شفق نيوز/ نشر موقع "أوتشا" التابع للأمم المتحدة، اليوم الخميس، تقريرا يتضمن تحليل موقف حول ظهور وتفشي وباء الكوليرا في العراق واقليم كوردستان، ورسم صورة خطر الوباء، وخاصة في الإقليم، والإجراءات المتخذة للسيطرة عليه حتى الآن.
وقال الموقع في تقرير نشر بالإنجليزية، للاتحاد الدولي لجمعيات الصليب الاحمر والهلال الاحمر، وترجمته وكالة شفق نيوز، إن وباء الكوليرا أصاب مئات الاشخاص في العراق، وتم ارسال سجلات المزيد من الحالات للفحص في المختبر المركزي في بغداد، وهي في غالبيتها من اقليم كوردستان.
ولفت التقرير الى ارتفاع الحالات المرضية في الفترة الاخيرة لتلقي العلاج بالمستشفيات، وذلك بسبب الإسهال، وتحديدا في السليمانية واربيل ودهوك والمحافظات الجنوبية في العراق، مشيرا الى ان وزارة الصحة في اقليم كوردستان أصدرت توجيهات بشأن التعامل مع تفشي الاسهال في المنطقة.
وأضاف أن الزيادة في حالات الكوليرا في السليمانية والمحافظات الاخرى تشكل سببا لقلق وزارة الصحة في الاقليم، لانها تأتي في ظل وجود كورونا والأوبئة الأخرى.
إلا أن تقرير الاتحاد الدولي لجمعيات الصليب الاحمر والهلال الاحمر اعتبر برغم ذلك، ان وزارة الصحة في كل من بغداد واقليم كوردستان، مستعدتان للاستجابة لهذا التفشي والحد من تأثيره على السكان المتضررين.
وذكر التقرير، أن السلطات الصحية العراقية اعلنت في 19 حزيران/يونيو الماضي، عن تفشي الكوليرا بعدما تأكد لها وجود ما لا يقل عن 13 حالة اصابة في مختلف انحاء البلد، في حين جرى الابلاغ عن الالاف من حالات دخول المستشفيات بسبب الاسهال الحاد.
وتابع التقرير، أن عشر حالات مؤكدة سجلت في مدينة السليمانية، وجرى التأكد من وجود حالتين في محافظة المثنى وفي كركوك، بالاضافة الى تسجيل ارتفاع كبير في حالات دخول المستشفيات بسبب الاسهال في اربيل ودهوك المجاورتين ولكن بدرجة اقل.
وأضاف التقرير، أن مسؤولي الصحة في اقليم كوردستان، حذروا من تفشي وباء الكوليرا بعدما وردت معلومات عن ان عدة اشخاص توفوا في محافظتي السليمانية واربيل.
ونقل التقرير عن خبراء قولهم ان الخضار المروية بمياه الصرف الصحي، وهي ممارسة شائعة بشكل متزايد بسبب نقص المياه في نهري دجلة والفرات، هي التي تسبب تفشي المرض.
واضاف ان المخاوف من تفشي المرض بشكل كبير تتزايد اذ من الممكن ان يفرض هذا الوضع ضغوطا اضافية على النظام الصحي الذي يعاني بالفعل من الإجهاد الكامل، مشيرا الى ان دائرة صحة السليمانية اكدت مؤخرا تسجيل حوالي 4 آلاف حالة اسهال في مستشفيات المدينة. كما طلب مدير الدائرة من وزارة الصحة اعلان حالة الطوارئ في المدينة.
وحذر التقرير من انه ووفق البيانات المتوفرة، فقد لوحظت زيادة حادة في حالات الاسهال من الاسبوع التاسع عشر فصاعدا الى الاسبوع الثالث والعشرين حيث جرى الإبلاغ عن حوالي 17887 حالة اسهال من السليمانية والمناطق المحيطة بها.
وأفاد التقرير، أيضاً بانه وحسب تقييم منظمة الصحة العالمية، فإن الكوليرا ما زالت تمثل تهديدا للصحة العامة وتعتبر بمثابة مؤشر على عدم المساواة وقلة الوعي في المجتمعات.
وختم التقرير بالإشارة الى ان الحالة الأولى سجلت في مستشفى شار وهي لامراة في الـ 35 من العمر، من مخيم أشتي للنازحين في السليمانية.
كما ذكر بأن وزارة الصحة طلبت دعما لوجستيا ومستلزمات طبية ومجموعات الحقن ومواد الوقاية من العدوى ومكافحتها، واستئجار المركبات لتسهيل حركة فرق الاستجابة السريعة، ومراقبة جودة المياه وفرق مراقبة الامراض، والتمست الدعم ايضا من الجهات الفاعلة الإنسانية والمنظمات غير الحكومية الدولية والوطنية. ودعا التقرير الوكالات المهتمة بدعم هذه الانشطة الى التواصل مع أقسام مراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها في السليمانية.