شفق نيوز/ اعتبرت صحيفة "الفايننشال تايمز" البريطانية، يوم الاثنين، أن على ادارة الرئيس الامريكي جو بايدن ألا "ترتعد" من فكرة تشكيل حكومة عراقية جديدة بدعم من زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر، وتسعى الى طلب خروج جميع القوات الاجنبية من العراق.
وفي مقال كتبه الباحث في معهد "اولويات عسكرية" دانيال ديبتريس، وترجمته وكالة شفق نيوز، أشارت الصحيفة إلى أن "نتائج انتخابات العراق جاءت كما هو متوقع حيث هيمنت الكتل السياسية الرئيسية في على نتائج الانتخابات"، وذكّرت بمقال سابق لصحيفة "الفايننشال تايمز" الذي صدر قبل ايام تحت عنوان "فوز الصدر لن يخفف من معاناة العراق".
إلا أن الصحيفة أشارت إلى أن "كتلة مقتدى الصدر برزت كصانع الملوك في البرلمان الجديد"، لكنها استبعدت أن "تزرع نتائج الانتخابات، ثقة كبيرة لدى الجمهور العراقي الذي يشعر بخيبة أمل من سياسييه".
وتابعت الصحيفة بالقول، انه "بسبب ان تشكيل الحكومة العراقية الجديدة سيتطلب دعم الصدر، فان هناك فرصة جيدة لكي ينتهي الوجود العسكري الأمريكي في العراق".
وذكرت الصحيفة، بأن "الصدر كان ثابتاً نسبياً في نظرته الى العالم، منذ المراحل الأولى للاحتلال الأمريكي، حيث حارب مقاتلوه القوات الامريكية في شوارع بغداد"، مقتبسة من موقف الصدر القائل بأن "العراق بحاجة الى التخلص من النفوذ الخارجي".
ولهذا، اعتبرت الصحيفة إنها "عندما تنتهي صفقات المساومات بين الاحزاب الان، فقد يتعامل المسؤولون الامريكيون مع حكومة في بغداد تريد خروج جميع القوات الامريكية من البلد".
إلا أن تقرير الصحيفة، اعتبر أن "بعض المسؤولين الامريكيين سوف يرتعدون من مثل هذه الفكرة، لاعتقادهم ان عراق ما بعد الولايات المتحدة، سوف ينجرف بشكل اكبر نحو فلك إيران"، وتابع قائلا انه "في واقع الامر، فان على ادارة بايدن أن تتبنى الدعوة للمغادرة".
ولفت التقرير إلى أن "الدور العسكري الامريكي في العراق كان يستهدف انجاز مهمة واحدة فقط، وهي الحاق الهزيمة بالخلافة الإقليمية لداعش، وهي مهمة تم انجازها منذ العام 2017".
وبعدما لفت التقرير إلى إقصاء داعش التي تحولت الى "مجموعة من الخلايا المحلية الهشة"، واصبحت هجماتها ترتكز على "الفرص" وخربت اي دعم كانت تحصل عليه من قبل من البيئات السنية التي كانت تنظر إلى الحكومة العراقية بازدراء، ختمت الصحيفة بالقول إنه "لم تعد هناك حاجة لـ 2500 جندي امريكي متمركزين في العراق بعد الان".
وخلصت الصحيفة الى القول انه "اذا طلب الصدر رحيلاً عسكرياً أميركياً، فيجب على واشنطن ان تكون سعيدة بذلك".