شفق نيوز/ دفعت تداعيات ازمة الكهرباء وزير الكهرباء ماجد حنتوش الى تقديم استقالته من الوزارة في ظل احتجاجات شهدتها العديد من المدن والمحافظات الرئيسة في البلاد، بعد انقطاع للتيار الكهربائي وصل في بعض الأحيان لـ 20 ساعة في اليوم .
يأتي هذا التطور مع درجات الحرارة المرتفعة في الصيف وقبل الانتخابات البرلمانية المزمع إجراؤها في تشرين الأول المقبل.
وقدم وزير الكهرباء ماجد مهدي حنتوش استقالته الاثنين الماضي وسط ضغوط شعبية وسياسية بسبب الانقطاعات المتكررة للتيار الكهربائي في عموم البلاد مع ارتفاع لدرجات الحرارة بلغت في المتوسط 50 درجة مئوية في وسط وجنوب العراق.
ضغوطات إيرانية
أوقفت إيران إمداداتها الحيوية من الطاقة إلى العراق، مما أثار مخاوف من احتجاجات وسط عدم الاستقرار بعد استقالة وزير الكهرباء العراقي.
وضغطت إيران التي تعاني من ضائقة مالية على الحكومة العراقية للإفراج عن مدفوعات العراق المتأخرة نتيجة استيراد الأخير للكهرباء من ايران عبر أربع خطوط وللغاز الذي يغذي بعض المحطات الانتاجية في العراق.
ووفقا لوكالة أسوشيتد برس الامريكية فقد اوقفت ايران أربعة خطوط ربط كهربائية عابرة للحدود يوم الثلاثاء الماضي والتي بلغت نحو الصفر.
وتقوم إيران بتصدير الغاز ايضا إلى العراق من خلال خطي أنابيب يستخدمان لتوليد الطاقة في محطات الكهرباء في البصرة والسماوة والناصرية وديالى.
والعراق مدين لإيران بقيمة 4 مليارات دولار لواردات الطاقة، وتسببت الأزمة الاقتصادية في البلاد في حدوث تأخيرات نتيجة لذلك.
الوزارة تحدد الأسباب
ويقول المتحدث باسم الوزارة أحمد موسى في حديث لوكالة شفق نيوز؛ ان "التفجيرات الارهابية التي طالت بعض أبراج نقل الطاقة كانت سببا في ازدياد ساعات انقطاع الكهرباء".
ويضيف موسى؛ أن "ارتفاع درجات الحرارة بشكل كبير هو الآخر ساهم في زيادة ساعات الانقطاع مع إقبال المواطنين على زيادة استهلاك الطاقة، فضلا عن محدودية تجهيز الغاز المستورد من إيران مقارنة بالعام الماضي".
وتشهد المحافظات العراقية ترديا في تجهيز الطاقة الكهربائية مع ارتفاع درجات الحرارة في وقت تبقى وزارة الكهرباء عاجزة عن تلبية احتياجات المواطنين من الطاقة بالرغم من وعود مسؤوليها بأن يكون الصيف الحالي أفضل من الماضي بتجهيز الكهرباء.
اقوال بلا افعال
فيما اعتبر المختص بالشأن الاقتصادي قصي سالم ان كل الوزراء الذين تعاقبوا على وزارة الكهرباء يصرحون بدون افعال.
ويقول سالم في حديث لوكالة شفق نيوز؛ إن "واقع الكهرباء في العراق لا يمكن اعماره خلال فترة قصيرة وانما يحتاج الى وقت والى شركات عالمية لإصلاح هذه المنظومة المتهالكة".
ويتابع أن "أعمال التطوير يجب أن يشمل قطاع الإنتاج والتوزيع والنقل وهو بذلك يحتاج إلى عامين على أقل تقدير"، مبينا ان "كل الوزراء الذين استوزروا هذه الوزارة كان يصرحون للإعلام دون أن يكون هناك أي تطوير للمنظومة وأعمالهم كانت ترقيعية، فضلا عن الفساد الذي نخر هذه الوزارة".
