شفق نيوز / أشارت صحيفة "جيروزاليم بوست" الاسرائيلية، يوم الأحد، بأصابع اتهام "غير مباشر" إلى إيران بالضلوع في الهجوم الصاروخي الذي استهدف قاعدة عسكرية تركية "سرية" في بعشيقة شمالي العراق.
وذكرت الصحيفة الاسرائيلية في تقرير لها ترجمته وكالة شفق نيوز، أن "منصات إطلاق الصواريخ عثر عليها في منطقة خاضعة لسيطرة فصائل الحشد الشعبي، لافتة إلى أن "وسائل إعلام تركية تحدثت عن ربط ايران بالهجوم".
ونوهت الصحيفة في تقريرها، إلى أن "بعض التوتر تزايد بين القوى الموالية لإيران في العراق وبين تركيا خلال الشهور الماضية، وأن هذا التوتر يعود فعليا إلى العام 2015 عندما اشتكى العراق من قيام أنقرة بانشاء قواعد عسكرية جديدة لها في شمال العراق".
وتؤكد تركيا أن لديها قوات في العراق لمحاربة حزب العمال الكوردستاني منذ التسعينات، ولدى تركيا علاقات وثيقة بالتركمان في تلعفر، وكان لديها علاقات تاريخية مع الموصل ونينوى، وتتمتع أنقرة أيضا بعلاقات جيدة مع أربيل وسلطات حكومة إقليم كوردستان.
والموقع العسكري السري المستهدف يضم مجمعا من الجدران الاسمنتية، تحت جبل، وفيه مواقع عسكرية صغيرة وعربات مدرعة ومواقع لاطلاق النار. وساهم الموقع في التصدي لقذائف داعش خلال العام 2016، كما انه قدم الدعم لمواقع قوات البيشمركة.
وبعد تحرير الموصل من داعش، وهزيمة التنظيم بشكل كبير في العراق، ابقت تركيا على قاعدتها العسكرية، وهي لوحت من قبل الى احتمال القيام بعملية عسكرية في سنجار التي كانت فيما مضى تحت سيطرة البيشمركة، لكن فصائل الحشد الشعبي تسيطر عليها الان، وفقا للصحيفة الإسرائيلية.
وفي شباط/فبراير 2021، استدعت تركيا السفير الايراني بسبب تصريحات له يتهم فيها تركيا بانتهاك سيادة العراق، واعربت عن احتجاجها على هذه الاتهامات مؤكدة ان وجودها في العراق هو لمحاربة حزب العمال الكوردستاني الذي يستهدف استقرار العراق وامنه وسيادته.
اما الحشد الشعبي، فبحسب الصحيفة، "أرسل ثلاثة كتائب الى سنجار للتصدي لأي هجوم تركي"، في وقت تتهم أنقرة فصائل الحشد بالتعاون مع حزب العمال الكوردستاني. ورفعت فصائل الحشد الصوت مرارا ضد الوجود التركي في العراق مطالبة بانسحاب الجنود الاتراك، وملمحين الى احتمال استهدافهم.
وأشارت الصحيفة إلى أن "قائد عصائب أهل الحق قيس الخزعلي، المرتبط بايران، انتقد بشكل متزايد الدور التركي في العراق معتبرا ان تركيا دخلت الى العراق ولن تغادر بارادتها، وان هذا الوجود أكثر خطرا اليوم من الوجود الاميركي.
ورأت الصحيفة الإسرائيلية أن "لكل هذه الأسباب وقع الهجوم على الموقع العسكري التركي، وان استهداف الموقع يتطلب تنسيقا ولا يمكن الوصول اليه بسهولة".
وتابعت أن "من غير الواضح ما هي نوعية الصواريخ المستخدمة، لكن الصواريخ المعروفة لهذا النمط من العمل الإيراني يتعلق بصواريخ 107 ملم و122 ملم".
وبينت أن "المنطقة التي انطلقت منها الصواريخ تحت سيطرة الكتيبة 30 التابعة للحشد التي تضم مسلحين من الشبك، وهي كتيبة تابعة لمنظمة بدر، أحدى قوى الحشد الشعبي".
ومع ذلك، اعتبرت الصحيفة أن "من غير المرجح ان تكون هذه الكتيبة هي التي اطلقت الصواريخ، وان محترفين أتوا من الخارج هم من نفذوا الهجوم، كما حدث في السابق في الهجوم على أربيل العام 2020 باستخدام صواريخ 122ملم، أطلقت من المنطقة نفسها".
وخلصت الصحيفة، ان "من غير الواضح أيضا ما إذا كانت تركيا ستتقدم بشكوى إلى العراق بسبب الهجوم، او تقوم بالرد، اذ ان أنقرة لا ترغب بتصعيد التوتر مع ايران".
وأكدت الصحيفة، أن "تركيا وايران وروسيا تعمل سوية حول صفقات اقتصادية وعلى تسوية النزاع المسلح في سوريا، كما ان تركيا وايران تعارضان الوجود الاميركي في سوريا، لكنهما لا يتفقان دائما حول العراق او حول مسائل مرتطبة بقضايا اقليمية أوسع".
وتفضل تركيا ان تركز في حديثها مع ايران على المسالة الرئيسية المتعلقة بحزب العمل الكوردستاني، وليس على الميليشيات المدعومة من ايران، حتى لو ان جماعة مدعومة من ايران ربما تكون قتلت الجندي التركي في الهجوم الصاروخي، وفقا للصحيفة.
وختم تقرير الصحيفة الاسرائيلية بالاشارة الى أن "تركيا قد تقول إن الهجوم الصاروخي هو من تنفيذ حزب العمال الكوردستاني".