شفق نيوز/ كشف المؤرخ البريطاني الاسرائيلي آفي شلايم، يوم الأحد، في كتاب جديد عن أدلة تؤكد تورط الموساد الاسرائيلي في الهجمات التي تعرض لها يهود العراق في خمسينات القرن الماضي، وذلك لدفعهم لتسريع الهجرة من العراق الى اسرائيل.
ووفقاً لموقع "ميدل إيست آي" البريطاني في تقرير ترجمته وكالة شفق نيوز؛ فأن الكتاب الصادر تحت عنوان "ثلاثة عوالم: مذكرات عربي يهودي"، يتحدث شلايم عن كشف "دليل لا يمكن انكاره" حول تورط اسرائيل في الهجمات على المجتمعات اليهودية في العراق في اوائل الخمسينيات من القرن الماضي.
ويتناول شلايم في كتابه التي هي بمثابة مذكرات، تفاصيل طفولته كيهودي عراقي ثم نفيه الى اسرائيل. وقد نشر تقرير حول المذكرات أمس السبت في مجلة "سبيكتيتور"، حيث يؤكد وجود "دليل لا ينكر على تورط الصهاينة في الهجمات الارهابية" التي ادت الى نزوح جماعي لليهود من العراق بين عامي 1950 و1951.
وبعد بحث شخصي مكثف، خلص شلايم إلى أنه بينما تم تنفيذ هجوم من جانب مواطن عربي بقنبلة يدوية على "كنيس مسعودة شمتوف" في بغداد حيث قتل 4 يهود في كانون الثاني/يناير العام 1951، فإن هناك تفجيرات اخرى كانت من عمل جهاز الموساد الاسرائيلي.
ويقول شلايم ان هذه العمليات الهجومية جرى تنفيذها للاسراع بنقل 110 آلاف يهودي في العراق الى دولة اسرائيل التي كانت قد تشكلت حديثا في ذلك الوقت.
وبحسب التقرير فإن اكثر من 800 الف يهودي اما غادروا او جرى طردهم من دول في الشرق الاوسط وشمال افريقيا بين 1948 واوائل الثمانينيات، واستقرت غالبيتهم في اسرائيل.
وتابع أنه اعتبارا من العام 2005 ، كان 61% من اليهود في اسرائيل، هم من أصل مزراحي كامل او جزئي، وهو المصطلح المستخدم للاشارة الى اليهود المتحدرين من المنطقة بعد انشاء دولة اسرائيل.
وفي كتابه، يصف شلايم كيفية فراره من العنف في المنطقة حيث ولد في بغداد في العام 1945، وكان والداه وهما من افراد الاقلية اليهودية التي يبلغ عمرها آلاف السنين يتمتعان بعلاقات قوية.
لكن شلايم وهو في عمر ال5 سنوات، أجبر على الفرار مع أسرته بعد التفجيرات التي استهدفت اليهود في العاصمة العراقية، وقد جاءت الهجمات بعد أقل من عامين على وقوع التطهير العرقي خلال النكبة بحق الفلسطينيين والذي ادى الى قيام دولة إسرائيل في العام 1948.
واوضح التقرير ان القوات الصهيونية قتلت 13 ألف فلسطيني ، ودمرت وأخلت حوالي 530 قرية وبلدة، وارتكبت ما لا يقل عن 30 مجزرة ، وطردت 750 ألف شخص خلال النكبة، فيما قتل اكثر من 6 آلاف يهودي اسرائيلي، من بينهم 4 الاف جندي والفا مدني، بالاضافة الى حوالي ألفي جندي من الدول العربية.
ويؤكد شلايم في كتابه ان يهود العراق لم يواجهوا معاداة السامية حتى الأربعينيات من القرن الماضي ، عندما ظهرت شبهات بأن يهودا تورطوا في الغزو البريطاني للعراق العام 1941 وفي النكبة الفلسطينية لاحقا.
ويقول شلايم أن المشروع الصهيوني تسبب في تحول اليهود من كافة انحاء الدول العربية من مواطنين يتمتعون بالاحترام، الى طابور خامس متحالف مع الدولة اليهودية الجديدة. كما يتناول شلايم في كتابه كيف واجه اليهود مثله التمييز من قبل الأشكناز وهم اليهود الذين قدموا من أوروبا.
ويشير التقرير إلى أن المزراحي، اي الاسرائيليين الشرقيين، ما يزالون من بين أفقر المجتمعات في إسرائيل، ويعيشون في المدن والأحياء المحرومة. ترجمة: وكالة شفق نيوز