شفق نيوز/ حذر تقرير لموقع "ذا غلوب آند ميل" الكندي،من تعرض العراق لتمرد داعشي جديد، مشيرا في ذات الوقت الى أنه يزداد سقوطاً في ايدي ايران.
وحث التقرير الذي ترجمته وكالة شفق نيوز، الحكومة الكندية على تمديد المهمة العسكرية الكندية في العراق الذي وصفته بانه لا يزال غير مستقر.
واستهل التقرير الكندي الذي كتبه استاذ العلاقات الدولية في جامعة اوتاوا واستاذة العلوم السياسية في جامعة واترلو بسمة مومني، بان "الحرب في اوكرانيا تذكر بان النظام السياسي الدولي ما زال متقلبا، وانه يتحتم على كندا ان تلعب دورها النشط من اجل تعزيز تحالفاتنا، مضيفا إن واحدة من ساحات الصراع التي لا تزال ملتهبة هي العراق".
واوضح التقرير ان "المهمة الكندية في العراق "تنتهي في نهاية مارس/اذار، ويجب ان نجددها ، لكن علينا ان نقوم بذلك بعيون مفتوحة ازاء المخاطر الجديدة وتطوير مهمتنا".
وذكر التقرير بانه "من اجل الحاق الهزيمة بتنظيم داعش، فان القوات المسلحة الكندية ساعدت في تدريب قوات الامن العراقية ودعم مهمة حلف "الناتو" في العراق"، مشيرا الى انه "في ذروة المهمة، كان يتواجد 850 من عناصر القوات المسلحة الكندية في المنطقة من اجل تقوية قدرات قوات الامن المحلية لمحاربة داعش، بالاضافة الى "جمع المعلومات الاستخبارية، واكتشاف وتفكيك العبوات وازالة الالغام القاتلة في المناطق المدنية وتطوير احترافية الجيش العراقي".
وبرغم ان التقرير اشار الى ان "المهمة الكندية في العراق مرتطبة بالمصلحة الوطنية لكندا، الا انه اضاف ان دور كندا في العراق يستهدف ايضا مساعدة العراقيين في مواجهة الافتقار اليومي الى الامن وافتقار الجيش العراقي الى الاحترافية، حيث يشكل الفساد والانقسامات داخل الجيش والضغوط الخارجية من جانب الميليشيات الايرانية من اجل خلق طابور خامس داخل القوات العراقية، وهي كلها تشكل تهديدات حقيقية للعراقيين".
وتابع قائلا "دعونا لا نخدع انفسنا، فنحن ايضا موجودون في العراق لنكون بمثابة حليف جيد، حيث ان مهمتنا هدفها المحافظة على علاقات جيدة مع واشنطن، مضيفا ان هناك مصلحة لكندا في القيام بدورها داخل حلف "الناتو" والمساهمة في الجهود الدولية لمحاربة الارهاب.
واضاف انه برغم استمرار الانخفاض بعدد القتلى المدنيين على يد داعش منذ ذروته في العام 2014. الا انه خلال العام 2020، أعلنت التنظيم الارهابي مسؤوليته عن 87 هجوما، قتل خلالها 149 عراقيا بمعدل متوسط شهريا. لكن المهمة في العراق قد تطورت. في الأصل ، انضمت كندا إلى التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة لمحاربة داعش. ويظل هذا سببًا وجيهًا لمواصلة كندا المساهمة.
واشار الى ان التهديد حاليا مصدره الرئيسي من الميليشيات المسلحة المدعومة من ايران، مضيفا ان الحكومة الكندية لم تكن تتعامل بشفافية حول هذه المسألة وتحتاج الى تقديمها بوضوح الى الجمهور الكندي. وبالاضافة الى ذلك، فان لكندا "مصلحة في استقرار ودمقرطة العراق، وهو قوة اقليمية رئيسية، ومنتج نفطي مهم، وربما بمثابة حصن ضد نفوذ ايران في الشرق الأوسط".
وتابع قائلا ان تشكيل جيش وطني محترف في العراق لا يخضع لمصالح ايران "هو المفتاح لمنع الدولة من الوقوع في ايدي الفصائل المسلحة والعودة الى سيطرة داعش".
وتساءل التقرير "كيف سترد القوات الكندية في حال هاجمتها ميليشيات مدعومة من ايران مثلما يحدث مع القوات الامريكية؟
وبعدما اشار الى دور كندا في تطورات حرب اوكرانيا ودور القوات المسلحة الكندية في التعامل مع وباء كورونا داخل البلاد، واحتمال تضاؤل الموارد المالية للجيش، قال التقرير انه "ليس من الواضح ما اذا كانت كندا في ظل شحة الموارد، ستكون لا تزال قادرة على الالتزام بالمهمة في العراق".
وختم التقرير بالقول ان "العراق ليس مستقرا حتى الان، وانه من دون مساعدة حلف الناتو والقوات الاخرى، فان العراق يمكن ان يشهد تمردا متجددا من جانب داعش ويسقط بشكل أكبر في ايدي ايران".
وخلص الى القول انه الحكومة الكندية "تحتاج الى تكون منفتحة مع الكنديين حول هدفها المتطور في العراق، وان المسألة تستحق ان تتواصل المهمة".