شفق نيوز/ تشهد مدن عراقية مختلفة هطول أمطار امتازت بالغزارة مسببة بغرق بعض الأحياء والشوارع نتيجة ضعف البنية التحتية والخدماتية فيها.
وتتعرض محافظات عراقية منذ أيام، لهطول أمطار بكميات كبيرة، "وكان لبغداد النصيب الأكبر ثم الرمادي وديالى وتليها بقية المحافظات، كما لم يقتصر الغرق على المناطق الفقيرة بل شمل حتى المناطق المترفة بالعاصمة"، بحسب عضو لجنة الخدمات النيابية، مهدية اللامي.
وتوضح اللامي لوكالة شفق نيوز، أن "الجهاز التنفيذي في بغداد المتمثل بمحافظة بغداد وأمانة العاصمة، كلاهما يلقي مسؤولية هذه المناطق التي غرقت على الطرف الآخر، وبالتالي حصل تقصير في تقديم الخدمات".
وترى، أن "ما تقوم به الجهات التنفيذية حالياً كأمانة العاصمة ومحافظة بغداد ووزارة الاعمار هي جهود ترقيعية، إلى جانب صرف أموال في سبيل إنقاذ المواطنين من المياه والطفح الذي شلّ الحركة من أول أمس الجمعة وإلى اليوم".
وتؤكد عضو لجنة الخدمات، أن "البنية التحتية في بغداد متهالكة وغير قادرة على استيعاب كميات الأمطار التي سقطت على العاصمة، لذلك تحولت الشوارع إلى مسطحات مائية مع أول زخة".
وتضيف اللامي، كما أن "البنية التحتية قديمة وكان من المفترض أخذ بنظر الاعتبار التزايد السكاني والتخطيط العمراني والمجمعات السكنية وغيرها بنظر الاعتبار، لذلك هناك حاجة إلى ثورة خدمية وتغيير جذري، لكن ما يحصل هو عودة الحكومة التنفيذية إلى التكاسل بعد رفع مياه الأمطار".
وتشمل البنية التحتية "شبكات الاتصالات والصرف الصحي وغيرها، مما تعد من الضروريات بالنسبة للمواطنين، لكن سوء الأحوال الجوية كشف ضعف البنية التحتية والخدماتية في العراق"، وفق الخبيرة المهندسة عائشة جميل.
وعن الإجراءات الحكومية بهذا الصدد، تعلق جميل خلال حديثها لوكالة شفق نيوز، بالقول إنه "في ظل غزارة الأمطار، نلاحظ وجود حالة استنفار عام في أغلب المحافظات العراقية، واستخدام أساليب تقليدية لتصريف مياه الأمطار، وذلك بسبب سوء تنفيذ البنية التحتية وقصور في التخطيط، بالإضافة إلى عدم إدامة مشاريع البنية التحتية من خلال الصيانة المستمرة، مما سبب بغرق معظم الأحياء السكنية والشوارع بفعل غزارة الأمطار".
وتؤكد جميل على أهمية "وضع خطط استراتيجية شاملة للبنية التحتية تعتمد على التحليل الجيد للاحتياجات الحالية والمستقبلية والأخذ بنظر الاعتبار العوامل الاقتصادية والاجتماعية والبيئية، وأن تكون مستدامة وغير متأثرة بالمناخ".
من جهته، يرجع المختص في مجال البنى التحتية وشبكات الصرف الصحي والأمطار للمدن، فريد معتصم السنوي، غرق بعض الأحياء والمدن إلى أربعة أسباب رئيسية.
ويوضح السنوي لوكالة شفق نيوز، أن السبب الأول يتمثل بـ"انعدام البنى التحتية أو تهالكها نتيجة قدمها، حيث لم يطرأ عليها أي تحديث منذ فترات طويلة، فيما يعد انعدام صيانة شبكات الصرف الصحي والأمطار السبب الثاني للغرق".
أما السبب الثالث فهو - بحسب السنوي - "إطفاء محطات الرفع أثناء فترات الذروة بسبب خلل ما، أو عدم توفر الوقود الكافي لتشغيلها عند إنطفاء الكهرباء الوطنية، ورابعاً صغر السعة الاستيعابية لأغلب المحطات الموجودة حالياً، وغيرها من الأسباب".
يأتي هذا في وقت يؤكد المتحدث باسم وزارة الإعمار والإسكان العراقية، نبيل الصفار، العمل على "إنشاء محطات لمعالجة المياه ومنها مياه صرف الصحي ضمن الموازنات الاستثمارية، وهناك 45 محطة يتم العمل بها في عموم المحافظات العراقية، وتم إنجاز 12 محطة ودخلت إلى الخدمة في عدد من المحافظات، والعمل مستمر لإنجاز المحطات الأخرى التي تتضمن معالجة شبكات مياه الأمطار والتي كانت متلكئة منذ سنوات".
ويضيف الصفار، لوكالة شفق نيوز، كما أن "الوزارة أعدت دراسة لشمول كل المحافظات العراقية بهذا الموضوع كون خدمات البنية التحتية متهالكة نتيجة عدم إجراء صيانة لها منذ سنوات طويلة، فضلاً عن عدم إنشاء محطات جديدة".
وعن آخر توقعات الأمطار التي تشهدها البلاد حالياً، أكدت هيئة الأنواء الجوية، استمرار الأمطار حتى ساعات متأخرة من الليلة في بغداد ومحافظات الوسط، مشيرة إلى أن استمرار الأمطار الغزيرة في المناطق الشمالية، مع فرصة تساقط زخات مطر في المناطق الجنوبية.
وقالت الهيئة في بيان ورد لوكالة شفق نيوز، إن "حالة عدم الاستقرار تستمر في عموم البلاد حيث تكون الأجواء في العاصمة بغداد ومدن وسط البلاد ديالي وصلاح الدين وواسط غائمة مصحوبة بأمطار رعدية وتكون السحب الركامية في أماكن متفرقة لغاية ساعات متأخرة من هذه الليلة".
وتابعت: "كذلك تستمر الأجواء ممطرة وغزيرة في المنطقة الشمالية بينما تكون الأجواء في جنوب البلاد الليلة ما بين صحو إلى غائم جزئي مع فرصة لتساقط زخات مطر في أماكن متفرقة منها".
وأضافت أن "المنطقة الغربية سيكون الطقس فيها غائم جزئي الليلة وفرصة لأمطار خفيفة متفرقة ومن المتوقع أن يتحول الطقس الى صحو فيها خلال ساعات من هذه الليلة مع تحول الرياح الى شمالية غربية مصحوبة بانخفاض طفيف في درجات الحرارة خصوصا خلال ساعات الصباح".
ولفتت إلى أن "يوم غد فمن المتوقع أن يكون الطقس في المنطقة الوسطى صحو إلى غائم جزئي مع تشكل الضباب صباحاً في الأنبار وغرب العاصمة بغداد ويكون مدى الرؤية (1-2) كم في الصباح الباكر يتحسن تدريجياً".
وبينت أن "المنطقة الشمالية فيستمر فيها هطول الأمطار في الأجزاء الشرقية منها ويكون غائم جزئي في الأجزاء الغربية منها"، مشيرة إلى أن "المنطقة الجنوبية يكون غائم جزئي الى غائم مع زخات مطر متفرقة".