شفق نيوز/ يشكل اغتيال الأمين العام لحزب الله اللبناني حسن نصر الله، رسالة إسرائيلية إلى العراق وإيران واليمن ودول "محور المقاومة" مفادها أن حكومة نتنياهو لديها "بنك أهداف" تستطيع الوصول إلى من تريد، وفق مراقبين، في وقت تؤكد دول "المحور" أنها ستواصل عملية "ردع الكيان".
في مقابل هذه التطورات، قال المتحدث باسم كتائب سيد الشهداء، كاظم الفرطوسي، أن "اليوم أصبح هناك دافعاً آخر لمقاتلة العدو، وهو الثأر لنصر الله، لذلك المعركة أصبحت أكثر ضراوة وسيكون كل شيء متاحاً فيها، ولن تتوقف العمليات بل ستزداد كماً ونوعاً".
وأشار الفرطوسي، خلال حديثه لوكالة شفق نيوز، إلى أن "الردود ستأتي تباعاً بحسب الظروف الفنية لكل عملية، وهناك انتظار للخارطة العملياتية الجديدة".
ويعد استهداف حسن نصر الله "جريمة كبيرة أحدثت فرقاً كبيراً في رؤية الصراع مع الكيان الصهيوني، ومن سيخلفه سيلتزم بقواعد الاشتباك أيضاً إكمالاً للمسيرة، خاصة وأن حزب الله أخذ مسار التقدم إلى الأمام"، وفق الباحث السياسي، عبد الجليل الزبيدي.
وأضاف الزبيدي، خلال حديثه للوكالة، أن "استشهاد نصر الله خسارة كبيرة بلا شك لمحور المقاومة وللشعوب العربية التي كانت تعتمد على مواقفه وشجاعته لقيادة حركة المقاومة في مواجهة الكيان الإسرائيلي".
ودعا الزبيدي، الشعوب العربية إلى أن يكون لها موقفاً في هذه المرحلة، لأن "الخسارة كبيرة ولا تقتصر على حزب الله ولبنان فقط بل على الجميع، لذلك يتعين أن يكون هناك صوتاً يصل إلى الأصوات الغربية والإسرائيلية التي ارتكبت هذه الجريمة".
في هذه الأثناء، رأى مدير مؤسسة الرؤية الجديدة للدراسات والإعلام في طهران، مهدي عزيزي، أن "اغتيال نصر الله رسالة إسرائيلية إلى إيران والعراق واليمن والمقاومة بأنها تستطيع الوصول إلى من تريد من الأهداف".
ونوه عزيزي، في حديثه لوكالة شفق نيوز، إلى أن "المقاومة لا تعتمد على القيادات فقط"، مردفاً بالقول: "صحيح خسرنا شخصيات كبيرة، ولكن هذا لا يعني أن الجهاد والمقاومة انتهت، بل على العكس سوف تزداد المقاومة الإسلامية ضد العدو الإسرائيلي".
أما في حال ترك إسرائيل تفعل ما تريد، فسوف تتحرك ضد العراق وإيران واليمن والدول الأخرى، وفق قوله، لافتاً إلى نتنياهو عندما رفع خارطة في الأمم المتحدة تضم هذه الدول وأطلق عليها (محور الشر).
وأكد عزيزي، في ختام حديثه، أن "المقاومة سوف تستمر بكل أشكالها وستكون هناك معادلة جديدة في المنطقة من خلال التصدي لإسرائيل ليكون هناك رادع لها".
وهذا ما أكد عليه أيضاً المحلل السياسي من لبنان، حسن أوليان، بأن "عزيمة المقاومين سوف تستمر وتزاد في الميدان وسيكون لهم الرد المؤلم المزلزل، حيث إن قدرات المقاومة وجهوزيتها عالية".
وذكر أوليان، خلال حديثه للوكالة، أن "حزب الله ليس شخصاً وإنما مسيرة ونهج مرتبط بالموروث الديني، وهذه الجريمة لن يكون ثمنها إلا زوال الكيان".
من جهته، رأى الخبير في الشؤون الاقليمية والدولية، د.حكم أمهز، إن "نصر الله كان شخصاً استثنائياً ومحبوباً من الجميع، وكان يتمتع بكريزمة لا توجد من توازيه فيها حالياً، فضلاً عن المحبة والوفاء والثقة، لذلك غيابه مؤثر".
ونبه أمهز، خلال حديثه لوكالة شفق نيوز، إلى أن "مجاهدي حزب الله يقاتلون في سبيل الله وليس في سبيل غيره، لذلك سيتابع المجاهدون درب نصر الله سائرين على نهجه وفكره".
وكانت الحكومة العراقية، قد أعلنت اليوم السبت، الحداد 3 أيام تأبيناً لمقتل الأمين العام لحزب الله حسن نصر الله الذي اغتيل بقصف اسرائيلي في الضاحية الجنوبية لبيروت.
فيما أعلن المرشد الإيراني علي خامنئي، يوم السبت، الحداد 5 أيام في إيران حزناً على اغتيال نصر الله، واصفاً نصر الله بأنه "شخصية عظيمة"، وقال "فقدت جبهة المقاومة قائداً بارزاً، وخسر حزب الله زعيماً لا مثيل له، لكن بركات جهاده الذي دام عقوداً من الزمن لن تضيع أبداً".
وتابع خامنئي، أن "الأساس الذي أسسه في لبنان ووجهه إلى مراكز المقاومة الأخرى، لن يختفي بفقده فحسب، بل سيقوى بدمائه وشهداء هذه الحادثة الآخرين. وستكون الضربات التي ستوجهها جبهة المقاومة إلى جسد النظام الصهيوني المتهالك أكثر وضوحاً. إن الطبيعة الشريرة للكيان الصهيوني لم تنتصر في هذه الحادثة".
وفي وقت سابق من اليوم السبت، نعى حزب الله اللبناني، الأمين العام للحزب حسن نصر الله مؤكداً بذلك ما أعلنه الجيش الإسرائيلي بهذا الشأن.
وكان المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي أفيخاي أدرعي قد أعلن، في وقت سابق من اليوم، أن الغارة التي استهدفت أمس الجمعة الضاحية الجنوبية في بيروت أسفرت عن اغتيال حسن نصر الله.