شفق نيوز/ تزدهر في محافظة كربلاء منذ أوائل شهر رمضان ظاهرة "السلات الرمضانية" التي تدعو إليها الجمعيات والمؤسسات الخيرية في هذه الأيام بكثرة لتهيئتها قُبيل حلول الشهر الفضيل.
وتتميز محافظة كربلاء خلال شهر رمضان بأجوائها الإيمانية من خلال الأماسي الدينية والشعائر والعادات الروحانية، لا سيما السلات الرمضانية التي تزيد حب التواصل والتآخي لدى الأهالي، الى جانب المآدب المليئة بأنواع الأطعمة والأشربة المنتشرة في شوارع المدينة طيلة أيام الشهر المبارك.
ويتعاون المتبرعون من الأغنياء والتجار بجمع الأموال فيما بينهم، لدعم المؤسسات الخيرية في سبيل إقامة تلك السلات والمآدب الرمضانية لإعانة المحتاجين.
وفي هذا السياق، يقول صاحب مؤسسة خيرية في كربلاء، هاشم المطيري، إن "المؤسسة شرعت منذ 20 عاماً مع المحسنين والمتطوعين لعمل السلات الرمضانية للعوائل الصائمة، كما هناك المئات من المؤسسات والأشخاص الميسوري الحال يعدون الطعام ويجهزون السلات الرمضانية لتستعين بها العوائل المحتاجة على الشهر الكريم".
ويضيف المطيري لوكالة شفق نيوز، أن "هذه الأجواء الإيمانية والإنسانية التضامنية في كربلاء مشهود لها، فلا يبقى هناك جائع في المحافظة خلال الشهر الكريم، في ظل المآدب والسلات الرمضانية".
ويؤكد، "هناك تضامناً كبيراً من قبل أهالي كربلاء في هذه الحملات، كما هو الحال في الأزمات السابقة مثل جائحة كورونا، ففي حينها قدّم الكثير من الأهالي المال لمساعدة العوائل المحتاجة".
ويشير إلى أن "السلات الرمضانية تختلف حسب الحاجة والعطاء، فهناك سلات تحوي على 10 مواد غذائية رئيسية، وهناك سلات تحوي على 16 إلى 17 مادة غذائية أساسية وثانوية".
وينوّه، أن "هذا الجانب الإنساني في كربلاء لا يقتصر على شهر رمضان، بل هناك مؤسسات وهيئات وميسوري الحال يقدمون المواد الغذائية وما شابه ذلك للعوائل الكريمة المحتاجة طوال السنة".
من جهتها، تقول إحدى المساهمات في عمل السلات الرمضانية، أم علي من قضاء الهندية، لوكالة شفق نيوز: إن "كربلاء تتميز بالتكافل الاجتماعي خلال شهر رمضان، ويساهم الأهالي وحتى أصحاب الدخل المحدود في عمل السلات الرمضانية التي تصل إلى أغلب مناطق المحافظة وحتى البعيدة عن المركز".
وتوضح أن "السلات تتضمن التمن والزيت والعدس وغيرها من المواد الأساسية، وفي هذه السنة تمت إضافة الدجاج والبيض والشعرية، وأحياناً يتم إرسال سلات إلى محافظات أخرى مثل بابل والديوانية".
وتشير إلى أن "التكافل الاجتماعي في كربلاء لا يقتصر على السلات الرمضانية، بل هناك مضايف تفتح في كربلاء منها مضيف الإمام الحسين والإمام العباس، كما يرسل الكثير من الأهالي جزءاً من فطورهم قُبيل موعد الفطور للعوائل المتعففة القريبة منهم ليشاركونهم في فطورهم".
وتأتي أهمية السلات الرمضانية في ظل الظروف الاقتصادية التي تزداد صعوبة في السنوات الأخيرة، والتي حوّلت الشهر الفضيل إلى موسم لرفع الأسعار، ما مثّل عبئاً ثقيلاً على ميزانية الأسر خاصة أصحاب الدخل المحدود المرهقين من أعباء المصاريف اليومية.
وفي هذا الجانب، توضح المواطنة أم علياء التي تعيل أسرتها المكوّنة من 5 أطفال بعد وفاة زوجها، أن "توزيع السلات الرمضانية عادة تتكرر في كل رمضان بمحافظة كربلاء، كما هناك من يعطي مبالغ مالية وملابس وبيض ودجاج ولحوم وسمك".
وتتابع في حديث لوكالة شفق نيوز، أن "حياتنا تتغير في رمضان، ففي الغالب لا يمر يوم في الشهر الفضيل وإلا وجرس المنزل يدق حاملين مساعدة إلينا، كما أن بعض المطاعم تقيم مأدبة فطور للعوائل المحتاجة، وحتى أصحاب محلات بيع المواد الغذائية والخضار والفواكه يجمعون بدورهم سلات رمضانية، لذلك في رمضان نكتفي ولا نحتاج إلى أي مادة في ظل هذه المساعدات".