شفق نيوز/ كشف تقرير بريطاني، اليوم الأحد، عن اهتمام روسي بالالعاب الرياضية يصل الى وضعها أشبه "بتدريبات عسكرية" تشرف عليها وزارة الدفاع لضمان الانتصارات، فيما بيّن أن روسيا تعمل على تنفيذ "برنامج للمنشطات" استبعد رياضييها من البطولات سابقا.
وسلطت هيئة الإذاعة البريطانية "بي بي سي" في تقرير ترجمته وكالة شفق نيوز على "اهتمام روسيا الاستثنائي والمدى الذي ستذهب اليه من اجل ابراز رياضييها ونجاحهم في المحافل الرياضية العالمية، في ظل الحرب التي يقودها الرئيس فلاديمير بوتين في أوكرانيا".
وتحت عنوان "لماذا يهتم بوتين بتنافس الرياضيين الروس في الخارج؟"، ذكر التقرير أنه "مع استمرار الغزو الروسي الوحشي لأوكرانيا، فان الرياضيين الروس يأملون الآن بالعودة الى الملاعب الرياضية"، مذكرا بان "اللجنة الاولمبية الدولية أوصت بالسماح للرياضيين من روسيا وبيلاروسيا بالمشاركة بصفة أفراد محايدين في المسابقات الدولية المقبلة، وهو قرار كان بمثابة صفعة لاوكرانيا التي كانت تكافح من أجل منع الروس من المشاركات الرياضية".
وبرغم ان "التقرير اشار الى ان روسيا مثلها مثل الدول الأخرى، تحرص على استخدام الرياضة الدولية من اجل اظهار مهاراتها الرياضية"، الا انه اضاف ان "ما يجعل روسيا استثنائية في موقفها هو المدى الذي ستذهب إليه الحكومة والجيش بهدف إنتاج رياضيين بمقدورهم نيل الجوائز، بما في ذلك إلى حد تنفيذ برنامج للمنشطات الذي سبق أن تسبب بمنع الرياضيين الروس من المنافسات الخارجية".
كما اشار التقرير الى ان "ويمبلدون رفعت الحظر الذي فرضته على لاعبي التنس من روسيا وبيلاروسيا بشرط أن يوافقوا على عدم دعم قادة او حكومتي بلديهما وذلك على الرغم من المناشدات الأوكرانية بهدف استبعادهم".
الا ان التقرير لفت إلى أن "وزارة الدفاع الروسية تشرف منذ عقود على برامج مكثفة من أجل تدريب الرياضيين الذين حققوا نجاحات مهمة"، موضحا ان البرنامج الاكثر شهرة يطلق عليه (نادي الرياضة المركزي للجيش) الذي يوظف مئات المدربين ويدير عشرات المواقع في كافة أنحاء روسيا، فيما من المعتقد ان البرنامج يشمل تدريب أكثر من 10 آلاف رياضي".
واشار التقرير الى ان "أداء النادي الذي سيبلغ 100 عام تقريبا، كان فعلا لدرجة ان رياضييه كسبوا معظم الميداليات التي فاز بها رياضيون من روسيا خلال دورة الالعاب الاولمبية الصيفية التي أقيمت في طوكيو في العام 2021".
وتابع التقرير انه "خلال اولمبياد طوكيو، خاض الرياضيون الروس المنافسات في إطار اللجنة الاولمبية الروسية، بعد ان تم حظر مشاركة المنتخب الوطني الروسي بسبب الاتهامات للدولة الروسية باستخدام المنشطات بين الرياضيين".
وذكر التقرير بان "وزير الدفاع سيرغي شويغو التقى برياضيي (النادي المركزي للجيش) خلال احتفال بعد بطولة طوكيو لتسليمهم الجوائز قائلا لهم :ليس هناك وقت نضيعه، انتم بحاجة للذهاب الى العمل، وسنقوم بكل ما في وسعنا حتى تتمكنوا من الاستعداد بشكل صحيح للمباريات المقبلة".
وبحسب التقرير فان "روسيا تدير أيضا برنامجا آخر تابعا للجيش الروسي تحت اسم (جمعية المتطوعين لمساعدة الجيش والطيران والأسطول البحري) والتي تعود جذورها الى عشرينيات القرن الماضي، وتشارك وزارة الدفاع في إدارتها وتمويلها، وهي برئاسة جنرال في الجيش، وسبق لبوتين ان وصفها بانها "مدرسة شجاعة حقيقية" ساعدت في تدريب العديد من القادة العسكريين ورواد الفضاء والطيران".
وساهمت الجمعية في "انتاج العديد من الرياضيين ممن حققوا الميداليات الاولمبية بما في ذلك فيتاليتا باتساراشكينا التي تعتبر رياضية روسية تفوز بالميدالية الذهبية في أولمبياد طوكيو، والتي وصفتها الجمعية بأنها تمثل "أرقى شكل من اشكال الوطنية".
إلى ذلك، اعتبر التقرير ان "الدليل الأمثل على مدى تعطش الحكومة الروسية من أجل تحقيق انتصارات رياضية، هو برنامجها لتعزيز تعاطي المنشطات للرياضيين، وهي قضية تم الكشف عنها بعد دورة الالعاب الاولمبية الشتوية في سوتشي العام 2014 عندما تصدرت روسيا لائحة الفائزين بالميداليات، حيث اتهمت الوكالة العالمية لمكافحة المنشطات (وادا)، روسيا في نوفمبر / تشرين الثاني من العام 2015، بممارسة "الغش على نطاق واسع"، وان هناك أدلة على "التخويف المباشر والتدخل من قبل الدولة الروسية" في العمليات المختبرية التي تفحص عينات الرياضيين".
وبحسب تحقيق آخر أجرته وكالة "وادا" في العام 2016، ويعرف باسم "تقرير مكلارين"، فان "اكثر من الف روسي، بمن فيهم من حصل على ميداليات أولمبية، استفادوا من برنامج المنشطات الذي ترعاه الدولة بين عامي 2011 و 2015".
وبعد هذه الاتهامات "جرى اتخاذ قرار باستبعاد روسيا من البطولات الدولية على الرغم من أن موسكو نفت تورطها بنظام المنشطات للرياضيين"، فيما "اعترف بوتين وقتها بأن النظام الروسي للسيطرة على تعاطي المنشطات لم ينجح".
ومع ذلك، تساءل التقرير عن "سبب حرص الدولة الروسية على الاستمرار تحقيق انتصارات في المجال الرياضية".
وأوضح التقرير قائلا إن "صحيفة "فيدوموستي" الشعبية اعتبرت أن الحكومة الروسية تريد استخدام الانجازات الرياضية لإبقاء الروس سعداء ومتحدين عندما لا تجري الأمور بشكل جيد في مكان آخر، مبينة "نحتاج للانتصارات كوسيلة لتعاطي المنشطات الوطنية فالانتصارات هي جزء من سياسة الدولة".
إلا أن التقرير اعتبر ان "هذه السياسة كانت نتائجها معاكسة حيث انكشف برنامج المنشطات الذي تدعمه الدولة، فيما تم إخراج موسكو من ساحات الرياضة الدولية، كما تم استبعاد الرياضيين الروس من المنافسات الرياضية الدولية بسبب العقوبات التي فرضت على موسكو بسبب حربها في أوكرانيا".
ونقل التقرير عن النائب عن حزب روسيا المتحدة الحاكم فياتشيسلاف فيتيسوفا، وهو لاعب هوكي سابقا وبطل أولمبي، قوله "نحن الدولة الأكثر عرضة للعار في تاريخ الرياضة الدولية".
ترجمة: وكالة شفق نيوز