شفق نيوز/ يتخوف الكثير من المراقبين من المرحلة المقبلة بعد إسقاط نظام بشار الأسد على يد فصائل المعارضة السورية المسلحة وسيطرتها على العاصمة دمشق فجر اليوم الأحد.
وتنبع مخاوف المراقبين من فصائل المعارضة السورية التي بينها خلافات كثيرة وحتى صراع عسكري سابق، واحتمالية أن تعود هذه الخلافات أثناء المفاوضات التي ستجرى في المرحلة المقبلة لتشكيل الحكومة الجديدة.
ورغم ذلك، يصعب الحكم قبل الهندسة الداخلية للحكومة السورية المقبلة، ودور الأطراف الدولية المؤثرة كالولايات المتحدة الأمريكية وتركيا وروسيا، بحسب المراقبين.
وفي هذا السياق، يعبر الباحث في الشأن السياسي السوري، فريد سعدون، عن مخاوفه من المرحلة المقبلة في سوريا، مبيناً أن "السيطرة على سوريا كانت من قبل مجموعات كان بينها خلافات كثيرة وحتى صراع عسكري سابق".
ويشير خلال حديثه لوكالة شفق نيوز، إلى أن "خلافات الفصائل السورية قد تعود خلال المفاوضات التي ستجرى في المرحلة المقبلة لتأسيس الحكومة ووضع دستور جديد للبلاد، لذلك قد تطول المفاوضات لأشهر وقد لا تصل إلى اتفاق لصعوبة التوافق فيما بينها".
ويوضح سعدون، أن "بعض الفصائل على قائمة الإرهاب الدولي، والآخر لديه خلافات مع دول الجوار، وكل طرف لديه حليف إقليمي أو دولي، وبالتالي مصالح الدول الإقليمية والدولية ستكون حاضرة في أي اتفاقات مقبلة".
وعن المخاوف من مخيم الهول، يبين، أن "المخيم تحت حماية قوات (قسد) ولا توجد مخاطر قد تهدده، لكن في حال كانت هناك مخططات إقليمية أو دولية بفتح أبواب المخيم فإنهم سيشكلون تهديداً على العالم أجمع".
ويقع مخيم الهول جنوب مدينة الحسكة السورية وتشكل غالبية سكانه من عائلات تنظيم داعش وهو تحت سيطرة وإدارة قوات سوريا الديمقراطية المرتبطة بحزب العمال الكوردستاني.
ويسعى العراق لإغلاق مخيم الهول في سوريا الذي يؤوي عشرات الآلاف من زوجات وأبناء مسلحي تنظيم داعش، ويضم أيضاً مناصرين للتنظيم المتشدد، وذلك بهدف الحد من مخاطر التهديدات المسلحة عبر الحدود مع سوريا.
وفي هذا الجانب، يرى الخبير الأمني العراقي، مخلد الدرب، أن "مخيم الهول هو خارج الأجندة الفاعلة على الأرض، ومن المستبعد تعرض العراق للخطر من داعش، لأن التنظيم بدأ يأخذ أبعاداً أخرى في شمال أفريقيا ومناطق القوقاز وأفغانستان وباكستان، فتلك الأماكن باتت أرضية خصبة لنشاطه وتواجده".
ويضيف لوكالة شفق نيوز، أن "ما حصل في سوريا هو ضمن مخطط معد له منذ سنوات، وأن محور الصراع الدائر هو داخل الحدود السورية، ولم يلاحظ أي تحرك لعناصر داعش طوال الأحداث، رغم أن التوقعات كانت تشير إلى احتمالية نشاطه، ما يدل على وجود سيطرة على التنظيم، وبالتالي المخطط لسوريا هو ضمن أجندة معينة لا يمكن أن تتشابك مع أجندة داعش".
ويتابع الدرب في تحليله، أن "هناك سيناريو لكل دولة ضمن مخطط شرق أوسط جديد، بدأ في غزة ثم جنوب لبنان وحالياً سوريا، والأهم هناك مكتسبات قد تحققت على الأرض لكل من الفواعل التي اشتركت بمشروع الشرق الأوسط الجديد".
ويلفت إلى أن "في سوريا الجديدة، قد لا نرى أي دور لإيران ومحور المقاومة وارتباطه بحزب الله في لبنان، وهذا كان من أهم الأهداف بقطع الخط الذي يعتبر العمود الفقري للحزب في لبنان".
بدوره، يقول المحلل السياسي الأردني، حازم عياد، إن "المعارضة السورية يلاحظ عليها السيطرة على الميدان في المناطق التي دخلتها (حمص وحماة وحلب ودمشق ودرعا)، وهذا يعود على الأرجح لوجود ضمانات تركية بما يتعلق بسلوك وأداء وعلاقة المعارضة مع كل المكونات السورية".
وينوه عياد خلال حديثه لوكالة شفق نيوز، "لكن تبقى مسألة المناطق التي تخضع لقوات (قسد) التي لم تحدد موقفاً واضحاً من مجريات الأحداث حتى الآن".
ويتابع، أنه "رغم انسحاب (قسد) من مناطق دير الزور وبعض القرى التي سيطرت عليها من النظام السوري، لكن خطوط التماس المرسومة بين القيادة الجديدة للنظام السوري وبين قوات (قسد) المسيطرة على مخيم الهول والمناطق الحساسة لا تزال تخضع لسيطرتها وتحت المظلة الأمنية السياسية الأمريكية".
ويستبعد عياد "حدوث فوضى في المرحلة الحالية لوجود ضامنين سواء من تركيا أو الولايات المتحدة الأمريكية، لحين الوصول إلى تسويات وتشكيل حكومة توافق تمثل أغلب المكونات على الأرجح، وفي حينها يمكن الحكم على طبيعة المخاطر إن تم احتوائها أو أن المشهد السوري ذاهب نحو مزيد من الفوضى".
وخلص المحلل السياسي الأردني إلى القول "بناءً على ما سبق، يصعب الحكم قبل الهندسة الداخلية للحكومة السورية المقبلة، ودور الأطراف الدولية المؤثرة كالولايات المتحدة الأمريكية وتركيا وروسيا".
من جانبه، يؤكد المحلل السياسي التركي، فراس رضوان أوغلو، أن "الكل متخوف بعد سقوط النظام السوري باستثناء تركيا نوعاً ما ولبنان، لأنه كانت هناك ترتيبات معينة بين الدول والنظام السوري، لكن الوضع اختلف الآن".
ويشير أوغلو خلال حديثه لوكالة شفق نيوز، إلى أن "ما تقوم به فصائل المعارضة السورية هو إنهاء حكم سياسي مع إبقاء حكومة الخدمات، وهذا يعني عدم حصول تغيير في الكثير من الأمور باستثناء إزالة النظام، ومن غير المعلوم الإبقاء على حزب البعث أو إلغائه مستقبلاً".
ويتابع، "لكن على الصعيد الاستراتيجي هناك انتقالة لسوريا من محور إلى آخر، ما يمثل خسارة كبيرة لمحور المقاومة ولإيران أيضاً التي ستقاتل للإبقاء على نفوذها في لبنان".
ويرى المحلل السياسي التركي، أن "تركيا تأثرت بشكل إيجابي فهي أوصلت مجموعة موالية أو غير معادية لها إلى سدة الحكم السوري، بل أنهم يفضلون السياسة التركية على الإيرانية، كما أن هذا سيؤثر إيجاباً على الداخل التركي أيضاً، حيث هناك الكثير من اللاجئين الذين سوف يعودون إلى وطنهم، وهذا سيزيد من شعبية أردوغان وحزب العدالة".