شفق نيوز/ أثار انتشار الكلاب السائبة في محافظة كربلاء (108كم جنوب غربي العاصمة بغداد)، ذعر وخوف المواطنين وخاصة الأطفال، (الشريحة الهشة في المجتمع)، وسط مطالبات بضرورة اتخاذ الإجراءات اللازمة لمكافحتها.
المواطنة أم كيان (35 عاماً) من قضاء الهندية في محافظة كربلاء، تحدثت لوكالة شفق نيوز، قائلة إن "الكلاب الضالة تجوب داخل أحياء المناطق السكنية، في مشاهد مقلقة، خاصة عندما تحاول مهاجمة الأطفال"، وآخرها ما تعرض له أطفالها الثلاثة الذين تتراوح أعمارهم ما بين 3 و7 و8 سنوات، عند مغادرتهم البيت للتسوق صباح يوم الاثنين.
وأضافت أم كيان، أن "أربعة كلاب هاجمت أولادها، وأثارت في نفوسهم الخوف والرعب"، مشيرة إلى أن طفلها صاحب الثلاث سنوات، فقد الوعي من شدة الخوف، وما يزال في غيبوبة حتى الآن، أما طفليها الآخرين فقد ظهرت عليهم علامات الصدمة والتي يعانون منها لغاية الآن.
وطالبت أم كيان، الجهات المعنية في المحافظة بـ"التدخل للحد من انتشار الكلاب السائبة، عبر نشر فرق جوّالة لمحاربتها، أو جمعها في مكان أشبه بمحمية لها كما في إقليم كوردستان".
يذكر أنه في 16 كانون الثاني/ يناير من العام الحالي، أعلنت الحكومة المحلية لمحافظة دهوك، ضمن إقليم كوردستان المباشرة بإنشاء مأوى للحيوانات السائبة، فيما أكدت رصد مكافأة لكل من يسلمها حيواناً سائباً.
وكانت وزارة الصحة العراقية، قد حذّرت في وقت سابق، من انتشار مرض "داء الكلب" بعد تسجيل زيادة بالإصابات في مناطق متفرقة من البلاد، جراء انتشار الكلاب السائبة.
قانون الكلاب
وتنص المادة 26 من قانون الصحة الحيوانية العراقي، على وجوب السيطرة على الكلاب السائبة في المحافظات، وهذا القانون يلزم الدوائر المعنية (البلدية، البيئة، الصحة، والمستشفى البيطري) بالسيطرة على الكلاب السائبة، وفق مدير المستشفى البيطري في كربلاء، الدكتور وسام الجابري.
وأوضح الجابري، لوكالة شفق نيوز، أن "في المستشفى البيطري هناك لجان مشكلة بموجب هذا القانون بإشراف مباشر من قبل النائب الثاني لمحافظ كربلاء، وهذه اللجان عملها السيطرة على الكلاب السائبة في المناطق السكنية، وحسب الشكاوى التي ترفع عن طريق صفحات التواصل الاجتماعي والهواتف ومنصة تطبيق كربلاء الذكية، تبدأ هذه اللجان بمعالجة الكلاب السائبة".
وبيّن أن "معالجتها تكون بالسيطرة عليها بمادة الاستركنين أو الخراطيش، خاصة الكلاب الشرسة، التي قد تكون ناقلة للكثير من الأمراض وأخطرها السعار المميت للإنسان".
أسباب الانتشار
وعن أسباب تزايد أعداد الكلاب السائبة مؤخراً، أرجع الجابري، ذلك إلى "تمدن الريف، وزيادة الكثافة السكانية وامتدادها إلى مناطق الطمر الصحي والمناطق الزراعية، ما أدى إلى تداخل هذه البيئات بتداخل الحيوانات في المناطق السكانية".
وأكد أن "اللجان مستمرة بعملها، وفي الأسبوع الماضي جُهّزت 4 فرق برماة بعد أن كانت فرقة واحدة، وباشرت هذه الفرق بعملها لمعالجة الكلاب السائبة".
و"داء الكلب" مرض فيروسي ينتقل إلى الإنسان عن طريق عضات الكلاب السائبة، وتصل نسبة وفاة المصابين به، إلى 100% في حال عدم اتخاذ الإجراءات اللازمة بالسرعة القصوى.
داء الكلب
وفي هذا السياق، شرح الأستاذ الجامعي في كلية الطب البيطري بجامعة بغداد، خالد كامل كاظم، خطورة عضة الكلب، مبيناً أنها "تكمن في نقل مرض Rabies والمعروف بالسعار، وتأتي أغلب الحالات من كلب الشارع، المقصود غير الممنع ضد المرض، ولكن هذا لا يعني عدم إصابة كلب البيت في حالة إذا كان غير ملقح ضد المرض".
وأوضح كاظم، خلال حديثه للوكالة، أن "المرض فيروسي ينتقل من عضة كلب مصاب الى السليم عبر اللعاب، وأن فترة حضانة المرض منذ عضة الكلب لحين ظهور الأعراض تعتمد بالدرجة الأساس على بعد منطقة العضة عن الرأس، (أي عن الجهاز العصبي)، حيث ينتقل الفيروس عبر الجهاز العصبي وإلى الدماغ".
ويظهر على الكلب المصاب تصرفات غير طبيعية، ومنها العصبية والارتجاف والمشي المترنح غير الطبيعي، وخصوصاً الأرجل الخلفية، لكن ربما تكون الأعراض غير واضحة في بداية الأمر على الكلب، وفق كاظم.
وتكمن خطورة المرض، بحسب كاظم، بـ"عدم وجود علاج، فعند ظهور الأعراض معنى ذلك أن الفيروس وصل الدماغ أو الجهاز العصبي والموت محقق".
ونبه، إلى أن "العضة ليست هي فقط من تنقل المرض، وإنما مجرد الخدوش من الحيوان المصاب إلى السليم سواء إنسان أو حيوان ممكن ان يصاب، وهناك تقارير تشير إلى إمكانية انتقال الفيروس عبر الرذاذ من الحيوان المصاب الى الجهاز التنفسي للجسم السليم".
وشدد كاظم في ختام حديثه، على ضرورة "مراجعة المصاب بعضة الكلب للمراكز المختصة لأخذ اللقاح، وقد يحتاج إلى المصل المضاد في حالة ثبوت أن الكلب مصاب بالمرض، لأن اللقاح ليس كافياً ويجب أخذ مصل مضاد لخطورة المرض".