شفق نيوز/ فيما تعاني مشاريع عموم محافظة بابل، من قلّة التخصيصات المالية من وزارة المالية أو بسبب عدم مصادقة وزارة التخطيط عليها، ما أدى إلى توقف أغلبها عن العمل، تعيش بلدية الحلة من نسب إنجاز صفرية، نتيجة وجود تقصير وتأخير بتنفيذ مشاريع الجهد الخدمي، بحسب مسؤولين محليين.
ويشكو أهالي محافظة بابل من تردي الواقع الخدمي والصحي ما يدفعهم إلى الخروج بتظاهرات بين فترة وأخرى احتجاجاً على استمرار معاناتهم، مطالبين الجهات الحكومية بالإصلاحات للنهوض بالواقع الخدمي للمحافظة.
وفي هذا السياق، قالت المواطنة أم محمد من قضاء أبي غرق في محافظة بابل، إن "مدينة الحلة مركز محافظة بابل تفتقر إلى الخدمات ناهيك عن أقضية المحافظة ونواحيها، ورغم تبدل عدة محافظين لكن واقع المحافظة من ناحية الخدمات والبنى التحتية والمستشفيات والمدارس بقى على حاله ولم يتغير".
وأضافت أم محمد، خلال حديثها لوكالة شفق نيوز، أن محافظة بابل "تفتقر إلى الاستثمار منها المنازل واطئة الكلفة والمناطق السياحية، حيث إن بابل واجهة سياحية ولها مكانة خاصة وتحتضن كل عام مهرجانات منها مهرجان بابل الدولي ومهرجان بابل للثقافة والفنون".
وأشارت إلى أن "محافظة بابل تتميز بمواقعها الأثرية والدينية، لذلك تعد مقصداً للكثير من الزوّار من داخل وخارج العراق، ما يستدعي من الجهات المعنية النهوض بواقع المحافظة لتظهر بالشكل الذي يليق بها".
عقبة أساسية
وعزا مجلس محافظة بابل، أسباب توقف أغلب المشاريع الخدمية في محافظة بابل إلى "قلّة التخصيصات المالية من وزارة المالية أو بسبب عدم مصادقة وزارة التخطيط عليها، ما دفع مجلس المحافظة بمعيّة محافظ بابل للذهاب إلى بغداد واللقاء برئيس الوزراء بهذا الخصوص".
وكشف رئيس لجنة البيئة والصحة في مجلس المحافظة، حسين الدهموشي، خلال حديثه للوكالة، عمّا دار في ذلك اللقاء بالقول: "طلبتُ من السوداني شخصياً اعطاء الأولوية القصوى لمحافظة بابل كون أغلب مشاريعها متوقفة رغم أنها شبه مُحالة ومصادق عليها لكنها بحاجة إلى تخصيصات مالية تتراوح ما بين 750 - 800 مليار دينار عراقي".
وتأتي مشاريع توفير الماء الصالح للشرب في الدرجة الأولى من احتياج المحافظة من المشاريع، حيث تعاني محافظة بابل التي يسكنها قرابة 500 ألف نسمة من عدم توفر الماء الصالح للشرب، ولا تقتصر الأزمة في الأقضية والنواحي - بحسب الدهموشي – بل في مركز المحافظة أيضاً.
وتابع الدهموشي، "كما هناك مشاكل في الجانب الصحي بمحافظة بابل من ناحية بناء المستشفيات مثل المرجان والهاشمية، أما المستشفات الموجودة في أطراف المحافظة (الأقضية والنواحي) فهي أشبه بمراكز صحية، ما يؤدي إلى الضغط على مستشفيات المركز (الحلة)".
وأكد أن "مجلس محافظة بابل يعمل جاهداً في الوقت الحالي لإقرار مشاريع الرعاية الصحية الأولية المتعلقة بالمراكز الصحية، وتبنت وزارة الصحة بناء نحو 10 مراكز في السنة، ومثل العدد يكون على المحافظة ومجلسها".
أما فيما يتعلق بالملف الخدمي، فأوضح الدهموشي، أن "هناك تلكؤاً بالجهد الخدمي في بلدية الحلة حيث هناك تقصير وتأخير بتنفيذ مشاريع الجهد الخدمي، ونسبة الإنجاز في بلدية الحلة صفر، كما هناك مشاريع لم يتم إعداد الكشوفات لها، لذلك هناك تقصير واضح وتم تأشير هذا التقصير في مجلس المحافظة مع الجهات المعنيّة والمختصة".