الربط الكهربائي
ويسعى العراق في ظل الازمة التي يعاني منها إلى محاولة ايجاد بعض الحلول لهذه المشكلة عبر الاتجاه للربط الكهربائية مع تركيا والخليج والاردن.
ويقول المتحدث باسم وزارة الكهرباء أحمد موسى؛ إن العراق يمضي قدمًا في تنفيذ مشروعات الربط الكهربائي مع عدد من دول الجوار خلال الفترة المقبلة، سواء مع الخليج أو الأردن أو تركيا.
ويضيف إن "الوزارة ماضية فعليًا في مشروعات الربط الكهربائي، بموجب تلك الاتّفاقيات التي تحتاج إلى سقوف زمنية وفق مراحل العمل".
إلا أن الربط واجه خلال الفترة الماضية بعض التحديات ومنها جانحة كورونا ونزول أسعار النفط وتدهور الوضع الاقتصادي مما أخر جملة من المشاريع والمهمات المنوطة بدول الخليج لإكمال عملية ربط الشبكة".
وفي هذا الصدد اكد رئيس الوزراء العراقي مصطفى الكاظمي خلال القمة الثلاثية التي عقدت في بغداد الأسبوع الماضي أن "هناك تركيزًا على الربط الكهربائي بين مصر والأردن والعراق"، مؤكدًا أن "الإطار الزمني لجميع المشروعات المتفق عليها محكوم بالظروف الصحية العالمية المتعلقة بجائحة كوفيد-19".
النفط تدخل على الخط
ومن أجل تخفيف حدة الاحتقان في الشارع العراقي ولمنع رفع اسعار الامبير في المولدات الاهلية قامت وزارة النفط بزيادة حصة زيت الغاز( الكاز) للمولدات الاهلية الى 30 لتر لكل (KV).
وقال وكيل مدير عام شركة توزيع المنتجات النفطية حسين طالب، إنه جرى الإيعاز إلى جميع الهيئات والفروع في جميع المحافظات بتجهيز المولدات السكنية بالكاز بكمية 30 لترا لكل كيلو فولت أمبير، بدلاً من 25 لتراً.
في ظل عجز يبلغ نحو 10 آلاف ميغاواط من الكهرباء، يسعى العراق إلى حلّ أزمة الكهرباء عبر زيادة انتاجه من الغاز حيث اعلنت وزارة النفط عن توفير 4 مليارات قدم مكعبة من الغاز خلال العامين المقبلين، مبينة أن ذلك سينتج أكثر من 10 آلاف ميغاواط من الكهرباء.
وقال وكيل وزارة النفط، حامد الزوبعي إن "العراق يستهدف الوصول إلى استثمار 4 مليارات قدم مكعبة من الغاز بحلول العام 2024"، مبينا أن "الاكتشافات الجديدة للغاز الحر ستسمح بخفض متوسط فاتورة استيراد الغاز الطبيعي على مدى الأعوام المقبلة".
في غضون ذلك، اتخذت المحافظات في جميع أنحاء العراق احتياطات وقصرت ساعات العمل لمواجهة ارتفاع درجات الحرارة، اختُصرت أيام العمل في البصرة والنجف والديوانية وديالى من الساعة 8 صباحًا حتى الساعة 12 ظهرًا، وأعلنت بعض المحافظات عطلة رسمية ليوم الخميس بما فيها العاصمة بغداد نتيجة ارتفاع درجات الحرارة.
وينتج العراق نحو 19 ألف ميغاواط من الطاقة الكهربائية، في الوقت الذي تصل فيه احتياجاته إلى ما يقرب من 30 ألف ميغاواط.
يذكر أن العراق يعاني نقصاً في الطاقة الكهربائية منذ بداية سنة 1990، وازدادت ساعات تقنين التيار الكهربائي بعد 2003 في بغداد والمحافظات، بسبب قدم الكثير من المحطات بالإضافة إلى عمليات التخريب التي تعرضت لها المنشآت خلال السنوات الخمس الماضية، حيث ازدادت ساعات انقطاع الكهرباء عن المواطنين إلى نحو عشرين ساعة في اليوم الواحد، ما زاد من اعتماد الأهالي على مولدات الطاقة الصغيرة.