شفق نيوز/ ما يزال الانسحاب الأمريكي من أفغانستان والتقدم السريع لحركة طالبان الذي فاجأ العالم، يثير مخاوف متزايدة من أن الرئيس جو بايدن، قد يسحب قوات بلاده بالكامل من العراق، وهو ما قد يشكل كارثة للعراقيين اجمع.
وكالة "يو بي آي" الأمريكية، سلطت الضوء في تقرير لها ترجمته وكالة شفق نيوز، على هذا الملف، بالإشارة إلى أن "انتصار طالبان في أفغانستان يشجع الجهاديين الإسلاميين في جميع انحاء العالم"، مضيفة أن "قيادة داعش ستنظر بحسد الى الطريقة التي تمكنت فيها طالبان من طرد كل الجنود الاميركيين من افغانستان".
داعش يصلي لأجل قرار بايدن
وأوضح التقرير، أن "قيادة داعش ستتذكر كيف تقدمت بشكل سريع في جميع انحاء العراق في العام 2014، عندما تخلى الجيش العراقي المسلح والمدرب بشكل جيد من جانب الولايات المتحدة، عن أسلحته وهرب في مواجهة قوة صغيرة نسبيا من مقاتلي داعش الذين استولوا على حوالي 40٪ من الأراضي العراقية حينها".
ولفت التقرير، إلى الكيفية التي أدى الصراع المسلح الذي اعقب ذلك من اجل طرد داعش من العراق واستعادة الموصل والفلوجة وتكريت والرمادي، الى سقوط الاف القتلى وتدمير هذه المدن العراقية القديمة.
واعتبر أن "داعش سوف يصلي من اجل ان يكرر بايدن قراره الكارثي بالتخلي عن افغانستان من خلال اعطاء الاوامر بالانسحاب الكامل من العراق".
وتحسبا لمثل هذه الخطوة، نوه التقرير الأمريكي، إلى أن "الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون تعهد ببقاء فرنسا في العراق حتى لو غادرته أمريكا، اذ أعلن في الأسبوع الماضي، أن الجيش الفرنسي سيواصل محاربة داعش، قائلا: مهما كانت الخيارات التي يتخذها الامريكيون، سنبقي على وجودنا في العراق لمحاربة الارهاب".
جاء ذلك في أعقاب إعلان بايدن في تموز الماضي، أن العمليات القتالية ضد داعش في العراق، حيث مايزال هناك حوالي 2500 جندي أمريكي، ستتوقف بحلول نهاية العام.
وأوضح أن "الوجود الفرنسي المستمر بعد الانسحاب الأمريكي اذا تم مع نهاية العام الحالي، قد لا يكون كافيا لردع عودة ظهور داعش"، مشيراً إلى وجود "آلاف المقاتلين الذين مايزالون في العراق وسوريا، حيث يواصلون شن هجمات التمرد ضد قوات الأمن والمدنيين".
ورأى التقرير، أن "تنظيم داعش تشجع بالهزيمة الامريكية في افغانستان، وقد لا تردعهم قوة فرنسية قوامها 800 عسكري فقط في العراق".
وتابع تقرير الوكالة الأمريكية، أن "العراق على وشك التحول الى دولة فاشلة بعد ما يقرب من ثلاثة عقود من الصراع والتمرد والابادة الجماعية والتدخل"، مبيناً أن "هذه الدولة يمزقها الفساد وسوء الإدارة".
الكاظمي وإيران
وأضاف أن "إيران تعتبر أمريكا عدوها الرئيسي، وسيكون هناك رضا إيرانياً عن إنزال الهزيمة بالولايات المتحدة في أفغانستان، على الرغم من كون طالبان سنية، إذ ستكتفي إيران بالالتزام بالمقولة الشهيرة بأن (عدو عدوي صديقي)".
وأوضح التقرير الأمريكي، أن رئيس الوزراء العراقي مصطفى الكاظمي يستمر في "السير على حبل مشدود"، وهو أول عراقي يتولى هذا المنصب الأعلى منذ سقوط صدام حسين من دون أن يتم إتهامه بأنه دمية إيرانية، وأن هذا قد يكون بمثابة (كعب أخيل الكاظمي)".
وتابع أن "الوضع المالي السيئ للعراق يعني انه يجب ان يعتمد على واشنطن للحصول على الدعم الاقتصادي"، مضيفاً أن "اذا انسحبت أمريكا من العراق وسحبت مساعداتها المالية، فسوف تغرق البلاد في فوضى اقتصادية".
توازن أمريكي إيراني
واعتبر التقرير، أن "محاولة تحقيق توازن بين المصالح الايرانية والامريكية في بلد يعاني من التدخل الاجنبي، مهمة صعبة، وأن الكاظمي يعلم الذي لا يمتلك حزبا سياسيا، أن تصويتا واحدا بالثقة في مجلس النواب، يمكن ان ينهي مسيرته، أذ أن هناك العشرات من النواب العراقيين الذين يدينون بالولاء لطهران وربما تطلب منهم التصويت بسحب الثقة".
وخلص تقرير الوكالة الأمريكية، إلى القول إن "الانسحاب الامريكي من العراق سيكون كارثيا على الشعب العراقي، ومن شبه المؤكد ان ذلك سيؤدي الى عودة ظهور داعش مجددا"، لافتاً إلى أن "بايدن الذي أظهر نقصا خطيرا في إصدار أحكام حول أفغانستان، كلف الشعب الأفغاني ثمناً باهظاً وجعل العالم مكاناً أكثر خطورة، وسيكون خطأ فادحاً إن كرر هذا الخطأ في العراق".