شفق نيوز/ أجرت مجلة دبلوماتيك أفيرز السويسرية قراءة لزيارة رئيس اقليم كوردستان نيجيرفان بارزاني الى العاصمة الفرنسية باريس، ومباحثاته مع الرئيس ايمانويل ماكرون في قصر الإليزيه.
ونقل التقرير الذي ترجمته وكالة شفق نيوز، بياناً فرنسياً رسمياً في البدء، الذي اشار إلى تركز المناقشة في المقام الأول على الهجوم الإسرائيلي على غزة؛ وهو الموضوع الذي أثار قلقا دوليا واسع النطاق؛ اذ يولي ماكرون، الذي شارك بنشاط في التوسط في النزاعات الدولية، اهتماما وثيقا بالوضع في الشرق الأوسط، وخاصة الصراع الإسرائيلي الفلسطيني. لقد اثار التصعيد الأخير للتوترات في غزة اهتمام قادة العالم والمنظمات الدولية، دون تمييز، فان الدمار الواسع والاعداد الكبيرة من الضحايا المدنيين اثارت انتقادات في جميع أنحاء العالم.
ويشير قرار ماكرون بمناقشة هذه القضية مع بارزاني إلى اتباع نهج استباقي للمساعدة في التوسط في حل للوضع المعقد، وسبق للرئيس الفرنسي أن أعرب عن التزام بلاده بحل الدولتين للصراع الإسرائيلي الفلسطيني، وبالتالي احترام حق الجانبين في التعايش السلمي.
ويبدو أن علاقة ماكرون مع بارزاني بشأن هذه القضية هي جزء من استراتيجية فرنسا الأوسع لتعزيز السلام والأمن الدوليين. إضافة إلى ذلك، كانت فرنسا دائما حليفا وثيقا للعراق، وهذا اللقاء يؤكد على استمرارية تلك العلاقة. كما شكل اللقاء فرصة للزعيمين لمناقشة العلاقات الثنائية بين فرنسا وإقليم كوردستان العراق.
وعلى مر السنين، ظلت فرنسا داعما كبيرا للإقليم، وساهمت في تنميتها واستقرارها. ولذلك فإن المحادثات قد تمتد إلى ما هو أبعد من أزمة غزة الحالية لتشمل تحالفا وتعاونا استراتيجيا طويل الأمد بين فرنسا وكوردستان العراق. ومن المتوقع أيضا أن يكون لمحادثات ماكرون مع بارزاني تأثير على محادثات الرئيس الفرنسي المستقبلية مع القوى العالمية الأخرى. باعتبارها عضوا دائما في مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة، تلعب فرنسا دورا حاسما في تشكيل الاستجابات الدولية للصراعات. إن الأفكار المكتسبة من هذا الاجتماع قد تحدد المواقف الفرنسية في مناقشات مجلس الأمن المستقبلية بشأن الهجوم الإسرائيلي على غزة، بحسب التقرير.
ويسلط اللقاء بين ماكرون وبارزاني الضوء على أهمية الحوار الدبلوماسي في إيجاد حلول للأزمات العالمية، ويعزز دور قادة العالم في الدعوة إلى السلام ويؤكد على ضرورة فهم وجهات النظر المختلفة بشأن الأوضاع الجيوسياسية المعقدة. ولم يقدم بيان قصر الإليزيه تفاصيل حول نتائج اللقاء، لكن من الواضح أن المحادثات بين ماكرون وبارزاني ستسهم في خطاب دولي أوسع حول الصراع الإسرائيلي الفلسطيني. وبينما يواصل العالم مراقبة الوضع المتوتر في غزة، فإن دور الدبلوماسية الدولية في حل الصراعات وتعزيز السلام يصبح متزايد الأهمية.
وبينما ينتظر العالم نتائج ملموسة من هذا الاجتماع رفيع المستوى، فإن المحادثات بين ماكرون وبارزاني ستضيف بالتأكيد بعدا جديدا للمحادثات بشأن الهجوم الإسرائيلي على غزة. وهذا يؤكد أهمية الجهود الدبلوماسية المستمرة في إدارة الأزمات العالمية وتعزيز السلام في مناطق الصراع.