شفق نيوز/ في الذكرى 102 لتأسيس الجيش العراقي، يستعرض مسؤولون وخبراء أمنيون واقع الحال الذي يعيشه تسليحاً وطبيعة عسكرية وضرورات تطويره وابعاده عن المحاصصة، وفيما يطالب نواب بضخ دماء جديدة للقوات المسلحة بعد توقف دام عقد كامل، يدعو عسكريون جرحى رئيس الوزراء الى الاهتمام بشريحة الجرحى عبر توفير العلاج والسكن اللائق لهم ولعوائلهم.
تهنئة ودعوة
وهنأ الناطق الإعلامي للقائد العام للقوات المسلحة، اللواء يحيى رسول، في حديثه لوكالة شفق نيوز ضباط ومراتب وموظفي المؤسسة العسكرية والشعب العراقي بمناسبة تأسيس الجيش العراقي"، مشدداً على ضرورة "استذكار الشهداء والترحم على دمائهم الزكية في هذه المناسبة والدعوة بالشفاء العاجل للجرحى".
عجز 100% ومطالب
وفي ظل ذكرى تأسيس الجيش، يروي العميد حيدر عواد تفاصيل تعرضه لانفجار أدى إلى فقدانه كلتا ساقيه في قاطع عمليات الفرقة الخامسة في محافظة ديالى بالقول "كلفت بواجب في الأول من شهر حزيران من عام 2006، بعد مرور عامين على عودتي إلى الخدمة العسكرية وتشكيل نواة الجيش العراقي الجديد لمحاربة عناصر تنظيم القاعدة التي كانت تهدد العوائل وتنشر الطائفية في حينها،
ويضيف العميد لوكالة شفق نيوز أن "الواجب كان ليلياً في منطقة بلدروز، وعند تنفيذه حدث اصطدام مع عناصر القاعدة، وأثناء مطاردتهم تعرضت إلى انفجار عبوة ناسفة أدت إلى بتر كلتا ساقي، ونُقلت بعدها إلى قاعدة بلد العسكرية من قبل قوات التحالف الأميركي لتلقي العلاج، وأرقد حاليا في مركز تأهيل بغداد الأول بنسبة عجز 100%".
ويشير العميد الجريح، إلى أن "الجيش العراقي يحتاج إلى تطوير مهاراته وتزويده بأسلحة حديثة تواكب جيوش العالم"، مطالبا في ختام حديثه القائد العام للقوات المسلحة "بالاهتمام بشريحة الجرحى من خلال توفير العلاج والسكن اللائق لهم ولعوائلهم، وتكريمهم في كل مناسبة، ليعلم الجميع بأن هؤلاء والشهداء، هم أصحاب الفضل في استقرار البلاد".
جيش دفاعي
ويقول الخبير الأمني، فاضل أبو رغيف، إن "الجيش العراقي الحالي، جيش دفاعي وليس هجومي، فهو جيش أمّنت منه دول الجوار والمنطقة، ولم يعد تلك القوة الغاشمة التي تهدد الأمن الإقليمي والدولي، ويمتلك الآن قدرات عالية وأثّبت كفاءته في حروب المباني المشيّدة والعصابات والكر والفر، بعد دحره أعتى تنظيم إرهابي كاد أن يضرب المنطقة والعالم بأسره".
وعن تسليح الجيش تاريخياً يوضح أبو رغيف لوكالة شفق نيوز، أن "التسليح العراقي بدأ انكليزياً ثم بعد الحروب التي دخلها عاد وتسلّح بالعقيدة التسليحية الروسية، وبعد عام 2003 اختلطت منابع ومناشئ التسليح، فصارت أوروبية شرقية وأوروبية غربية، فضلا عن الولايات المتحدة".
