شفق نيوز / يبدو أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين عازم على استمرار حالة الحرب في أوكرانيا حتى النهاية في ظل عدم القدرة على وضع نهاية لهذه الحرب أوربيا وعدم قناعة أمريكية بالدخول في حرب شاملة مع دولة نووية تقود الى "عالمية ثالثة"، والاكتفاء بالعقوبات من بعيد، وفيما تكتفي دول الناتو بحرب اقتصادية تقول ان نتائجها ستظهر تباعا على الاقتصاد الروسي، فان احتمالات الدخول في حرب مع "الدب الروسي" او منعه جواً من القصف في اوكرانيا يعد بداية جديدة لحرب ستطال جميع انحاء الكوكب ولا تقتصر على القارة العجوز، لكن هذا الاحتمال لا يزال بعيدا "حتى الان" عن تصورات دول الناتو، في ظل تحرك بوتين لوضع "النووي الروسي" في حالة تأهب لمواجهة "استفزازات" شمال الأطلسي.
محاولة إعاقة الدب الروسي
بوتين وعشية الحرب هدد في كلمات وجهها لمن يحاولون دعم كييف في حربها باللجوء الى ما اسماه بـ"عواقب لم يشهدها التاريخ من قبل".. ويبدو ان أوربا فهمت الدرس وعملت من بعيد على إعاقة الدب الروسي الهائج في أوكرانيا عبر عقوبات اقتصادية بعيدة المدى تطال الاقتصاد الروسي في محاولة لصد الهجوم الكاسح برا وبحرا وجوا على كييف.
وقالت وزيرة الدفاع الفرنسية في تصريحات كشفت نوايا أوربا الحقيقية ومن ورائها الولايات المتحدة أن "لا احد في أوربا يريد مواجهة روسيا.. أتريدون ان نقاتل دولة نووية؟"، وهو تصريح يعكس رغبة أوربا باللجوء لحلول لا يكون السلاح فيها بيد جنود الناتو مقابل الجنود الروس من أجل أوكرانيا، فيما "تجاهل" الرئيس الأمريكي سؤالا تكرر أكثر من مرة في احد مؤتمراته الصحفية بتوجيه عقوبات مباشرة على الرئيس الروسي فلاديمير بوتين معللا انها "أحدى الخيارات المطروحة".
واشنطن تدرس حالته العقلية واوربا تريد محاكمته
وبما ان في الحرب كل شيء مباح فإن تقارير إعلامية أمريكية نقلت عن الاستخبارات الامريكية انها "تعطي أولوية قصوى لتقييم الحالة الذهنية لبوتين لتحديد تأثير مزاجه على تعامله مع الأزمة"، وهو ما يعني تشكيكا بالحالة العقلية للرئيس الروسي.
من جهتها قالت رئيسة البرلمان الأوربي في كلمة لها خلال اجتماع للبرلمان إن "هذا البرلمان يفخر بتصديه دوما لكل أنواع المستبدين وقارعي طبول الحرب"، في إشارة الى الرئيس الروسي.
واكدت المسؤولة الاوربية ان "دول الاتحاد لن تقدم جوازات سفر لاصدقاء بوتين وان البرلمان الأوربي سيسعى لمحاسبة الرئيس الروسي في المحاكم الدولية".
وأضافت المسؤولة الاوربية أن "علينا محاربة حملة التضليل القادمة من الكرملين، وان أعوان بوتين لا يمكن ان يستمروا بالاختباء وراء استثماراتهم في انديتهم".
سماء أوكرانيا المغلقة = حربا نووية
حرب تتصاعد ويبدو أن موسكو وحدها بيدها وقف قرار الحرب او تسييره في ظل بادرة الرئيس الاوكراني للتفاوض مع الجانب الروسي، وهو ما قابلته روسيا بـ"ايقاف مؤقت"، للعمليات العسكرية، هذا التوقف الذي سرعان ما استؤنف بقوة ومن كل الجبهات في ظل ما عدته موسكو "تنصل" أوكرانيا عن المفاوضات، ولكنها لم تغلق الباب كاملا امام الجلوس مباشرة امام الاوكرانيين في طاولة مفاوضات تم اختيارها على "الحدود" الأوكرانية – البيلاروسية.
وعلى وقع الحرب كان صوت المفاوضات بين الجانبين بمطالبة روسية واضحة للاوكرانيين بثلاث نقاط لا غير وهي "الاعتراف الاوكراني الرسمي بمنطقة القرم " وهو ما يعني اعترافا رسميا بالجمهوريتين الانفصاليتين اللتين وقع بوتين على انفصالهما عن كييف، و"نزع سلاح أوكرانيا" وتحييدها عن مسالة الانضمام لحلف شمال الأطلسي، وكذلك حرب أخرى بين لاعب التايكواندو فلاديمير بوتين والممثل الكوميدي زيلينسكي بعد اعلان روسي صريح بضرورة "اقتلاع النازيين الجدد" ويقصدون بذلك الحكومة الأوكرانية القومية الحالية.
من جهته وضع بوتين سلاح بلاده النووي على "أهبة الاستعداد" بعد ما وصفها "تصاعد الاستفزازات" من حلف الناتو وهو ما جعل الرئيس الأمريكي جو بايدن يبادر الى طمأنة مواطنيه بـ"الا تقلقوا من هذه التصريحات".
لكن ما يفتح الباب واسعا وصريحا لمسالة الحرب النووية هو المطالبات بفرض حظر طيران فوق أوكرانيا، ومنع روسيا من الطيران في المجال الجوي الاوكراني، وهذا يعني ان اسقاط أي طائرة روسية سيكون إيذانا بحرب "عالمية نووية" ثالثة لكن يبدو ان هذا الخيار يتضاءل وسط تغلغل القوات الروسية في الداخل الاوكراني مع اعلان وزير الخارجية البريطاني أن "فرض حظر طيران فوق أوكرانيا يعني حربا مع روسيا، وان بلاده لا يمكنها الدخول في حرب مع موسكو"، وهو ما يعني ان بوتين سيبقي خيار الحرب قائما في أوكرانيا وقابضا على زناد النووي لمن يحاول منعه.
خاص شفق نيوز