شفق نيوز/ طرحت صحيفة "جيروزاليم بوست" الاسرائيلية عشرة احتمالات لما بعد مرحلة الخروج العسكري الاميركي من منطقة الشرق الأوسط، متسائلة عما اذا كانت أي مكاسب حققها الادارات الاميركية السابقة في المنطقة، بما فيها "اتفاقات ابراهيم" السلمية، سيتم الحفاظ عليها بشكل مستدام في ظل غياب "المظلة الامنية" الاميركية.
وذكرت الصحيفة في تقرير ترجمته وكالة شفق نيوز، بان الخروج الاميركي من المنطقة كان بحسب وعود الرئيس الأسبق باراك أوباما ثم خليفته الرئيس السابق دونالد ترامب، وقد أصبح للانسحاب من أفغانستان موعد هو شهر ايلول/سبتمبر المقبل، اما فيما يتعلق بالعراق وسوريا، فان الوجود الأميركي أيضا تحت الانعاش بالتنفس الاصطناعي، مضيفة ان المغادرة المتوقعة منذ زمن طويل، ستنهي الوضع الهش القائم بالنسبة الى كافة اللاعبين في المنطقة.
وبرغم النظرة التفاؤلية التي عبرت عنها كريستين فونتينروز في "معهد المجلس الأطلسي" الأميركي بطرحها احتمال ولادة تفاهمات بين المتخاصمين السنة والشيعة تكون بمثابة "اتفاقات إسماعيل" (ابن النبي إبراهيم بحسب الرواية الدينية) وتمثل انفراجا بينهم، الا ان الصحيفة الاسرائيلية اعتبرت دفع الولايات المتحدة لحليفتها السعودية الى احضان اللاعب الإقليمي الأخطر، اي ايران، سيكون خدمة لمصالح الروس والصينيين والإيرانيين.
وبالاجمال، طرحت الصحيفة الاسرائيلية عشرة احتمالات سيتحتم على السياسيين والعسكريين ورجال الاستخبارات الأميركيين التعامل معها خلال السنوات المقبلة.
اولا، الارهابيين الاسلاميين سيجدون ملاذات آمنة جديدة وقديمة، للتخطيط للفوضى ضد الولايات المتحدة واسرائيل.
ثانيا، ستعزز إيران نشاطاتها العسكرية في منطقتين حساستين، هما مضيق هرمز وباب المندب، ما يشكل تهديدا لخطوط الملاحة العالمية.
ثالثا، مع تراجع الولايات المتحدة، فان حلفائها في انحاء العالم سيدركون ان الالتزامات العسكرية الأميركية لها تاريخ انتهاء مفعول.
رابعا، ستتحول ايران وروسيا والصين الى ممارسة دور القوى الكبرى في الشرق الاوسط.
خامسا، ستكون اسرائيل اكثر انعزالا اذا تحركت السعودية ودول الخليج باتجاه ايران، ومع ذلك فان اسرائيل ستظل تأمل ان تواصل هذه الدول التطبيع (اتفاقات ابراهيم)، وستنظر اليهم على انهم خيار افضل كحلفاء.
سادسا، ستشعر ايران بأنها اكثر استعدادا للمجازفة، وهي تعلم أن الولايات المتحدة لن ترغب في تحدي النظام الإسلامي، خشية انسحابه من الاتفاقية النووية.
سابعا، ستوجه ايران انظارها الى الاردن ليكون حجر الشطرنج التالي الذي سيسقط تحت النفوذ الايراني، بعد العراق ولبنان.
ثامنا، ستعيد حركة طالبان الاستيلاء على افغانستان، ما سيبدد أية مكتسبات تحققت بالنسبة الى حقوق المرأة والاقليات.
تاسعا، احتمالات النزاعات الاقليمية ستتزايد.
عاشرا، انتشار التسلح النووي سيحل قريبا في العالم السني، وهو ما لن يكون مصلحة أحد.
وختمت الصحيفة بالتساؤلات التالي: هل أحد هذه الاحتمالات يصب في مصلحة الامن القومي الاميركي؟ هل ستضطر اميركا الى العودة للمنطقة مثلما فعلت بعد الانسحاب الاميركي المتعجل من العراق في العام 2011، وانما تحت ظروف مواتية اقل؟.
ونقلت الصحيفة عن السفير الاسرائيلي السابق مايكل اورين لصحيفة "وول ستريت جورنال" في العام 2019 قوله "اذا كنت تعتقد ان الولايات المتحدة كقوة دولية عظمى، بامكانها الانسحاب من الشرق الاوسط من دون ان تخاطر بنفسها، فانك تخادع نفسك".