 للميلاد، على يد الوالي باشا إسماعيل الموصلي، في حين أعيد ترميمها في القرن 17 للميلاد، من قبل حسين باشا الجليلي.

عين الموصل

أحمد عبد الله روى لوكالة شفق نيوز، حالة الألم لدى الموصليين عند النظر لحجم الإهمال الذي بات عليه هذا المعلم التاريخي، قائلا "هذه القلعة كانت محط أنظار السياح قبل عام 2014 لكنها تحولت بعد ذلك الى مكان مهجور، وأصبح ثكنة عسكرية قبل احتلال الموصل من قبل تنظيم داعش عام 2014، لتبقى مهملة حتى يومنا هذا دون أي رعاية حكومية لها".

دور اليونسكو

وخسرت الموصل إبان سيطرة تنظيم داعش مئاتَ المواقع الاثرية والتراثية.

وتحاول اليوم اليونسكو بالتعاون مع وزارة الثقافة والسياحة والآثار، لملمة ما تبقى من تاريخ هذه المدينة، فضلا عن إعادة تأهيل بعض المواقع الاثرية مثل (قره سراي، والجامع النوري الكبير) في الموصل القديمة.

أما باشطابيا، فستبقى على حالها هذا في الوقت الراهن بحسب ما يقوله معاون مفتش آثار نينوى خيري الدين أحمد، خلال حديثه لوكالة شفق نيوز، لافتا إلى محاولته وضع خطط لإعادة اعمارها وترميمها، إلا أن المخصصات المالية تحول دون ذلك".

وأضاف أحمد، أن "الموصل خسرت عشرات المواقع الاثرية المهمة خلال سيطرة داعش عليها، كموقع النمرود وقصر سنحاريب في تل قوينجه، بالإضافة إلى بوابات الموصل الأثرية، والسور الأثري مع قلعة تلعفر التي جرفت بالكامل".

وأكد سعي آثار نينوى، إلى "التعاون من المنظمات الدولية، لأجل شمول المواقع الأثرية باعادة الترميم مثل قره سراي التي تبنت صيانتها جامعة بنسلفانيا والجامع النوري الكبير مع عدد من الواقع الاخرى الذي تبنته اليونسكو".

وأوضح معاون مفتش آثار نينوى، أنهم يتبعون سياسة العمل على موقع تلو الآخر، كلما أتيحت الفرصة لهم، لان المواقع المدمرة والمجرفة "تحتاج إلى مبالغ مالية طائلة"، وهذا مالايتوفر في الوقت الحالي".

وخلص إلى القول إن "قلعة باشطابيا ستبقى على وضعها الحالي، لحين توفر فرصة وتمويل من أجل ترميمها والاهتمام بواقعها".