شفق نيوز/ أثارت العمليات الإرهابية التي نفذها تنظيم داعش مؤخراً في مدن ديالى وكركوك، مخاوف السكان من إمكانية عودة سيطرة داعش على مدنهم، خاصة بعد زيادة نشاط التنظيم بمناطق متفرقة من العراق، بالتزامن مع أنباء تشكيل فصيل مسلح أطلق عليه "أشباح الصحراء"، وانسحاب قطعات من الحشد، كل هذه العوامل ساهمت بزيادة حدة التوتر والخوف لدى الانباريين تحديداً من عودة داعش.
وكالة شفق نيوز، تقصت مدى إمكانية سيطرة داعش على الأنبار، (أكبر محافظات العراق) مساحة، لاسيما بعد حادثة سجن غويران في الحسكة السورية، وكذلك حقيقة انبثاق فصيل "أشباح الصحراء".
وفصيل "أشباح الصحراء" نسبته بعض التقارير إلى شرطة الأنبار، فيما نسبها آخرون إلى رئيس البرلمان العراقي محمد الحلبوسي، في حين نسبتها مجموعات أخرى إلى قوات الحشد الشعبي.
حكومة الأنبار
وعن كل ما تقدم، لم يمتلك نائب محافظ الأنبار للشأن الأمني، حاتم حميد، أي تفاصيل، خلال حوار أجرته معه وكالة شفق نيوز، حيث اكتفى بالقول "لو كان لـ(اشباح الصحراء) وجود فعلي، لتم إعلامنا به بشكل رسمي".
أما بخصوص انسحاب قطعات تابعة للحشد الشعبي، من مناطق غرب الانبار، فعزا حميد، الأمر إلى استقرار الوضع الأمني في المحافظة عموماً، لافتاً إلى أن "قطعات الجيش والشرطة، تقوم بواجبها على أكمل وجه، وهنالك خطط يتم تنفيذها من قبل القيادات الأمنية، وكل الأمور تحت السيطرة".
ونوه إلى عدم وجود أي انسحاب لقطعات الحشد الشعبي من المحافظة، ولو انسحبت فعلياً فلن يكون هناك أي تأثير على الوضع الأمني في الأنبار".
وحول زيادة نشاط داعش بمناطق متفرقة من البلاد، وإمكانية عودة سيطرتهم على إحدى مناطق الأنبار، شدد حميد بالقول: "لن نسمح بتكرار سيناريو 2014، فالمواطن أصبح على دراية ووعي بخطورة هذه الجماعات الإجرامية، وقواتنا أدركت نقاط ضعف داعش، الذي بات متهالكاً نتيجة الضربات الموجعة التي تلقاها من قبل قوات الأمن العراقية".
وعن إمكانية تسليح وتدريب أبناء العشائر، لمساندة قوات الأمن في التصدي لأي هجمات إرهابية قد تحدث، أشار حميد، إلى أن "الأمر يخضع لتقديرات القيادة العامة للقوات المسلحة، وقيادة العمليات المشتركة، ولم يتم العمل على ذلك حتى اللحظة"، مؤكداً أن "هكذا إجراء يحتاج لقرار سيادي من الحكومة الاتحادية، لكن لم تطالب حكومة الأنبار مثل هذا الأمر".
عمليات الأنبار
من جانبه، أكد معاون قائد عمليات شرق الأنبار للحشد الشعبي، علي المظفر (أبو زيد)، أن "داعش لن يتمكن من السيطرة على أي مدينة في المحافظة، (لو انطبقت السماء على الأرض)".
وأوضح المظفر، خلال حديثه لوكالة شفق نيوز، أن "قوات الحشد الشعبي والعشائري والفرقة الخامسة للجيش، إضافة لقوات الشرطة، كل هذه الأجهزة تنتشر في المناطق الغربية من الأنبار، والوضع الأمني تحت السيطرة، وغالبية الخروق الأمنية التي تحدث هناك، هي بسبب سوء الأنواء الجوية، ولن يحدث هجوم في الأنبار كالذي حدث في ديالى".
وتابع: "في مدن شرق الأنبار، تنتشر قوات الجيش والحشد الشعبي، وكل الخطورة تكمن في جزيرة الكرمة، كونها تحوي على مناطق جغرافية وتضاريس صعبة، وتسهل على عناصر داعش الاختباء خلالها".
ولكنه أكد أن "قوات الأمن على دراية بكل هذه المناطق، وواجبات تأمينها متواصلة، وعمليات التفتيش والتدقيق لهويات أصحاب المعامل هناك والعاملين بها والسكان، مستمرة، إذ يتم تدقيقها مرتين في الأسبوع الواحد، والوضع تحت السيطرة".
وبشأن إمكانية تسلل الهاربين من سجن غويران في الحسكة السورية، إلى الأراضي العراقية، قال المظفر، إن "السجن يبعد عن الحدود العراقية حوالي 140 كم، وهذه المسافة أي هناك احتمالية أن يشكل هؤلاء خطراً على الأراضي العراقية، لكن قوات الأمن اتخذت أقصى درجات الحيطة والحذر لمنع أي محاولة لتسللهم".
وعن أنباء انسحاب قطعات للحشد الشعبي من الأنبار، فند المسؤول الأمني، وجود أي تحركات بهذا الصدد، مؤكداً أن "كل من تم تداوله بهذا الشأن عار عن الصحة".
وفيما يخص فصيل "اشباح الصحراء"، قال المظفر، إن "الفصيل هذا مبالغ به إعلامياً، وهو لا يتبع لأي من رئيس البرلمان أو شرطة الأنبار ولا حتى لهيئة الحشد الشعبي"، مردفاً بالقول "برأيي هذا الفصيل هو قصة مفبركة، لخلق حدث من لا شيء، افتعلتها أجندات سياسية لغاية معينة".
خبراء يطمئنون
في المقابل، رأى الخبير بالشأن الأمني العراقي، اللواء طارق العسل، أن "داعش لن يمكنه السيطرة مجدداً على إحدى مناطق البلاد"، مرجحاً في الوقت نفسه "زيادة نشاطه بمناطق متفرقة، خاصة المناطق النائية والمقتربات، كتلك التي نفذت من خلالها جريمة منطقة العظيم في محافظة ديالى، والتي راح ضحيتها جنود عراقيون".
وذكر العسل، خلال حديثه لوكالة شفق نيوز، أن "التنظيم الإرهابي، سيزيد من نشاطه بعمليات العبوات الناسفة والغارات السريعة، وهو ما كان يتوعد به منذ تحرير مدن البلاد من سيطرته، إلا أنه لم يعد لداعش أي إمكانية للسيطرة على إحدى مدن البلاد".
ولفت إلى أن "قوات الأمن باتت بحاجة إلى العمل على تحديث وتطوير خططها، بالإضافة إلى إعادة توزيع القطعات، كون ترك قوة صغيرة مكونة من أحد عشر مقاتل، بمنطقة نائية، يعتبر هدفاً واعداً، لذا يجب تعزيز مثل هذه القطعات بطائرات مسيرة، أو يتم دمج النقاط الأمنية، لتكون عقدة صعبة الاستهداف، ولكي تتمكن من الدفاع عن نفسها وأرضها، وصد أي هجوم قد تتعرض له".
وخلص الخبير الأمني، للإشارة إلى أهمية وجود قوات التحالف الدولي، خاصة في وقت كهذا كون قوات الأمن العراقية تفتقد لإمكانياتهم، ومنها طائرات الاستطلاع والرصد الجوي ومنظومات الدفاع الجوي.