شفق نيوز/ قد يعتقد الكثيرون ان الخطوة التي اقدمت عليها - نائلة عمر الباز- وهي سيدة اعمال فلسطينية وصحافية سابقة وناشطة مدنية، هي من المجازفات، بافتتاح مطعم في بلدة عنكاوا باربيل، مستفيدة من خبرات زوجها الخبير في فتح المطاعم باوربا وامريكا، وعلى طريقتها الخاصة في تقديم اكلات غير دسمة من خلال الاستفادة من المطبخين الفلسطيني والكوردي.
بعد ان كانت لنا زيارات متكررة لهذا المطعم التقينا (شفق نيوز) بالباز وسألناها في البداية عن الاسباب التي دفعتها الى اختيار اربيل لاقامة هذا المشروع فيه، فاجابت بالقول ان الاكل تراث في جميع الدول ومناطق العالم ولكنها شعرت ان هناك مرضا بين الناس بسبب الاكلات الدسمة، ولاحظت ان الشباب صغار يصابون بالسكري والكولسترول، ففكرت ان تحارب هذه الظاهرة.
واضافت انها بدأت بفكرة جميلة وهي ان الخضروات مفيدة جدا وايضا انه ليس شرطا ان نأكل يوميا اللحم وهذه الظاهرة موجودة في كوردستان، ونمط الاكل مضر كثيرا ان كان غير صحي او دسم، لافتة الى ان الحياة جميلة ويجب ان يعيش فيها الانسان حسب ما يشاء وان يتجنب التعرض للامراض المزمنة مثل السكري والكروسترول نتيجة الاكل الدسم.
وفيما اذا لديها تجارب سابقة في هذا المجال اكدت انها حقيقة ليست لديها تجربة شخصية مستدركة انها تحب الطبخ واختراع الاكلات دائما، وضربت على سبيل المثال تحضير اكلات من الخضار مع بعضها او الخضار مع اللحم وليست شرطا ان تكون جميع الاكلات التي تقدمها في المطعم فسلطينية، كاشفة عن انها احبت الكفتة الكوردية بالحامض وايضا الدولمة العراقية ولكن بدون لحم ودسم ايضا وستقدمه في المطعم.
وعن تحضير جميع هذه الاطمعة قالت انها حاليا تقوم بتحضير هذه الاطعمة جميعها بنفسها وتعلم اخرين معها، معربة عن استعدادها لتعليم من يرغب في تعلم الطبخ ليكون في المستقبل طباخا في المطعم، سواء على التعلم في تحضير الاكلات الفلسطينية او الكوردية.
وبشأن الظروف الاستثنائية الحالية التي تمر بها كوردستان بسبب الحرب مع تنظيم "داعش" الارهابي وحدوث انفجار قبل اسابيع بمكان قريب من موقع مطعمها، ودوافعها في فتح هذا المطعم بهذه الظروف وفيما اذا قامت باجراء دراسة عن السوق قبل الاقدام على هذه الخطوة، اشارت الى انها زارت اربيل لعدة مرات خلال الفترة السابقة، وهي لا تعتبر هذه الخطوة مجازفة لانها وعلى حد قولها جازفت كثيرا في حياتها، مشيرة الى ان هناك نضالا مشتركا بين الشعبين الكوردي والفلسطيني وانها تعودت على الاضطهاد لانها مرت بوضع اسوء في فلسطين مما مرت به كوردستان ولكن مع ذلك الحياة تستمر وتعد الصمود جزءا من المقاومة والعمل على خلق فرص عمل للاخرين.
وعن تجاربها السابقة اشارت الى انها عملت في الصحافة ولديها اربع تجارب صحفية وتركتها في عام 1997 لانني تزوجت وهاجرت مع زوجها الى اوربا ومن ثم رجعوا الى فلسطين في عام 2004 واقاموا في فلسطين عشر سنوات وبعدها توجهوا الى اقليم كوردستان وهي ايضا ناشطة مدينة وتحب العمل التطوعي وهي ايضا عضو في جميعات فلسطينية.
وعن السبب الذي دعاها لترك الصحافة، نوهت الى انها تركت الصحافة لانها هاجرت الى اوربا وبعد عودتها الى فلسطين حاولت العمل مرة اخرى في جرائد مثل الايام والقدس، مستدركة انها اكتشفت انه في بلادها انتهت الصحافة وتعد اتفاقية اوسلوا هي من وجهة نظرها القضاء على القضية الفلسطينية.
وبشأن الافكار والخطط لاقامة مشاريع اخرى في كوردستان فيما اذا نجح مشروعها هذا في اربيل، اكدت ان لديها افكارا جديدة وستحاول العمل في مجالات اخرى وكوردستان فيها كل شيء، معربة عن تأسفها ان كل شيء في الاقليم اصبح تركياً مع انه توجد الامكانيات والاراضي لبناء مشاريع محلية والعمل على زيادة الانتاج المحلي في جميع المجالات.
وعبرت عن اعتقادها انه يجب ان تكون هناك مشاريع لصناعة الاجبان والالبان فكل شيء يعمل هنا وان يعتمد الشعب الكوردي على نفسه وليس استيراد كل شيء، منوهة الى ضرورة تطوير المهارات والاستفادة من الخبرات الدولية في هذا المجال، مثلما حصل للشعب الفلسطيني الذي اصبح لديه العديد من التجارب في الاعتماد على نفسه، على حد تعبيرها.