شفق نيوز/ ذكرت صحيفة "جيروزاليم بوست" الاسرائيلية، نقلا عن تقارير ايرانية، ان قائد فيلق القدس الايراني السابق قاسم سليماني، ربما يكون قد نجا من احتمال وقوعه في قبضة الأمريكيين عندما اجبرت بغداد طائرة متجهة من ايران عبر أجواء العراق على الهبوط على أراضيها قبل نحو 10 اعوام، قبل استكمال رحلتها الى سوريا.
وجاء التقرير الإسرائيلي نقلا عن معلومات اوردتها وكالة انباء تسنيم الايرانية شبه الرسمية أمس الأحد، ومفادها أن سليماني ربما اقترب بشكل خطير من أن احتمال تعرضه للاعتقال من قبل القوات الامريكية في بغداد.
ولفت التقرير الذي ترجمته وكالة شفق نيوز؛ الى أن الرواية نشرتها "تسنيم" تحت عنوان "إذا أرادوا اقتيادي الى تل ابيب سأقاتل حتى آخر رصاصة"، وهي جرت خلال فترة كان الأمريكيون يقومون وقتها بإجبار رحلات جوية على الهبوط بشكل قسري في العراق، أثناء توجهها من ايران الى سوريا، لاعتراض شحنات اسلحة محتملة.
واستعاد التقرير بالفعل قرارا أعلن عنه مسؤول عراقي قال انه فيما بين سبتمبر / أيلول العام 2012 وأبريل/ نيسان العام 2013 ، "أرغمت السلطات العراقية طائرة شحن ايرانية متجهة الى سوريا على الهبوط للتفتيش في بغداد للتأكد من أنها لا تحمل اسلحة".
وبحسب التقرير الايراني فان حراس سليماني هم الذين كشفوا الان تفاصيل هذه القصة حيث أنه خلال الرحلة الجوية، لم يكن اسم القيادي في الحرس الثوري مدرجا في بيان لائحة المسافرين، ولهذا، فان لا السلطات الامريكية ولا العراقية، كانت تعلم أنه كان على متن الطائرة بالفعل.
وذكر التقرير؛ أنه كان هناك فترة زمنية قصيرة، كان الأمريكيون يجبرون فيها رحلات جوية من ايران الى سوريا على الهبوط في العراق، من خلال الضغط على الحكومة العراقية في ذلك الوقت.
ولفت التقرير إلى ان شخصا يمثل الأمريكيين جاء وتفقد شحنة الطائرة وسار حول الطائرة وتفقد قمرة القيادة والركاب. وأوضح أنه خلال إحدى هذه الرحلات الجوية، التي لم يحدد تاريخها، كان سليماني على متن الطائرة المليئة بالركاب وخلال منتصف الرحلة "جاء الطيار قائلا: لقد اعلنوا انه يتعين علينا الهبوط في العراق".
ووفقا للتقرير، فقد جرت نقاشات بين الركاب حول ما إذا كان ينبغي عليهم أن يستديروا للعودة الى ايران، مضيفا ان الجميع كان قلقا حول الحاج سليماني "وقلنا انهم ربما يعرفون أن الحاج (سليماني) على متن الطائرة وقد يكون هناك شيء ما حدث ، وكان هناك عدد من المسؤولين على متن الطائرة أيضا وقالوا: لنعد أيها الحاج، ثم قال الطيار: لا مشكلة، سنقول انه لا يمكن الهبوط ونعود ادراجنا الى ايران".
واشار التقرير الى انه يبدو ان سليماني سمح للطيار بالهبوط، ولم يكن قلقا، ربما في تعبير يستعرض فيه شجاعته في وجه التهديدات الأمريكية. وتابع التقرير الاسرائيلية ان دقة هذه المعلومات لم يكن بالإمكان تأكيدها.
غير أن الرواية الإيرانية لما جرى؛ تقول ان سليماني ارتدى بعد ذلك ملابس مهندس طيران، وان الطائرة هبطت بالفعل في بغداد وجاءت سيارة اميركية لتفقد حمولة الطائرة، ثم ظهر الحاج سليماني واقفا عند سلم الطائرة، مرتديا ملابس المهندس، وكانت بطاقة التعريف الخاصة به، مقلوبة الى الجهة الاخرى.
وتتابع الرواية أن سليماني لم يكن يبدو قلقا. وتضيف ان الجندي الامريكي جاء برفقة بعض العملاء ونظروا الى الركاب، بينما كان سليماني عند باب الطائرة على أنه مهندس طيران يقوم بعمله، وكان يتطلع باستمرار ليرى ما يفعلونه، بينما كان فريق الأمن جالسا على الكراسي.
الى ذلك، تساءلت "جيروزاليم بوست" عما إذا كانت هذه المعلومات صحيحة، مضيفة أنه من غير الواضح لماذا تشارك الولايات المتحدة في عملية التفتيش في الطائرة، علما بأن الولايات المتحدة أعلنت انسحابها من العراق في العام 2011، ولم تعد سوى في العام 2014 بدعوة من بغداد للمساعدة في محاربة داعش.
ومعنى ذلك، بحسب التقرير، فإن الولايات المتحدة كانت لا تزال تعمل عن كثب مع السلطات العراقية لاعتراض الرحلات الجوية إلى سوريا التي ربما كانت تحمل أسلحة.
وتابع التقرير؛ أن سليماني بصفته مهندس الطيران، فقد قام بتوديع الفريق الذي جاء بهدف تفتيش الرحلة. وتضيف الرواية الايرانية ان سليماني لم تكن لديه أي مخاوف، ناقلة عنه قوله وقتها إنهم "اذا حاولوا احتجازه، او اذا كانوا يريدون نقلنا الى تل ابيب او وضعنا في اي دولة اخرى، فلن استسلم وسأقاتل حتى الرصاصة الأخيرة".
وختمت الصحيفة الإسرائيلية بالاشارة الى ان مثل هذه القصة عن سليماني المتنكر على متن طائرة وتخضع للتفتيش، ممكن أن تكون معقولة بقدر ما هي مفاجِئة، مشيرة إلى أنه من المعروف ان سليماني كان يسافر بملابس مدنية ويظهر في دول مختلفة، بما في ذلك على خطوط الجبهات الامامية اثناء الحروب في سوريا والعراق، وهو ما كان جزءا من الأساطير التي أحاطت به، مضيفة أن هذه القصة من المفترض أن تظهر شجاعته وتغلبه على الولايات المتحدة.
ترجمة: وكالة شفق نيوز