شفق نيوز/ كشفت صحيفة امريكية، اليوم الأربعاء، عن خطط وخيارات الهجوم الأوكراني المضاد على القوات الروسية، وفيما لفتت الى انه قد يكون شبيها بحرب عاصفة الصحراء، أكدت أن لا احد يعرف كيف او متى سينتهي هذا الهجوم ومآلاته على الجانب الروسي وامكانية استخدام السلاح النووي.
وأشارت صحيفة "ذا هيل" الأمريكية في تقرير ترجمته وكالة شفق نيوز إلى "السيناريوهات المحتملة للهجوم الأوكراني المتوقع ضد القوات الروسية"، متسائلة "عما اذا كان سيكون مثل عملية عاصفة الصحراء، ام مثل معركة بولج (الثغرة) التي جرت في نهاية الحرب العالمية الثانية، ام بشكل مغاير لهاتين المعركتين".
وبعدما اشار التقرير الامريكي الى ان "الهجوم الاوكراني المضاد الذي طال انتظاره، قد يبدأ قريبا"، اعتبر ان "مراجعة معارك سابقة قد تكون مفيدة لتوقع النتائج المحتملة".
ولفت التقرير الى ان "البعض يراهن على ان يكون الهجوم الاوكراني تكرارا لعملية عاصفة الصحراء التي دمرت فيها قوات التحالف بقيادة الولايات المتحدة جيش صدام حسين خلال 100 ساعة ، وطردته من الكويت في العام 1991".
وتابع التقرير ان هذا "السيناريو مبني على تصور على ان الجيش الروسي سيكون بلا كفاءة، متشابها بذلك مع الجيش العراقي وقتها"، مضيفا ان "ذلك قد يكون صحيحا وقد لا يكون كذلك".
وطرح التقرير امكانية أن "يتحول الهجوم الاوكراني الى وضع مشابه لمعركة بولج، التي تحمل اسماء عدة بينها معركة الثغرة، او (الانتفاخ) معركة الاردين، عندما شن الجيش الالماني هجوما مضادا يائسا في كانون الاول/ديسمبر من العام 1944 ضد قوات الحلفاء المتقدمة في الاراضي البلجيكية بلجيكا، ما اجبر قوات الحلفاء المتفاجئين الذي لم يكونوا مستعدين، الى التقهقر لمسافة 80 ميلا الى ان تلاشى الطقس السيئ".
وتابع التقرير انه بعد ذلك، "قام السلاح الجوي للحلفاء بالانخراط بالمعركة، مما ادى الى احباط هجوم المانيا"، ولهذا، تساءل التقرير "هل يكون بمقدور الجيش الروسي محاكاة الحلفاء، ويلحق الهزيمة بالقوات الاوكرانية المهاجمة، برغم النكسات التي ستقع في البداية؟".
كما استعاد التقرير الحرب الكورية، عندما هاجمت القوات الشمالية في حزيران/يونيو 1950، عبر خط العرض 38 الذي يقسم الكوريتين، ما اجبر القوات الدولية التابعة للامم المتحدة على التراجع الى محيط بوسان في اقصى الطرف الجنوبي الشرقي من شبه الجزيرة.
لكن فيما وصفته بانه "عملية جريئة، انزل الاميركيون قواتهم في منطقة انشون ، بالقرب من العاصمة سيول، مما ادى الى قطع خطوط الجيش الكوري الشمالي الذي اضطر جنوده في ظل الحصار الذي صار يطبق عليهم على الهروب نحو الشمال، في حين طاردتهم قوات الجنرال الامريكي دوغلاس ماك ارثر، ومع حلول اواخر شهر نوفمبر/تشرين الثاني، اقتربت القوات الامريكية من نهر يالو عند الحدود مع الصين الشيوعية".
وتابع التقرير ان "الجنرال ماك ارثر كان مقتنعا بأن الصين لن تتدخل في المعركة، فواصل تقدم القوات الامريكية، متجاهلا تحذيرات من جانب الجيش الصيني، الا ان مئات الآلاف من الجنود الصينيين عبروا نهر يالو المتجمد في يوم عيد الشكر، ما اصاب قوات الامم المتحدة بالصدمة والذهول امام الهجوم الصيني الضخم، واضطرت الى التراجع. وبنهاية المطاف، فإن الحرب الكورية توقفت حول خط العرض 38".