مطالب محورية وجوهرية
بدوره يدعو عضو لجنة الأمن والدفاع النيابية، وعد القدو، القائد العام للقوات المسلحة الى "ضرورة الالتفات إلى مجموعة "قضايا محورية وجوهرية، تبدأ بزراعة روح المواطنة لدى جميع القوات المسلحة، ونبذ العنصرية والطائفية والقومية، وباقي الأمور التي تمزّق وحدة صف الجيش العراقي، فضلا عن أهمية إبعاد الأحزاب السياسية عنه".
من جانب آخر، يحتاج الجيش العراقي، بحسب القدو خلال حديثه لوكالة شفق نيوز، إلى أن يكون "جيشا قادرا على مواجهة التحديات وخاصة الإرهاب، وأن يتسلّح بسلاح متطور خصوصا بما يتعلق بالتطور التكنولوجي، من كاميرات حرارية وأجهزة اتصالات ومواصلات، وكذلك الطائرات المسيّرة، فالحرب اليوم هي سيبرانية والكترونية".
ويتابع النائب، أن "المؤسسة العسكرية لم تُرفد بدماء جديدة منذ نحو 10 سنوات، لذلك يجب زجّ دماء جديدة شابة، وتم الطلب في قانون الأمن الغذائي برفد المؤسسة العسكرية بمالغ مالية تتناسب مع حجم التحديات التي تواجه العراق، وكذلك تم الطلب من القائد العام ووزير المالية بتخصيص درجات وظيفية لفتح التطوع للشباب وإحالة المسنين إلى التقاعد".
مؤسسة تخضع للمحاصصة
ويقول الخبير الاستراتيجي، د.أحمد الشريفي لوكالة شفق نيوز، إن "المؤسسة العسكرية كانت ولا زالت تعاني من إدارة وظّفت في النظام السابق توظيفاً حزبياً أيدلوجياً، بحيث هيمن عليها حزب واحد ووظفها لأغراض سياسية بعيداً عن دورها الوظيفي، بأن تكون حارساً للوطن وحامياً وسوراً لحدوده".
ويضيف الشريفي، أن "المرحلة الحالية ونحن في ظل نظام ديمقراطي كنا نأمل أن تحظى المؤسسة العسكرية باستقلالية ولكن لم يتحقق هذا الأمر، فلا زالت المؤسستين الأمنية والعسكرية تخضعان للمحاصصة، التي هي عبارة عن ترويض سياسي للمؤسسات التي تمثل الحصانة للجبهة الداخلية والخارجية".
ويؤكد الخبير الاستراتيجي، أن "المؤسسة العسكرية تحتاج إلى تحسين منظومة القيادة والسيطرة بعيدا عن المحاصصة الحزبية، وتأمين استراتيجية للنهوض بواقعها سواء على مستوى المهارات القتالية، أو على مستوى القدرات التسليحية، بما يتناسب مع تحديات المرحلة، وتعزيز الجهد التقني، وتحسين المهارات القتالية عبر توسيع المؤسسات التدريبية والتطويرية للمقاتلين".
ويطالب الشريفي أيضاً بـ"إبعاد المؤسسة العسكرية عن الرؤى والتوجهات السياسية بما يتعلق بالتعاون مع التحالف الدولي والولايات المتحدة، كون البلاد لا تزال تحتاج إلى الدعم الدولي في ظل حرب توصف بأنها تهديد عابر للحدود، وهذه الحرب تحتاج إلى قدرات قتالية عالية تفتقر لها الإمكانيات الوطنية".
ويكمل الشريفي، "بالإضافة إلى الدعم اللوجستي في مسألة الأقمار الصناعية والحرب الإلكترونية، وهو الأمر الذي لا يمكن تحقيقه الا عبر التحالفات الدولية والتعاون مع الدول الكبرى"، مختتما حديثه بالتأكيد على أن "تكون المؤسسة العسكرية في يد المحترفين والمتخصصين من أبنائها الذين يؤمنون بشرف العسكرية والانتماء إلى الوطن بعيدا عن الهويات الفرعية".