شفق نيوز/ توصلت دراسة علمية إلى أن مملكة الحضر التاريخية في شمال العراق، التي يعود عمرها إلى أكثر من ألفي سنة، كانت تمارس تهجين الجمال (الابل).
ونقلت صحيفة "جيروزاليم بوست" الإسرائيلية عن دراسة حديثة الى ان علماء الاثار كشفوا عن دلائل على وجود جمال هجينة قديمة، خلال عمليات ترميم معبد اللات في مدينة الحضر القديمة، التي دمرها ارهابيو داعش في العام 2015.
وذكّر التقرير الذي ترجمته وكالة شفق نيوز؛ بأن مدينة الحضر تعود الى القرن الثاني الميلادي، وهي تقع في منطقة الجزيرة على بعد حوالي 290 كيلومترا شمال غرب بغداد و 110 كيلومترات جنوب غرب الموصل.
ونقلت الصحيفة عن تقرير لمجلة "آنتيكويتي" المتخصصة بالآثار اشارته الى ان معبد اللات أهمل طوال عقود، وأنه تعرض لاضرار وتخريب من جانب المتطرفين الإسلاميين بين عامي 2015 و2017، وذلك بناء على دراسة لجامعة كامبريدج.
واوضح التقرير؛ ان منحوتات في المعبد تصور مجموعة من الجمال كان الباحثون سابقا يعتقدون أنها ثمانية جمال من فصيلة دروماري بالاضافة الى جملين من فصيلة باكتريان، موضحا أن الدروماري تعرف باسم الجمل العربي أو الجمل ذي سنام واحد، بينما تعرف فصيلة الباكتريان بأن لديها سنامين وهي تتحدر من منطقة آسيا الوسطى.
وتابع أن الباحثين لاحظوا ان الجمال المفترض انها من فصيلة الباكتريان تفتقر إلى "شعر الجسم الباكتري النموذجي على الرقبة والذراعين وعلى الرأس، الذي يشبه جمال الدروماري"، كما أن حدبات الجمال متباعدة بمسافة صغيرة وهي تتطابق بذلك مع الجمال الموجودة في العديد من الفصائل الهجينة الحديثة.
واعتبر التقرير؛ ان هذه الخلاصة تطرح فهما أكثر وضوحا لنشاط تربية الجمال الهجينة وكيف تم استخدامها من قبل المملكة في ذلك الوقت. واضاف ان التهجين، منذ العصور القديمة في مناطق مختلفة من الشرق الأوسط وآسيا الوسطى، كان يمارس مع هذين الفصيلتين من الجمال، وهو كان يتم من أجل خلق تم جمال اكثر قوة وقيمة لاستخدامها في "القوافل التجارية والعمليات العسكرية".
وذكرت شبكة "سي ان ان" الأمريكية أن الباحثين كانوا يعتقدون سابقا أن عدة فصائل مختلفة من الجمال تم بداية تهجينها في امبراطوريات توسعية ، فإن هذا الاكتشاف الجديد يظهر أن التهجين كان أكثر انتشارا مما كان يعتقد.
وتابع التقرير؛ أن الباحثين يعتقدون ان الملك سنطروق الأول ونجله اضافا هذا العمل الفني خلال عملية تجديد وترميم في العام 168 بعد الميلاد، مضيفا ان الصور المحفورة التي تم العثور عليها أكدت على أن للملك مصلحة خاصة (وربما يحظى باحتكار) لتربية الجمال الهجينة، وايضا على ادارة قوافل الرحلات الطويلة على طريق الحرير القديم، وهو ما عزز القوة التجارية للمملكة.
وتخلص الدراسة إلى القول إن هذه المملكة الصغيرة اختبرت التهجين وتمكنت من استيراد جمال الباكتريان من آسيا الوسطى من أجل حدوث تكاثر مع الجمل العربي، لإنتاج جمل أكثر قوة بكثير يمكن أن "يعزز المصالح التجارية التي جعلت مدينة الحضر غنية جدا".
ونقلت عن أحد مؤلفي الدراسة البروفيسور ماسيمو فيدال قوله إنه "من خلال استمالة الجماعات العربية، فإن الملك (سنطروق الأول) قام بخطوة جدية في عملية إبعاد الحضر عن ظلال الإمبراطورية البارثية".
وختم التقرير بالإشارة إلى أن الحضر تشكل المثال المحفوظ الأكثر ثراء بالمعلومات فيما يتعلق بمدينة من الحقبة البارثية والتي تأسست منذ أكثر من 2000 سنة، وجاء ازدهارها في القرنين الأول والثاني قبل الميلاد.
وجرى تصنيف المدينة كموقع للتراث العالمي لليونسكو في العام 1985، لكن في مارس/آذار 2015، قام تنظيم داعش بتدمير الكثير من آثار المدينة التاريخية، وهو ما وصفته الرئيسة السابقة لليونسكو ايرينا بوكوفا؛ بأنه "نقطة تحول في التطهير الثقافي الحاضر في العراق".
ولفت التقرير إلى أن ترميم آثار الحضر مستمر بتمويل من مؤسسة "آليف" في جنيف.
ترجمة: وكالة شفق نيوز