"لكن مجلس المحافظة والحكومة المحلية المتمثلة بالمحافظ وكذلك النائب الأول والنائب الثاني للمحافظ، يعملون على مراقبة مواطن الخلل في المشاريع وتشخصيها ومحاولة حلحلة هذه العقبات لإنجاز المشاريع، ونتيجة لهذه الجهود تشهد محافظة بابل حالياً ثورة عمرانية قد لا تبدو معالمها إلا بعد مرور سنتين أو ثلاث سنوات، خصوصاً فيما يخص البنى التحتية"، يقول الدهموشي.
وواصل بالقول: "لكن تبقى العقبة الوحيدة والأساسية هي في التخصيصات المالية وجدية وزارة التخطيط، إذ - وكما هو معلوم - إن المشاريع تمر بسلسلة خطوات أهمها مصادقة وزارة التخطيط عليها والإعلان عنها ومن ثم رصد التخصيصات المالية لها من قبل وزارة المالية، أما التنفيذ والمراقبة فيقع على عاتق الحكومة المحلية ومجلس المحافظة".
محافظ بابل يعترف
وكان محافظ بابل، عدنان فيحان، أقرّ في، 5 نيسان الجاري، بوجود نقص في الخدمات، مشيراً إلى أن بابل تعيش مشاكل عديدة، فيما وجه الدعوة للمستثمرين الخليجيين لزيارة المحافظة والاطلاع على الفرص الاستثمارية فيها.
وأضاف فيحان في مؤتمر صحفي حضره مراسل وكالة شفق نيوز؛ أن "هناك عدة أسباب أدت إلى تراكم التراجع في الخدمات، أولها لا يوجد تخطيط حقيقي وصحيح"، لافتاً إلى أنه "إذا راجعنا الموازنات في السنوات السابقة لا نجد أي ترابط ما بين الموازنات، سنجد خللاً إدارياً في المحافظة، وإن إدارات الدوائر في بابل لا تشكو الترهل فقط ولكن يوجد شعور في هذه الدوائر بعدم المسؤولية".
وتابع أنه "بعد أكثر من لقاء مع مسؤولي بلدية الحلة علمنا أن الآليات والكوادر لا تستطيع أن تغطي 60% من المحافظة، وذهبنا باتجاه إعلان دعوة لتغطية نسبة الـ40% لسد الفجوة، ووجهنا بضرورة الاهتمام بالساحات والحدائق العامة".
ولفت إلى أنه باشر "على رفع التجاوزات التي تشوه شكل المدينة، فضلاً عن جرد على الآليات المتوقفة وسندخلها لورشة لإصلاحها وسنعتمد عليها".
وبينما كشف فيحان عن حصول المحافظة على دعم من رئيس الوزراء بـ(1000) طن من القير، أعلن عن خطط لإنشاء عدد من جسور العبور للمشاة بالاتفاق مع دائرة الطرق والجسور.
طرق وجسور قيد الإنجاز
وفي هذا الجانب، أكد مدير الطرق والجسور في محافظة بابل، حسين سريسح، أن "الأعمال على قدم وساق لكن القرار يعود إلى الحكومتين المحلية والمركزية فيما يتعلق بالتخصيصات المالية لهذه المشاريع".
وفصّل سريسح خلال حديثه للوكالة، أعمال الجسور في محافظة بابل بالقول إنه "تم إنجاز لغاية الآن جسر (بته) الممر الثاني من دجلة الذي أنقذ سالكي الطريق من الحلة للمحافظات الجنوبية من الازدحام، كما تم إجراء أعمال صيانة كاملة للممر القديم خلال اليومين الماضيين".
وأضاف أن "العمل يجري حالياً بجسر العشتار الذي يعد أكبر جسر في الفرات الأوسط، وهو عبارة عن ممرين وأربع رمبات جانبية وصعود ونزول من الجسر، من الصوب الكبير إلى الصوب الصغير وبالعكس، وبلغت نسبة إنجاز هذا الجسر 60 بالمائة، والعمل مستمر فيه ونأمل إنجازه ضمن المدة العقدية".
وأوضح أن "في عام 2023، تم تقديم كشوفات لإعداد تصاميم لخمسة جسور، الأول يربط السياحي بحلة ديوانية في منطقة الغليس، والجسر الثاني الممرين لها دخول وخروج لمدينة الحلة في منطقة الأطباء مجاور لجسر البديلي الحديث، كما تم إكمال إعداد تصاميم وجداول كميات لجسر الجنسية، وبانتظار حصول إجازة وزارة التخطيط لإدراج هذا الجسر وتنفيذه خلال العام الجاري".