واعتبر التقرير ان "أداة القياس هنا انه في حال قيام الجيش الاوكراني بالاختراق والتوجه نحو الحدود مع روسيا، فكيف سيكون رد فعل فلاديمير بوتين؟ اذ فيما تعاني روسيا من تزايد النقص في الجنود المدربين، فهل سيتم التهديد بالاسلحة النووية او استخدامها مرة اخرى؟ ام ان الحرب ستتفاقم بطرق اخرى ربما بهجوم مضاد من جانب بيلاروسيا او من جانب الغرب؟".
اما الحرب العربية-الاسرائيلية في العام 1973، فانها تقدم وجهة نظر اخرى، بحسب التقرير، "اذ ان الرئيس المصري انور السادات خطط للهجوم الذي اطلق عليه "عملية بدر" بالاشتراك مع دول عربية اخرى، وذلك بهدف استعادة سيناء في شرق قناة السويس التي احتلتها اسرائيل بعد حرب العام 1967، لكن السادات كان يعلم ان مصر وحلفاءها لا يمكنهم ابدا الانتصار في حرب طويلة مع اسرائيل".
الا ان القوات المصرية، بالاعتماد على عنصر المباغتة، عبرت قناة السويس لتوجهة مقاومة اسرائيلية متواضعة، الا انه بعد عبور القناة، لم يكن لدى الجيش اية اوامر باهداف اخرى، فعادت اسرائيل تنظيم صفوفها وانقلبت المعركة ضد مصر وحوصرت قوات لها في جنوب سيناء.
اما بالنسبة الى القوات السورية والعراقية فانها حققت تقدما لفترة وجيزة في هضبة الجولان السورية المحتلة، لكن تم صدها هي الاخرى.
وتابع التقرير ان الولايات المتحدة تعاملت بـ "الدبلوماسية المكوكية" لهنري كيسنجر، وانتهت حرب الاستنزاف في مقابل معاهدة سلام مصرية-اسرائيلية، واستعادت مصر اراضيها المحتلة. واضاف التقرير ان "السادات فاز بالخسارة".
ثم تساءل التقرير، هل يمكن ان يكون لاوكرانيا هدف مماثل؟ مضيفا هل بامكان اوكرانيا ان تكسب الحرب من خلال المفاوضات؟ مشيرا الى ان النجاح او الفشل بالنسبة الى اوكرانيا، يعتمد اولا على اهدافها السياسية.
وفي حين اعتبر التقرير ان "طرد جميع القوات الروسية من اوكرانيا يبدو احتمالا بعيدا"، اوضح ان "نهر دنيبر الذي يمتد من الشمال الى الجنوب يحدد الجبهة بشكل اساسي، وهي جبهة تبعد حوالي 260 ميلا عن الحدود الغربية لروسيا".
وفي المقابل، شرح التقرير ان المسافة البرية من نورماندي في فرنسا الى برلين تبلغ حوالي 750 ميلا، وانه كان هناك تفوق جوي كامل لقوات الحلفاء في الحرب العالمية الثانية، وكان الجيش السوفيتي القوي يتقدم من الشرقن وبرغم ذلك استغرق الحلفاء حوالي 11 شهرا، من 6 حزيران/يونيو 1944 حيث يوم انزال النورماندي (دي داي)، حتى 8 ايار/مايو 1945، عندما استسلم الرايخ الثالث ووصول قوات الانزال من النورماندي الى ضواحي برلين.
وتابع التقرير انه مع افتراض معدل تقدم ميداني مماثل، فان الجيش الاوكراني قد يستغرق ثلاثة او اربعة شهور للوصول الى الحدود الروسية اذا كان بامكانه ذلك. وذكر التقرير ان نتائج هجوم كهذا، قد تكون وفق تنبؤات وزير الدفاع الامريكي الاسابق دونالد رامسفليد حول حرب العراق الثانية، "مسيرة طويلة وشاقة"، حيث ان احدا لا يعرف كيف او متى سينتهي هذا".
ترجمة : وكالة شفق نيوز