شفق نيوز/ ذكر موقع "VOX" الامريكي، ان الهجوم الاخير على قاعدة عين الاسد في العراق والذي أصاب 5 جنود امركيين وجرح متعاقدين اثنين، قد يكون "حادثا معزولا"، إلا أن هناك مؤشرات على انه ايضا ربما كان جزءا من تصعيد أكثر اتساعا في منطقة الشرق الأوسط.
وبحسب التقرير الأمريكي، ترجمته وكالة شفق نيوز، فإن الهجوم على عين الأسد جاء في وقت تتصاعد فيه موجة العنف في الشرق الاوسط، فيما تواصل اسرائيل شن حربها على غزة، وقتلت مؤخرا زعيم حماس اسماعيل هنية في طهران والقائد العسكري في حزب الله اللبناني فؤاد شكر في بيروت، في حين من المتوقع بشكل كبير ان تقوم ايران بالانتقام، وهو ما أدى إلى زيادة احتمالات اندلاع صراع أكثر اتساعا في المنطقة.
إلا أن التقرير الأمريكي رأى أنه من غير الواضح ما إذا كان لإيران أي علاقة بهجوم عين الاسد، مشيرا الى ان اي جهة لم تعلن مسؤوليتها عن الهجوم، لكنه ذكر بأن هناك ميليشيات عراقية متحالفة مع إيران، مثل كتائب حزب الله، لكن ايا منها لم يعلن مسؤوليته عن الهجوم.
وتابع قائلا انه حتى لو كانت احدى هذه الجماعات تقف خلف الهجوم، "فهذا لا يعني بالضرورة أنه كان باوامر من إيران حيث انه في بعض الأحيان يتصرف حلفاء إيران في العراق بلا تعليمات صريحة منها".
وبرغم ذلك، قال التقرير انه "مهما كانت الحسابات خلف هجمات يوم الاثنين، فإنها بمثابة تذكير بمدى سهولة تصاعد الصراع بين إسرائيل وغزة، وخروجه عن السيطرة".
وبعدما ذكّر التقرير بإعلان رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني في يناير/كانون الثاني أنه يريد إخراج القوات الامريكية من بلاده، وبأن تلك القوات استهدفت مؤخرا قوات الحشد الشعبي، والتي اتهمتها بالتخطيط بإطلاق طائرات مسيرة، قال التقرير إنه رغم أن طهران تقوم بتمويل وتجهيز الميليشيات في العراق، إلا ان تحالف هذه الميليشيات وثيق مع ايران، لكنه ليس مشابها للتحالف الوثيق الذي يربط حزب الله اللبناني بها، حيث ان لهذه الميليشيات أهدافها الخاصة.
وفي حين قال التقرير ان قوات الحشد الشعبي تنفذ احيانا هجمات تعزز أهداف السياسة الخارجية لايران، والمتمثلة بالحاق الهزيمة باسرائيل واخراج الامريكيين من الشرق الاوسط، مذكرا بأنها تشن هجمات كهذه منذ العام 2020 بعد اغتيال الجنرال الايراني قاسم سليماني، وحتى قبل ذلك في العام 2019.
وتابع قائلا إنه لهذا فان بالامكان اعتبار هجوم يوم الاثنين، بمثابة رد فعل متبادل على الهجوم الأمريكي في جرف الصخر الاسبوع الماضي، والذي أدى الى مقتل 4 اشخاص.
واضاف قائلا انه من المحتمل أيضا أن يكون هجوم عين الأسد، بمثابة جزء من رد إيران على اغتيال هنية وشكر، مشيرا الى أن هنية قتل على الاراضي الايرانية، وهو ما أحرج هذا البلد وقواته الأمنية.
ولفت التقرير إلى أنه برغم أن ايران حملت مسؤولية الاغتيالات لاسرائيل، فان، القادة الإيرانيين يعتبرون أن الولايات المتحدة متواطئة، بسبب قوة التحالف الأمريكي-الإسرائيلي.
ونقل التقرير عن الباحث في "مركز صوفان" الأمريكي كولن كلارك قوله إن السؤال المطروح هو ما إذا كان بمقدور إيران الرد بطريقة تقنع اسرائيل والولايات المتحدة بالتراجع، بدلا من الاستمرار في التصعيد.
واعرب كلارك عن اعتقاده بان "هذا هو التحدي الذي يواجه الايرانيين، وهو محاولة ادخال تلك الابرة حيث يردون بطريقة لا تثبت عجزهم التام وتكشف عن ضعفهم، لكنهم ايضا لا يريدون المبالغة".
ونقل التقرير عن الباحث في "مجموعة الأزمات الدولية" البريطانية علي فائز قوله إن "ردا قويا قد يؤدي الى المزيد من العنف من جانب اسرائيل، وربما الولايات المتحدة، مما يعرض العالم لخطر حرب اكبر. الا ان الحكم على قدرة إسرائيل والولايات المتحدة على تحمل الرد الايراني، صار أمرا أكثر صعوبة".
وبحسب فائز فان "هذا هو المكان الذي يكمن فيه الخطر في الدرجة الاولى، لان ايران تشعر بأنه من دون دون إنزال الألم، فإنها لن تحقق مكاسب الردع، واسرائيل ليست مجرد دولة تتقبل الألم ولا تقوم بالرد- حتى لو أن الولايات المتحدة لوت ذراعها".
وبعدما تسائل التقرير عما سيحدث لاحقا في الشرق الأوسط، قال إن المخاوف من حرب على مستوى المنطقة بدأت مع هجوم حماس على اسرائيل، ثم انخراط قوى إقليمية فيما اسماه "دبلوماسية الصواريخ" وهي عبارة عن هجمات حددت بعناية من أجل توجيه "رسالة".
ونقل التقرير عن فائز قوله إنه فيما يتعلق بالهجوم على عين الاسد فان "الرسالة يمكن أن تكون أنه "في حال فشلت الولايات المتحدة في كبح جماح اسرائيل بعد الرد الايراني على اغتيال هنية في طهران، فإن الولايات المتحدة أيضا سوف تجد نفسها في مرمى النيران هذه المرة".
واعتبر التقرير أن كيفية رد ايران وحلفائها على الاغتيالات الأخيرة هي التي ستحدد مدى اتساع الصراع، وما إذا كان توازن العنف في مناطق مثل لبنان، قد اختل، مشيرا الى أنه من المحتمل أن يتضمن الرد الإيراني على اغتيال هنية وشكر، قيام شركائها الإقليميين بإغراق نظام "القبة الحديدية" الإسرائيلي بإطلاق الصواريخ بشكل يلحق بعض الاضرار الحقيقية وربما حتى سقوط الضحايا.
ونقل التقرير عن كلارك قوله إن الرد الايراني قد يقود الى "قتل أعداد كبيرة من المدنيين الاسرائيليين، وهو أمر ممكن، في حال جرى اختراق القبة الحديدية وتعطلت"، مضيفا انه "اذا قاموا بالتصعيد اكثر من اللازم، فإن الإسرائيليين، خصوصا نتنياهو، سيستمرون في الضغط على الولايات المتحدة للمشاركة بشكل أكبر، وهو سيناريو ليس جيدا بالنسبة للإيرانيين".
وختم التقرير بالقول انه في ظل هذا السيناريو، فإنه من المرجح استمرار الضربات والهجمات المضادة، وسوف تتزايد أعداد القتلى في إيران، وفي صفوف الجماعات المتحالفة معها، وربما في اسرائيل ايضا.