ومضى سريسح، إلى القول: "كما تم إكمال كشوفات تأهيل الجسر الحديدي القديم في باب الحسين، حيث سيكون الخروج من مركز المدينة منطقة الأطباء إلى الصوب الثاني في بابل، وهذا أيضاً بانتظار مصادقة الموازنة لتمويله والبدء بتنفيذه خلال مدة قياسية، فضلاً عن إعداد تصاميم وجداول كميات لجسر الرافدين في منطقة سوق القديم الذي ينقل الصوب الكبير إلى الصوب الصغير وبالعكس".
وبين أن "هذا الجسر تم تحويله في الربع الأخير لعام 2023 على الجهد الخدمي في بابل وتم رفع التصاميم إلى الجهد الخدمي المركزي، وحالياً يجري تدقيقه في وزارة الاعمار والاسكان برئاسة جابر الحساني وكيل وزير الاعمار، وبانتظار إكمال تدقيق التصاميم لتزويدنا بالمبالغ للمباشرة بالتنفيذ".
وزاد سريسح، بالقول: "كما تم إعداد جداول كميات لإعداد تصاميم للممر الثاني لجسر الكفل الكونكريتي، وتم إعداد كشوفات وجداول كميات وحالياً قيد الإدراج لطرق فك الاختناقات التي هي طرق شارع 100 الحولي الذي يبدأ من حلة كيش جسر بته وينتهي بحلة ديوانية، أي يقاطع مع حلة كربلاء ويقاطع مع حلة نجف ويقاطع مع حلة ديوانية، وهذا الطريق ينقذ مدينة الحلة من الدخول من سالكي الطريق باتجاه المحافظات النجف والوسط والجنوب".
وأضاف أن "مديرية الطرق والجسور بصدد إكمال التصاميم لربط مدينة الحلة بمطار كربلاء وهو حالياً في مراحله الأخيرة، كذلك تم إدراج - من قبل دائرة الطرق والجسور - طريق ربط كربلاء السريع بالمرور السريع الذي هو من الإبراهيمية إلى المرور السريع في بغداد البصرة في ناحية الإمام".
أما مشروع تطوير طريق إسكندرية مسيب كربلاء فهو حالياً - وفق سريسح - في طور الإحالة، وأن هذا الطريق فيه 3 مجسرات، الأول في منطقة الإسكندرية بالدلة، والثاني في ساحة التحرير بالمسيب، والثالث في سيطرة 54 بالحدود مع كربلاء، بالاضافة إلى طرق خدمية من اليمين واليسار وتأهيل الطرق الحالية، بالإضافة إلى الجسرات الوسطية والإنارة، فهو مشروع متكامل وسوف يُظهر المحافظة بحلّة جديدة ويفك الاختناقات".
وتابع سريسح: "في آواخر العام الماضي 2023، تم تنفيذ طريق في جرف النصر (جرف الصخر) الذي يربط كربلاء بمحافظة بغداد، وأن هذا الطريق سلكه الزائرون أثناء الزيارة الأربعينية وساهم في فك الاختناقات كثيراً".
وأشار إلى إعداد دراسة أُرسلت إلى ديوان المحافظة ورئاسة الوزراء لفك الاختناقات المرورية لكل محافظة بابل، "وحصلت موافقة رئاسة الوزراء على مجموعة من الطرق منها طريق ربط كربلاء بالمرور السريع، وهو حالياً قيد الإدراج والإحالة، وكذلك طريق مسيب صويرة الذي يبدأ من حدود المحافظة مع الصويرة إلى المرور السريع، وتكملة طريق راس الشوملي الذي يبدأ من ناحية قضاء القاسم باتجاه الكفل وباتجاه النجف، بالتالي يعبر الفرات ويربط كربلاء بالنجف، ونأمل المباشرة به خلال العام الحالي".
وأكد سريسح، أن "هذه المشاريع سوف تُحدث تغييراً كبيراً في المحافظة، ومن المتوقع إنجازها خلال عام إلى عام ونصف، ويجري العمل حالياً على توسيع طريق حلة نجف وتوسيع طريق حلة ديوانية وتوسيع طريق حلة بغداد، وأن تصاميم حلة نجف في طور الانتهاء، وسيكون عرض حلة نجف 15 متراً، وحلة ديوانية 12 متراً، وحلة بغداد القديم 12 متراً".
وخلص إلى القول إن "الأيام القليلة المقبلة ستشهد إحالة تطوير مداخل حلة بغداد وحلة ديوانية وحلة نجف، بالإضافة إلى جسر كونكريتي في بداية شط الحلة في سدة الهندية، ومن المؤمل المباشرة به خلال الأسابيع المقبلة".